هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت أمريكا في أكثر من مناسبة أنها تريد التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران لمواجهة "سلوكها المؤذي"، بعد انسحاب البيت الأبيض من الاتفاق النووي الحالي، الأمر الذي يثير تساؤلات حول طبيعة البنود التي تريد واشنطن إضافتها.
وأجملت "عربي21" في هذا التقرير، أبرز الشروط والبنود الأمريكية، التي تريد واشنطن إدراجها بأي اتفاق جديد مع إيران.
الصواريخ الباليستية
من جهتها، قالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة "هاورد" الأمريكية في واشنطن، عبير كايد، إن "الشروط الأمريكية، والتعديلات التي تحدث عنها ترامب، تتمحور بموضوع "الصواريخ الباليستية"، التي لن يتتطرق إليها اتفاق النووي، فأمريكا تتخوف من تلك الصواريخ التي قد تحمل رؤوسا نووية.
وأشارت في حديثها لـ"عربي21" إلى أن إيران تخلصت من الكثير من المنشآت النووية لتخصيب اليورانيوم، لذلك لا يمكن الحديث عن خروقات إيرانية في اتفاق النووي.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، حسين رويوران، إن الشروط الأمريكية تتمركز في نقطتين أساسيتين: "وضع إيران تحت الوصاية الأمريكية، من خلال طرحها لبرنامج إيران الدفاعي والصناعات الإيرانية العسكرية، وإخضاعها للرقابة الدولية، وثانيا، مواجهة السياسة الخارجية الإيرانية التي باتت تزعج أمريكا وحلفاءها في المنطقة، خاصة إسرائيل".
غطاء لإسرائيل
واتفق رويوران وكايد، على أن قرار ترامب له علاقة بضغوط إسرائيلية، معتبرين أن أي انسحاب إيراني من اتفاق النووي، قد يعطي إسرائيل غطاء قانونيا لتكثيف ضرباتها على القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا، مشيرين إلى أن ذلك كان واضحا من خلال السلوك الأمريكي الذي تحدث عن "حق إسرائيل بالدفاع عن أمنها".
وقف دعم إيران لحلفائها
وتسعى أمريكا كذلك، إلى ضمان وقف أنشطة إيران في منطقة الشرق الأوسط، وتسميه أمريكا "دعم طهران للإرهاب"، ووقف تهديدها لحلفاء واشنطن.
وسبق أن اتهم ترامب إيران بدعم الإرهاب، وبأن النظام الإيراني "إرهابي"، ويدعم مليشيات في منطقة الشرق الأوسط.
ولفتت كايد، إلى أن من أسباب الانزعاج الأمريكي من إيران في سوريا، أن طهران ودمشق أنشأتا في الشمال الشرقي في سوريا في بنبج، جسرا بريا لنقل النفط والغاز من طهران عبر بغداد لدمشق، حيث كانت تسعى ايران للسيطرة والتحكم على هذا الطريق، ما يعطيها الحرية أيضا لنقل الأسلحة لحزب الله عبر ذلك لطريق، والانسحاب من الاتفاق يعطي غطاء لإسرائيل لمهاجمة الجسر.
وشددت على أن الجسر البري، يزعج حلفاء أمريكا، السعودية وإسرائيل، فالسعودية تعتبر هذا الخط "ضربا للاقتصاد النفطي السعودي"، ويزعج لإسرائيل التي كانت تسعى لإنشاء خط النفط تحت مشروع "كركوك- حيفا".
وعلى الرغم من البنود السابقة، إلا أن محللين ذهبوا إلى أن اعتراض الرئيس الأمريكي على اتفاق النووي، ليس له علاقة ببنوده بالأساس، وفق ما أكدته كايد.
إذ قالت إن إشكالية ترامب تتمثل بقضايا أخرى لا علاقه لها بالنووي.
وحول المطالب الأمريكية من اتفاق النووي، قالت كايد إن "ترامب لم ينتقد بنود الاتفاق النووي، بل وصف الاتفاق بأنه كارثي من غير تفصيل، رغم التزام إيران باتفاق النووي وبنوده".
ووافق الأمر رويوران، قائلا لـ"عربي21" إن ترامب يطرح ظاهريا أنه يريد اتفاق آخر، ولذلك انسحب من الاتفاق الحالي، بزعم أنه اتفاق سيئ، ويجب تعديله ليشمل قضايا أخرى.
ورأى أن ما حدث لا يستهدف البرنامج النووي، إنما "إسقاط النظام في إيران، إذ قالها مجاهرة في كلمة ألقاها، أنه سيكون إلى جانب الشعب الإيراني في مواجهة النظام وتغييره".
هل ستقبل ايران بمفاوضات جديدة؟
وأوضحت كايد أن الشروط الأمريكية ليست تعجيزية، ولكن السؤال الأهم: "هل تقبل إيران التخلي عن صواريخا الباليستية؟"، مجيبة القول: "بالتأكيد لا، خاصة أن إيران لديها الحق القانوني بتطوير صواريخها، وفق الضوابط الدولية التي لم تتجاوزه"، وفق قولها.
ورأت كايد، بأن إيران قد تقبل بالدخول لمفاوضات جديدة بوساطة أوروبية، ولكنها ستربط أي مفاوضات بحرية وجودها في سوريا، الأمر الذي لن تتخلى عنه، لا سيما عن قواعدها العسكرية هناك.
أما رويوران، فرجح أن "إيران لن تستجيب للمطالب الأمريكية، ومن الممكن أن تجري إيران حوارا يكون مدخله احترام اتفاق النووي، وليس إسقاطه، وأنها قد تقبل الحديث عن الصواريخ الباليستية وفق سقف معين".
اقرأ أيضا: إيران ترفض أي اتفاق جديد وتهدد بالعودة للأنشطة النووية
وسبق أن رفضت إيران الخوض بأي اتفاق جديد، مهددة بالعودة للأنشطة النووية.