هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، يقول فيه إن الحديث عن الحرب في الشرق الأوسط يتعلق بطهران وواشنطن، في الوقت الذي يحتل فيه الإسرائيليون مقعدا خلفيا لهذه المرة،
ويتحدث سبنسر عن عودة الهدوء إلى مرتفعات الجولان، واختفاء الحديث في الصحف الإسرائيلية عن الحرب التي يخوضها الجيش على ثلاث جبهات، مع الجماعات الوكيلة لإيران، وحزب الله في لبنان، وحركة حماس في غزة، مشيرا إلى أن الحديث عن الحرب المحتومة بين إيران وإسرائيل استبدل بحديث عن حرب قادمة بين الولايات المتحدة وإيران.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى التوتر الذي جرى على جبهة الجولان والغارات الجوية التي قام بها الطيران الإسرائيلي ضد أهداف إسرائيلية في العمق الإسرائيلي، لافتا إلى أنه لم يعد اليوم هناك حديث عن الحرب على الجبهات الثلاث، وتركز الحديث على اتهامات الفساد الموجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفشله في تشكيل حكومة ائتلافية، ما دعا إلى الإعلان عن انتخابات جديدة.
وتقول الصحيفة إن إسرائيل في ظل التوتر الحالي بين واشنطن وطهران التزمت الصمت وتنفست الصعداء، مشيرة إلى قول الجنرال المتقاعد مايكل هيرتزوغ: "لا يوجد أي احتمال للنزاع في المستقبل القريب"، لكنه لم يستبعد ضربات لمواقع حزب الله في بيروت وفي الجنوب اللبناني.
ويستدرك الكاتب بأن المسؤولين العسكريين وفي مجال الاستخبارات يرون أن مجموعة من العوامل السياسية والعسكرية أدت في الوقت الحالي لإبعاد الخطر الإيراني في سوريا، وقال ضابط كبير للصحيفة: "لم يعد هناك أي تهديد وجودي على دولة إسرائيل".
ويلفت التقرير إلى أن لدى المسؤولين الإسرائيليين أسبابا لتفسير انخفاض التوتر على الجبهة مع سوريا، مع أنه زاد على جبهات أخرى، أبرزها الأزمة الاقتصادية في إيران، التي سبقت قرار الرئيس دونالد ترامب إعادة فرض العقوبات التي فاقمت الأزمة الموجودة أصلا.
وتذكر الصحيفة أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أخبر مقاتليه وأنصاره بضرورة شد الأحزمة، وأعلن في الفترة الماضية عن حملة جمع تبرعات في داخل لبنان وخارجه، فيما قامت إيران، التي تقدم أكثر من ثلثي ميزانية حزب الله بتخفيض الدعم المقدم للحزب بنسبة 40%.
ويفيد سبنسر بأن الحزب خسر ألفين من مقاتليه في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري لبشار الأسد، ونتيجة لذلك فإن حسن نصر الله طلب من 10 آلاف إلى 20 ألف مقاتل التحضير للحرب، في الوقت الذي لا يستطيعون فيه الحصول على المال لدفع فواتير الدواء لعائلاتهم.
وينوه التقرير إلى أن الجبهة الثانية التي تقوم إسرائيل بضربها منذ ستة أعوام، هي سوريا، وقد خسرت إسرائيل مقاتلة للدفاعات السورية، إلا ان الجماعات الموالية لإيران عندما أطلقت صواريخ مرتين على الجولان، أخطأت هدفها.
وبحسب الصحيفة، فإن روسيا، التي تحدثت تقارير عن منعها سوريا من تصعيد المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، قامت بمنع إيران من بناء "حزب الله 2" في سوريا.
وينقل الكاتب عن الضابط في وزارة الدفاع، قوله إن "الإيرانيين بعيدون عما أردوا تحقيقه"، وأضاف أن الإيرانيين "رغبوا بإقامة قاعدة أو قاعدتين بحريتين، وأربع قواعد جوية، وقوات برية مكونة من مليشيات محلية وحزب الله، وقوات من جيش النظام تبلغ 100 ألف، ولم تحصل إيران إلا على ثلث هذا العدد، وقد جعلنا من الإيرانيين الهدف الأول في سوريا".
ويشير التقرير إلى أن عناوين الأخبار لم تعد تأتي من الجبهة الإسرائيلية بل من الخليج، ولم تثرها الاحتجاجات في غزة أو الغارات الإسرائيلية عليها، ولكن من إعلان الولايات المتحدة نشر حاملة طائرات وطائرات متقدمة في منطقة الخليج.
وتقول الصحيفة إن "أهمية ما حدث ربما أسيء تقديره، حيث تم ضرب أربع ناقلات نفطية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الحادث، فيما أعلن الحوثيون عن هجوم آخر، إلا أن الإمارات العربية مثل السعودية حليفة للولايات المتحدة وعدو لإيران".
ويؤكد سبنسر أن الكثيرين لا يشكون في أن الهجمات كانت تحذيرا للولايات المتحدة وحلفائها، الذين هم أكثر عرضة للعمليات الانتقامية من إيران، مشيرا إلى أنه لم يتم استهداف أمريكا بهذه الهجمات ولا إسرائيل، وذلك لأن إيران، كما يقول المحللون، توصلت إلى نتيجة، وهي أن ثمن الحرب المباشرة مع إسرائيل، التي قد تؤدي إلى دمار للبنى التحتية التابعة لحزب الله، قد أقنع طهران بفتح جبهة أخرى في الجنوب.
ويجد التقرير أن شبح الحرب لم يختف بالكامل، لافتا إلى قول محلل إيراني إن النظام في إيران رد على العقوبات بمثلها، فالتهديد الأمريكي بمنع إيران من تصدير نفطها يعني أن سفن النفط العابرة للخليج، خاصة من السعودية، أصبحت هدفا.
وتقول الصحيفة إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية رفع صوته عاليا بتهديد أمريكا، لكنه صمت عن إسرائيل، ويلتزم الصبر، حيث يرسل المقاتلين إلى سوريا، لكنه لم يأمر بهجمات، رغم ما يعانونه من حرب الاستنزاف التي تشنها عليهم إسرائيل.
وتختم "التايمز" تقريرها بالقول إنه "في حال اندلعت الحرب فإن الحرس الثوري والجماعات الشيعية الموالية لطهران في العراق وسوريا ولبنان ستؤدي دورا، وتظل الحرب قائمة في حال حدث سوء تقدير في مرحلة ما".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)