هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في افتتاحيتها السعودية لتقديم توضيحات عن اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، الذي وصفته بالصحافي والمعلق المتميز، ولديه الكثير من الأصدقاء والمعجبين حول العالم.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن "خاشقجي كان ناقدا بارزا لحاكم السعودية الفعلي ولي العهد محمد بن سلمان، وهو بالضرورة كاتب يدعم الإصلاحات التي تجري في بلاده، لكنه لم يتردد أبدا في تحديد مظاهر القصور، وأدى اختفاؤه الأسبوع الماضي من قنصلية السعودية في إسطنبول إلى ضجة كبيرة مفهومة".
وتقول الصحيفة إن "المخاوف الأولى عن اختطافه تراجعت أمام نظرية تقوم الشرطة التركية بالتحقيق فيها، وهي قتله على يد فرقة إعدام سعودية أرسلت خصيصا لقتله".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "خاشقجي دخل السفارة يوم الثلاثاء الماضي لإنهاء أوراق تسمح له بالزواج مرة ثانية، وكانت خطيبته تنتظره أمام القنصلية، وهي من قامت بدق جرس الإنذار عندما فشل في الظهور من القنصلية، وأكدت السلطات التركية أنه لا توجد أي إشارات على ظهوره مرة أخرى من المبنى، وذلك بناء على لقطات المراقبة التي قامت بدراستها".
وتذهب الصحيفة إلى أن "لا أحد يصدق ما تؤكده السلطات السعودية عن خروج الصحافي من المبنى، وأنه لم يتعرض لحادث سيئ فيه، والرياض تتحمل مسؤولية لتكشف ما حدث في الحقيقة، فلو أكد التحقيق التركي أنه قتل حقيقة، وهو احتمال تعمل الشرطة التركية على التحقيق فيه، حيث تم نقل جثته في صناديق، فإن ذلك سيرسل إشارة مرعبة للمدى الذي تحاول فيه السلطات السعودية إسكات معارضيها".
وتنوه الافتتاحية إلى أن "السعودية لديها تاريخ طويل في قمع المعارضة، وقمع المعارضة في داخل السعودية وخارجها في ظل ولي العهد محمد بن سلمان معروف، وهو ضد روح الإصلاح الاقتصادي والديني والثقافي الذي تحتاجه البلاد، وبدأه ولي العهد".
وتؤكد الصحيفة أن الصحافيين حول العالم يواجهون تهديدات متزايدة واستفزازات وعنفا، وتم اغتيال أربعة في دول الاتحاد الأوروبي منذ بداية عام 2017، مشيرة إلى أن السلطات التركية تضغط على الرياض للخروج نظيفة بشأن مقتل خاشقجي، فيما عثر على الصحافية البلغارية فيكتوريا مارينوفا ميتة بعدما ضربت وعلقت.
وتقول الافتتاحية: "ليس غريبا أن المخاطر التي تواجهها مهنة الصحافة تتزايد؛ وذلك بسبب الجو الذي خلقه السياسيون الشعبويون، الذين شجعوا الهجوم على الصحافيين وجعلهم كبش فداء".
وتدعو الصحيفة المدافعين عن حرية الصحافة لمضاعفة جهودهم لمنع هذا العفن، لافتة إلى أن خاشقجي يعيش منذ العام الماضي في منفى اختياري في واشنطن، ولديه حلفاء كثر، سواء في الإدارة الحالية أو السابقة.
وتجد الافتتاحية أن "اختفاء خاشقجي المشؤوم يجب أن يعطي ترامب فرصة للتفكير، فالرئيس هو الزعيم بين زعماء العالم الذي دائما يستهدف الصحافيين، ويصفهم بأعداء الشعب، وكان من أكبر الداعمين لولي العهد السعودي".
وتبين الصحيفة أن "ترويج ترامب لولي العهد لن يجدي، وربما جرأه على تكثيف القمع داخل المملكة ضد الصحافيين والمدونين، وحتى أفراد داخل العائلة المالكة، وامتد عدم تسامحه لأبعد من ذلك، كما اكتشفت كندا قبل فترة بعدما دعت للإفراج عن ناشطات سعوديات اعتقلن، وقامت الرياض بقطع العلاقات الدبلوماسية معها".
وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالقول: "لو تم قتل خاشقجي فعلا فإن مقتله يظهر احتقارا مثيرا للقلق للقانون الدولي، ورغم عدم وضوح الحقائق الكاملة، إلا أن العبء يقع على عاتق الرياض كي توضح ظروف اختفاء خاشقجي، وفي ظل غياب هذا التوضيح فإن النتيجة هي أن ابن سلمان يعتقد أنه يستطيع عمل ما يريد دون خوف، ويجب على المجتمع الدولي القيام بجهود قوية لتعليمه العكس".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا