مقالات مختارة

من يستحق أن يكون شخصية العام 2019؟

حسين الرواشدة
1300x600
1300x600

في هذا العام تساءلت : ما الذي يمنع أن نبحث (على غير العادة) عن نماذج أخرى سيئة أو (خرقاء) نرشحها لتحظى بالفوز كشخصية لهذا العام بحيث تصلح أن تكون مثالا للبؤس الذي تعاني منه مجتمعاتنا، فنتعلم من تجربتها ونعتبر من أخطائها، ونكشف فسادها؟

 

الفكرة أعجبتني ووجدت تعليقا عليها للكاتب فهمي هويدي، قال فيه: شجعني على ذلك أمران، أولهما أن في حياتنا خصوصا هذه الأيام أكثر من نموذج مناسب للغاية يمكن أن نختار من بينها أخرق العام.

 

الأمر الثاني أن ترشيحات النماذج السيئة هي الوحيدة التي تستطيع أن تطمئن إلى أن أهل السلطة لن يتنافسوا على الاستئثار بها، وبالتالي فإن عملية الاختيار فيها يمكن أن تتم بقدر عال من النزاهة.


قبل التفكير في ترشيح من يفوز باللقب يتعين أن نتفق أولا على تعريف الشخص الأخرق. وقد رجعت في ذلك إلى ما توافر لدي من معاجم وإلى بعض أهل الذكر من بين أعضاء مجمع اللغة العربية. وخلاصة ما خرجت به أن الأخرق شخص اتسمت تصرفاته بفساد الرأي وقلة العقل وغياب الرشد، الأمر الذي يجعله عاجزا عن تقدير نتائج فعله.


والأخرق غير الأحمق، والخلاف بينهما في الدرجة وليس في النوع، بمعنى أن الاثنين يشتركان في المواصفات التي ذكرتها، ولكن الأخرق يمثل حالة قصوى في التعبير عنها.


ما هي قواعد الاختيار بعيدا عن الدخول في قائمة أسماء المرشحين؟


يقول الكاتب: في ذهني ثلاث حالات ترشح كل واحدة منها صاحبها لحمل اللقب : حالة الرجل الوقور والمحترم الذي يحاط بهالة من التقدير والإجماع، وينتظره مستقبل واعد في مسيرته، لكنه يخرج على الملأ فجأة بما يستفز الخلق ويفجر مشاعر الغضب ويشعل نار الفتنة، فيهدم صورته ويفقد اعتباره ويفض الناس من حوله.


النموذج الثاني للرجل يلمع نجمه في مجاله، فيزداد ثراء ونفوذا، ويغريه ذلك بأن يتطلع للانتشار في مجال آخر يثبت فيه حضوره ويوسع نفوذه، فيصادف نجاحا ساعدته عليه إمكانياته المالية الوفيرة. ثم يشجعه ذلك النجاح على أن يتمدد أكثر لتحقيق مزيد من الحضور واللمعان، وتنفتح شهيته لبلوغ ما يشتهيه من مآرب أخرى، ويظل طوال الوقت محافظا على سمت يرفع أسهمه ويعزز من رصيده كنجم صاعد وواعد. لكنه وهو يسبح في الأضواء ويركض على درج الصعود يتعثر فجأة في مطب من فعل يده. فإذا به يحرق الصورة التي بناها، ويطل على الملأ بوجه آخر على النقيض تماما مما تفنن في رسمه وانفق الملايين لأجل تجميله.


وثالث المرشحين لتبوؤ مقعد أخرق العام. هو الذى أراد أن يكحلها ويحتفي بها، ففضحها وأعماها، كما يقول المثل العامي. هو أحد المهرجين في السيرك، الذي لقلة حيلته لم يشغله ما يقدمه للجمهور يوما ما، لكنه وجد أمانه في نذر نفسه لخدمة صاحب المحل. وحين زار السيرك ذات مرة واحد من أكابر القوم سحب وراءه الأضواء الآتية من كل صوب.


ترى، هل نستطيع أن نرشح من بين هذه الفئات الثلاثة في عالمنا العربي من يستحق هذا الوصف، بالتأكيد طبعا، واعتقد أن قائمة المتنافسين ستكون طويلة جدا، وسنحتار في تحديد (الفائز) كما يحصل تماما في مسابقات افضل ملكات الجمال أو غير ذلك من مسابقات «اربح» المليون التي اشتهرت في عالمنا العربي.

(الدستور الأردنية)

0
التعليقات (0)