قال مسؤول يمني رفيع، إن جولة المشاورات
اليمنية التي
يجري الترتيب لانعقادها في
السويد، قد تأجلت بسبب اشتراطات جماعة الحوثيين.
وأكد المصدر المسؤول لـ"
عربي21"، مشترطا
عدم الإفصاح عن اسمه، أن المشاورات التي كان من المقرر انعقادها في 4 من كانون الأول/
ديسمبر الجاري، بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين، تأجلت حتى السادس من هذا الشهر.
وأضاف أن المشاورات قد تتأجل حتى موعد آخر، بسبب ما
وصفه "تعنت جماعة الحوثي ووضعها اشتراطات لإخراج جرحى تابعين لها للعلاج في الخارج"،
وسط مخاوف حكومية من احتمال أن يكون بين هؤلاء الجرحى عناصر من حزب الله اللبناني، أصيبوا
في مواجهات مع القوات الحكومية.
وحول الملفات المطروحة على طاولة
المفاوضات المزمع
عقدها في مدينة استوكهوم بالسويد، أجاب المسؤول اليمني الرفيع بأنه لم يتم النقاش في
أي ملف من ملفات التفاوض حتى الآن.
وكانت الأمم المتحدة، أعلنت السبت، أن طرفي النزاع
في اليمن سيشاركان في محادثات السويد التي ستقام الشهر الجاري.
الحوثي يرفض
فيما أبدت جماعة الحوثيين، الأحد،
رفضها وضع التحالف العربي بقيادة السعودية، شروطا مسبقة قبل جولة المحادثات بالسويد.
جاء ذلك، في تغريدة نشرها القيادي
في الجماعة محمد علي الحوثي على حسابه بموقع في "تويتر".
وقال :"أعتقد أن المبعوث الأممي يدرك بعد قراءة
الإخفاقات في الجولات السابقة، أن أي شروط يضعها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي
وحلفاؤه ليست إلا عراقيل قد جربت في السابق، وكانت سببا لفشل جميع المفاوضات في ذلك
الوقت".
وأضاف في التغريدة ذاتها أن "تكرارها (الشروط)
من قبلهم، يعبر عن إجهاض لمساعيه لصنع السلام الذي يعمل للوصول إليه". على حد قوله
تحديات تعيق السلام
من جانبه، قال رئيس حركة النهضة للتغيير السلمي، (كيان
سياسي موال للحكومة الشرعية)، عبد الرب السلامي، إن المشاورات المزمع عقدها في السويد،
برعاية المبعوث الأممي الخاص للبلاد، يفترض أن تبدأ من النقطة التي توقفت عندها مشاورات
الكويت ( انعقدت في العام 2016).
وتابع حديثه الخاص لـ"
عربي21" أن هذه الجولة
من المفاوضات، يجب أن تبنى على ما قد تم إنجازه في الكويت وجنيف السابقة، وتحديدا
"إجراءات بناء الثقة والإطار العام ومسار الترتيبات الأمنية والسياسية".
ووفقا لرئيس حركة النهضة، فإن المشاورات يجب أن تكون
قائمة على مبدأي استعادة الدولة وعودة العملية السياسية وفقا للمرجعيات الثلاث، حتى
تفضي إلى سلام حقيقي قابل للاستدامة.
وأشار إلى أن هناك تحديات تعيق محادثات السلام اليمنية،
أهمها "عدم اكتمال الإرادة الدولية والإقليمية باتجاه إنهاء الحرب في اليمن"،
موضحا أنه إذا كان هناك أصوات قد ارتفعت هنا وهناك تدعو لإنهاء الحرب، لكنها لم تصل
إلى مستوى الإرادة الجمعية القادرة على الضغط على الطرف المتعنت، كون ذلك يهدد الأمن
والسلم الدولي والإقليمي.
وأكد السلامي أن وجود أطراف مستفيدة من انهيار الدولة
وطول أمد الحرب، لأنها ترى أن وجودها السياسي سيزول بعودة الدولة وتحقيق الاستقرار،
هي نوع آخر من تلك التحديات.
وتعد الجولة الجديدة من المشاورات التي يجري التحضير
لها، هي الخامسة، بين الأطراف اليمنية، حيث سبقها أربع جولات، آخرها الجولة التي فشلت
مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، قبل انطلاقها.
أما الجولات الثلاث من المشاورات، فقد عقدت في جولتيها
الأولى والثانية في العام 2015، في مدينتي جنيف وبيل السويسريتين، فيما عقدت الجولة
الثالثة في الكويت عام 2016، دون أن يتحقق أي تقدم يذكر.
اقرأ أيضا: الحوثي: شروط التحالف قبل المفاوضات تجهض السلام باليمن