هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت حركة المقاومة الإسلامية
"حماس"، إنها قامت بسلسلة من الخطوات والاتصالات من أجل إحباط تمرير
المشروع الأمريكي بالأمم المتحدة، الذي يدين المقاومة الفلسطينية.
مشروع خطير
وأكد القيادي وعضو دائرة العلاقات الوطنية في
حركة "حماس"، محمود مرداوي، أن "مشروع القرار الأمريكي خطير جدا،
وهو لا يقف عن حد النصوص الخارجية، لكن ما يقرأ ما بين سطوره أخطر".
ولفت في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أن
"هذا التوجه الأمريكي جاء في مرحلة خطيرة؛ حيث أخرجت واشنطن مدينة القدس
المحتلة عن طاولة المفاوضات ومنحتها بقرار أمريكي للاحتلال الإسرائيلي، وهو الأمر
الذي أكدته خطوة نقل السفارة الأمريكية للقدس".
وأضاف: "ومن ثم توجهت واشنطن نحو الأونروا
(وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) لضرب حق العودة، كما دفعت الولايات
المتحدة الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال، وبعد كل هذا تأتي المحاولة الأمريكية
لتجريم النضال الوطني الفلسطيني"، مؤكدا أن "كل هذا يجري من أجل تمرير
صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية".
وأوضح مرداوي، أنه في حال "تم تمرير مشروع
القرار الأمريكي، فسيعتبر النضال الفلسطيني المشروع بالقانون الدولي ضد الاحتلال إرهابا، وفي المقابل تلقى دولة الاحتلال رعاية دولية"، مضيفا أنه "لمواجهة
هذا القرار، فقد بدأت حماس بتنسيق المواقف بشكل مباشر ومستمر مع مندوب فلسطين في الأمم
المتحدة السفير رياض منصور".
ونوه إلى أن "حماس تعمل على تعزيز
الدبلوماسية الفلسطينية في الأمم المتحدة؛ عبر إجراء عشرات الاتصالات مع العديد من
الدول، وتبين الموقف الفلسطيني الحقيقي عبر تزويد تلك الدول برسائل ومذكرات، توضح
أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، جاء عقب اتفاق رعته الأمم المتحدة ومصر
وقطر وبمعرفة وإشراف واشنطن، وبالتالي فإن إسرائيل هي المعتدية التي ترتكب جرائم قتل
متواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وهي التي تستحق الإدانة".
وتابع: "كما أنه طُلب من كافة الدول التي تقف
إلى جانب الفلسطينيين، مثل تركيا وقطر وإيران ومصر وروسيا، أن تبذل الجهود
وتضغط لإبطال هذا المشروع، لأن حق مقاومة الاحتلال ثابت في الشرائع السماوية،
والقوانين والمواثيق الدولية".
إحباط المشروع
وأما على صعيد الداخل الفلسطيني، فقد أكد القيادي
في حماس، أن "الكل مجمع بداية من حركة فتح وحتى آخر فصيل فلسطيني، على أن الهدف
ليس حركة حماس، وإنما النضال الوطني الفلسطيني، الذي إذا جرم، فهذا يعني نسف
الحقوق الفلسطينية"، مضيفا أن "الكل مستشعر الخطر ويعمل بجد لمنع تمرير
هذا القرار".
وذكر أنه "تمت دعوة كافة الدول التي تم
التواصل معها لعدم التصويت على هذا القرار، والتأثير كذلك على الدول التي لديها
علاقات قوية معها"، لافتا أنه "يجري التخطيط لتنظيم مظاهرات تحت العلم
الفلسطيني، في الضفة والقطاع وفي مدن الشتات؛ أينما يسمح للفلسطينيين بالتعبير عن
رأيهم، وذلك لتأكيد رفضنا لأي محاولة تجريم للنضال الفلسطيني".
إقرأ أيضا: هنية يبحث مع تشاووش أوغلو جهود "إحباط قرار إدانة المقاومة"
ونوه إلى أنه جرى الاتصال مع أكثر من 110 دول، منها مصر وتركيا وقطر والكويت وماليزيا وجنوب أفريقيا وروسيا وإيران، مؤكدا أن
"كافة هذه الدول وغيرها وإلى جانب الدبلوماسية الفلسطينية استعدت للعمل بقوة
وبذل الجهود للتصدي لهذا القرار، ونتوقع أن تنجح في إحباط مشروع القرار
الأمريكي".
وكشف مرداوي، أن "بعض الدول التي جرى
التواصل معها من قبل قيادة الحركة، ترفض بشكل قاطع مجرد إجراء التصويت على المشروع
الأمريكي؛ لأنها تعتبر ذلك استخفافا بالأمم المتحدة والرسالة التي شكلت من أجلها".
ورأى أن "ما يجري من تنسيق بين كافة القوى
الفلسطينية لمواجهة القرار الأمريكي، أوضح أن لدى الفلسطينيين مساحات واسعة جدا
للعمل المشترك على الرغم من وجود الاختلافات السياسية"، مشددا على أهمية
"العمل الفلسطيني المشترك في كافة القضايا، لأن الوطن واحد والقضية تتعرض
لخطر حقيقي، والحقوق الفلسطينية باتت في قلب العاصفة".
وفي إطار السعي لإفشال المشروع الأمريكي نحو إدانة المقاومة الفلسطينية، أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"
إسماعيل هنية سلسلة من الاتصالات مع عدد من قادة ووزراء خارجية دول المنطقة
والعالم.
وأكد هنية، للجهات التي تواصل معها، أن
"الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه الأساسية، وتهجيره
القسري واستمرار الاستيطان والحصار؛ هو الإرهاب بعينه"، مشددا على أن من
"حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال بكل السبل المتاحة بما
فيها المقاومة المسلحة، وهي حق مكفول ومشروع وفق القانون الدولي".