هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحيفة عبرية، عن وجود قلق ومعارضة أمريكية متصاعدة، لاستخدام "إسرائيل" لتكنولوجيا صينية،ومن التعاون التجاري الإسرائيلي الصيني.
وأكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير نشرته للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "القلق الأمريكي من تعزيز العلاقة التجارية والتكنولوجية بين الصين وإسرائيل، احتل مكانة رئيسية في محادثات مستشار الأمن القومي للرئيس الامريكي جون بولتون خلال زيارته لإسرائيل".
وكشف مصدر كبير في حاشية بولتون، أن المستشار "سيبحث مع مستضيفيه دخول التكنولوجيا الصينية إلى إسرائيل، وخاصة دخول شركات الاتصالات "هواوي" و"زيد.تي.إي"، إضافة لتحفظ واشنطن على زيادة نفوذ الصين في ميناء حيفا، الذي يبنى على أيدي شركة صينية".
وصدرت تحذيرات أمريكية سابقة، من "أن نصيب الصين في بناء الميناء والبنى التحتية الإسرائيلية الأخرى سيصعب استمرار التعاون مع الأسطول الأمريكي وإسرائيل"، وفق الصحيفة التي نوهت إلى أنه "في الأشهر الأخيرة نقلت تحذيرات بصورة مباشرة في محادثات بين وزراء أمريكيين ونظرائهم الإسرائيليين".
ولخصت مصادر إسرائيلية القلق الأمريكي من التعاون بين بكين و"تل أبيب"، بقولهم: "هم ببساطة انفجروا في وجوهنا"، حيث تتلخص الرسالة الأمريكية لإسرائيل بأن "عليكم إعادة ترتيب الأمور التجارية مع الصين أو سنقوم نحن بذلك".
واعتبرت الصحيفة، أن "الردود الأمريكية تعكس توجها متزايدا في أوساط جهات في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تعتبر الصين ليس فقط منافسا تجاريا، بل تهديدا استراتيجيا للولايات المتحدة".
وأضافت: " الأمريكيون يضغطون على إسرائيل كي تختار طرف، ويذكرون بأن جزءا كبيرا من البحث والتطوير الأمني في اسرائيل يستند لتعاون وثيق مع شركات أمريكية، إضافة للمساعدة الأمنية الأمريكية المقدمة لإسرائيل بمبلغ 3.8 مليار دولار سنويا، وفي المقابل، إسرائيل تعزز علاقاتها التجارية مع الصين".
ونوهت "هآرتس" إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتفاخر بأن التصدير للصين زاد بـ 56 في المئة، وهو يعتبر أن "السوق الصينية فرصة ممتازة بالنسبة لإسرائيل"، موضحة أن "واشنطن لا تحاول منع إسرائيل من التجارة مع الصين، ولكن معارضتهم للتزود بتكنولوجيا صينية التي يمكن أن يكون لها تداعيات استخبارية وعسكرية".
وأشارت إلى أزمة سابقة وقعت، بعدما عارضت واشنطن إسرائيل في بيع طائرات تجسس من طراز "فالكون" للصين عام 2000، وهو ما أجبر "تل أبيب" على إلغاء تلك الصفقة بعد "تهديد أمريكا بتقليص المساعدات".
وفي تعبير عن عمق تلك الأزمة، أوضح "مصدر رفيع المستوى"، أن "القلق كبير جدا، لدرجة أن إسرائيل لا تتجرأ الآن حتى على بيع سكين مطبخ مطبوع عليها إشارة الجيش الإسرائيلي للصين".
وحول حظر على أجهزة الهواتف الصينية، بينت أنه "في السنوات الأخيرة زاد الوعي لدى الدول الغربية، لاحتمالية استغلال الصين تكنولوجيا مدنية، مثل الهواتف المحمولة والمعدات المتعلقة بالحواسيب، لأغراض جمع معلومات اقتصادية استخبارية".
اقرأ أيضا: دراسة إسرائيلية: هذه الفرص والمخاطر في العلاقات مع الصين
ونوهت "هآرتس" إلى أن "عددا من الدول الغربية الكبرى، تمتنع عن استخدام منتجات صينية في أجهزة أمنها"، كاشفة خلال فحص أجرته أنه "في جهاز الأمن الإسرائيلي تم اتخاذ، خطوات مشابهة".
وتابعت: "في معظم أجهزة الأمن الإسرائيلية، أوصت وأحيانا حظرت على العاملين شراء هواتف محمولة من إنتاج الصين، وفي الجيش الإسرائيلي حرصوا على أن مركز شراء الهواتف المحمولة لصالح ضباط كبار من رتبة عقيد وما فوق، يقتصر على أجهزة آيفون فقط".
وإضافة لما سبق، "أدخلت وزارة الأمن، قيودا مختلفة على شراء معدات محوسبة للجيش الإسرائيلي، كما اتخذ في هذه الحالة خطوات تحذيرية جزئيا على خلفية الخشية من أنه سيكون لتكنولوجيا الصين استخدام خفي في المستقبل".
ونبهت إلى أن "المشرف على سوق التأمين الإسرائيلي، دوريت سلنغر، منع عدة مرات صفقات كبيرة لشراء شركات تأمين إسرائيلية من قبل شركات صينية، بسبب الخوف من الهيمنة الزائدة على أموال التقاعد للموفرين الإسرائيليين".
وعلى خلفية القلق الإسرائيلي الأمريكي، أجرى "الكابينت الإسرائيلي نقاش استثنائي نهاية تشرين الثاني، حول مغزى دخول شركات صينية لمشاريع بنى تحتية كبيرة في إسرائيل، وبدأت الحكومة في مناقشة احتمالية القيام بعمليات تشريع لتعزيز الرقابة على الاستثمارات الأجنبية، بسبب الانتقاد الأمريكي"، وفق الصحيفة.