أكد خبير عسكري
إسرائيلي، أن الضغط الاقتصادي الأمريكي الذي يستهدف الفلسطينيين، من شأنه أن يتسبب
في إحباط جهود التوصل لتهدئة بين حركة حماس و"إسرائيل"، وقد يتسبب باندلاع موجة مواجهات جديدة في الضفة الغربية.
وأوضح الخبير
الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "التحركات الأخيرة
من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمتمثلة في تقليص المساعدات
للفلسطينيين، ووقف تمويل الأونروا، وإعادة تعريف وضع اللاجئ الفلسطيني؛ كلها
تستهدف المبادئ الفلسطينية الأساسية في النضال ضد إسرائيل".
ولفت إلى أن
"ترامب عمل في البداية، ضد الموقف الفلسطيني في موضوع القدس، حين قرر نقل
السفارة الأمريكية إلى القدس، والآن يتخذ ترامب سلسلة من الخطوات المماثلة بشأن
مسألة اللاجئين والمطالبة الفلسطينية بحق العودة"، مؤكدا أن "ادعاء
ترامب أنه ساعد على إزالة مسألة القدس عن طاولة المفاوضات المستقبلية، لا أساس له".
ونوه هرئيل، إلى أن
"الجناح اليميني في السياسة الإسرائيلية، منذ سنوات وهو يعظ بإجراء تغيير
جوهري في موقف المجتمع الدولي في ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين"، معتبرا أن
"الحجج التي أثيرت من قبل اليمين في هذه المسألة لا أساس لها".
ورأى أن "الأمم
المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، تخلدان من خلال
مساعداتهما الجيل الرابع من اللاجئين، بعد مرور 70 سنة على حرب 1948 (النكبة
الفلسطينية)"، لافتا إلى أن "هناك تفاوتا صارخا بين المساعدات التي تنهال على أحفاد اللاجئين منذ 1948، والمساعدة المحدودة المقدمة لملايين اللاجئين
العرب نتيجة حروب العقد الماضي في سوريا واليمن والعراق".
ونوه إلى أنه "الأونروا غالبا ما تظهر نفسها كهيئة لديها مصلحة في الحفاظ على مشكلة اللاجئين
الفلسطينيين، من أجل الحفاظ على مكانتها هي"، معتبرا أن "المشكلة هي أن
كل هذه الحجج الأساسية، عندما تترجم إلى خطوات عملية، تؤثر بشكل خطير على الواقع".
وقال: "هذا هو
بالضبط ما حذرت منه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، القيادة السياسية خلال العام
الماضي، منذ أن بدأ ترامب ورجاله بالتلميح إلى نواياهم"، مؤكدا أن "خفض
ميزانية وكالة الغوث من شأنه أن يدهور اقتصاد الضفة وقطاع غزة بشكل خاص، نحو حافة
الانهيار".
ويمكن لمثل هذه
الخطوات الأمريكية أن تؤدي إلى "إحياء العنف على طول السياج مع قطاع غزة، في
الوقت الذي يتم فيه بذل جهد لتقييده، وتظهر فرصة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل
وحماس".
وبناء على ما سبق، فقد "تكون هذه هي خلفية صمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، غير العادي في ما
يتعلق بخطوات ترامب حول قضية اللاجئين"، وفق الخبير الذي لفت إلى أنه "في
الظروف العادية، من المرجح أن نتنياهو كان سيسارع إلى الاعتزاز بتأثيره على خطوات
ترامب".
ولفت إلى أن "وضع نتنياهو في هذه المرة، أكثر تعقيدا، بسبب الخوف من
التصعيد في المناطق والتحذيرات المعروفة لجميع الأجهزة الأمنية، ومع ذلك، فإن من
المحتمل عاجلا أم آجلا ألا يلجم اليمين الإسرائيلي نفسه"، ويرى أن "ترامب ورجاله
يرون النور فقط بفضل التفسيرات التفصيلية التي تلقوها في تل أبيب".
وكشف هرئيل، أن "الصورة التي يرسمها مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية في
هذه الأوقات ليست مشجعة، فالأونروا تستعد لتسريح آلاف المعلمين في جهازها التعليمي
في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن، في ضوء الإجراءات الأمريكية".
وذكر أن عدم افتتاح
العام الدراسي في الضفة الغربية في موعده، "قد يؤثر على سلوك الطلاب في
مخيمات اللاجئين ويزيد من الاحتكاك مع قوات الجيش الإسرائيلي في وقت يسود فيه
تنسيق أمني وثيق بين الجيش الإسرائيلي والسلطة في الضفة، مع انخفاض عدد العمليات
نسبيا".
وأكد أن "تخفيض
المساعدات الاقتصادية من الأمم المتحدة، في وقت لا يزال فيه الوعد بأموال قطرية
حبرا على الورق يزيد من الضغط على القطاع، وإذا استمرت هذه الحالة مع مرور الوقت،
فقد يزيد ذلك من فرص اندلاع موجة جديدة من المواجهات".
ورغم "رضا"
القيادة السياسية الإسرائيلية عن توجهات ترامب بشأن وضع اللاجئ الفلسطيني، إلا أن
تقديرات المؤسسة الأمنية وفق الخبير، تشير إلى وجود مخاوف من أن "مضي ترامب
بعيدا في هذه المسألة، سيلامس أعصاب الفلسطينيين المكشوفة في كل ما يتعلق بالعملية
الدبلوماسية".