هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ارتفاع في الأسعار،
وتراجع في المبيعات، وزيادة المعروض، وضعف في الإقبال، هذا هو حال موسم "مولد
النبي" في مصر، أحد أهم وأكبر مواسم بيع الحلوى منذ العهد الفاطمي حتى اليوم؛
حيث ينتشر نوع خاص من الحلوى، في أجواء احتفالية خاصة بتلك المناسبة السنوية،
والتي كان لا يخلو بيت منها.
ويستمر احتفال
المصريين بالمولد النبوي نحو أربعة أسابيع حتى ليلة الثاني عشر من ربيع الأول،
يقبلون خلالها على شراء الحلوى من الباعة المتجولين والأسواق الشعبية، أو محلات
الحلوى الفاخرة؛ حيث تتنافس مصانع الحلوى على تقديم جميع الأنواع بأسعار متفاوتة.
وتتميز الحلوى في مصر
بشكل مختلف، وطعم مميز، ومكونات خاصة من السكر والدقيق والسمسم والفول السوداني
والحمص وجوز الهند، والملبن، وأحيانا اللبن، وباقي أنواع المكسرات كاللوز والبندق
والفستق والكاجو.
ولا تباع هذه الحلوى
إلا في فترة الاحتفال بالمولد النبوي التي تمتد لنحو شهر، ينفق خلالها المصريون
مليارات الجنيهات، ويقدمونها كهدايا لذويهم وأهليهم حيث يتبادلون الزيارات والتهاني
والتبريكات بالمناسبة السعيدة كل عام.
كم ارتفعت الأسعار؟
وارتفعت الأسعار ما
بين 10% و20% لبعض الأنواع الغالية الثمن، فيما ارتفعت ما بين 5% و10% لبعض
الأنواع العادية التي لا تدخل فيها مكونات غالية، وفق أعضاء في غرفة الصناعات
الغذائية وشعبة المستوردين.
ورصدت "عربي21" اختفاء مظاهر الاحتفال والاهتمام هذا العام؛ حيث شهدت الأسواق بجميع أنواعها ركودا
واضحا؛ بسبب تراجع الإقبال وضعف القدرة الشرائية لدى الكثير من المواطنين، رغم حرص
المصانع على عدم زيادة المعروض تحسبا لتراجع المبيعات.
وبدت بعض المحلات شبه
خالية من الزبائن في الوقت الذي امتلأت فيه بجميع أنواع وأشكال الحلوى المختلفة
بانتظار من يشتريها، حيث كثر السؤال وقل البيع بشكل ملحوظ، وتراوح سعر الكيلو
الشعبي ما بين 40 جنيها إلى 60 جنيها، والكيلو العادي ما بين 70 جنيها إلى 90
جنيها والسوبر ما بين 90 جنيها و150 جنيها.
شكوى البائع والمواطن
واشتكى التجار
والبائعون والمواطنون على حد سواء من تراجع الإقبال من جهة، وزيادة الأسعار
ومتطلبات الحياة اليومية من جهة أخرى، فيما فضل بعض التجار وصانعو الحلوى عدم
إقامة تصنيع حلوى أو إقامة خيم للبيع هذا العام، وفضل بعض المواطنين استبدال
الحلوى بأشياء أخرى.
وأعربت سيدة عن تذمرها
من غلاء سعر الحلوى، قائلة: "الأسعار راحت في داهية، والمولد جاء بعد موسم
دراسة ومدارس وملابس، أين الفلوس التي سنشتري بها، الحلوى كثيرة ولكن متطلبات
الحياة أكثر وتزيد كل يوم".
ولكنها استدركت بالقول
لـ"عربي21": "لا يوجد بيت يخلو من حلويات المولد، وسأشتري ولكن
كميات قليلة حتى أدخل الفرحة والبهجة على العيال، والله المستعان على البلاء الذي
نحن فيه هذه الأيام، فكل شيء في زيادة في كل يوم".
مولد بلا حمص
وعلق أحد البائعين على
طرف خيمة بيع مقامة أمام أحد محلات الحلوى والمخبوزات في إحدى إحياء مدينة الجيزة
الكبيرة بالقول: "الأسعار يجب أن ترتفع؛ لأن مكونات الحلوى كلها زادت، وكلها
يأتي من الخارج مثل المكسرات والزيوت والقمح، كل شيء من الخارج".
وأرجع وجود زيادة في
الأسعار أيضا إلى "ارتفاع أسعار الصانعين والمعلمين والعمال بعد أن ارتفعت
أسعار النقل والمواصلات، ولا أحد يعرف متى تتوقف تلك الزيادات"، مشيرا إلى أن
"حركة البيع خفيفة، وكما يقول البعض مولد بلا حمص".
عام بلا حلوى
في حين أكد مدير إحدى
المخابز، ويدعى أبو يوسف، أن هذا العام بلا حلوى، وعند سؤاله عن المعرض الذي يقيمه
كل عام، قال لـ"عربي21": "لا نريد خسارة جديدة، اليوم أقل كيلو
بسبعين جنيه، من سوف يشتري الحلوى منا".
وأوضح: "لقد
خسرنا في عيد الفطر الماضي؛ بسبب عزوف الناس عن الشراء وزاد المعروض من الكعك
والبسكويت، وتم جمعه كعلف للطيور، فأجور المعلمين والعمال وارتفاع أسعار المواد
الخام لن تجدي معنا هذا العام مطلقا، ولا نريد وجع دماغ".
الدولار بريء
ورغم استقرار سعر صرف
الدولار أمام الجنيه، ارتفعت أسعار المواد الأولية والخام للحلوى، وبرر الرئيس
السابق لشعبة المستوردين، أحمد شيحة، الزيادة المطردة إلى عدة عوامل "من
بينها ارتفاع تكاليف الإنتاج؛ نتيجة ارتفاع أسعار رسوم النقل والكهرباء، والوقود
العام الماضي".
وأضاف
لـ"عربي21": "وبالتالي زادت أجور المحلات وخيم البيع بالإضافة إلى
ارتفاع تكاليف الأيدي العاملة، وكل تلك التكاليف تضاف على أسعار المنتج النهائي،
ولا أحد يمكن أن يقول إن الأسعار لم ترتفع، ولن تثبت أو تستقر إلا إذا توقف ارتفاع
الوقود والطاقة والنقل وغيرها".