هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع اقتراب فعاليات مسيرة العودة الكبرى لمنتصف الشهر الجاري، الذي يصادف الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، يترقب الاحتلال الإسرائيلي والعالم بأسره، كيف سيكون شكل مليونية العودة وما السيناريوهات المتوقعة، في ظل تصاعد مواجهات الشبان الفلسطينيين في الجمع الأخيرة مع قوات الاحتلال شرق قطاع غزة، والمتواصلة منذ 30 آذار/ مارس الماضي.
وتوالت التحليلات الإسرائيلية لأحداث الجمعة السادسة
في غزة، والتي تميزت بمشاركة جماهيرية لافتة، وجرأة شعبية في الاقتراب من مواقع
جيش الاحتلال، يقابلها خشية إسرائيلية من أن تكون هذه مجرد بروفة مصغرة لما قد
يحدث منتصف الشهر الجاري.
وقبل أسابيع دعا عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل
الحية، إلى "ترقب يوم 15 مايو"، مؤكدا في الوقت ذاته أنه "سيكون له
ما بعده، وسيطلق الشعب الفلسطيني الموجة تلو الموجة حتى اللقاء في القدس، ولن
يوقفه أحد".
وشدد الحية على أن "مسيرة العودة انطلقت ولن
تنتهي إلا بالنصر والتحرير"، موضحا أن "مواجهتنا مع الاحتلال قائمة بكل
الوسائل المتاحة أمام شعبنا، والشعب قادر كل يوم على أن يجترح معادلة الصمود
والبطولة والتحدي، فكل يوم نرى شهيدا تلو الشهيد في ملحمة بطولية".
اقرأ أيضا: اشتداد مسيرات العودة يقلق الاحتلال من سيناريوهات 14 مايو
وأشار إلى أن خروج الشعب الفلسطيني في مسيرة العودة
الكبرى، يؤكد للعالم أن "لهذا الشعب قضية تأبى الاندحار ولا تقبل القسمة على
اثنين، ولن تحل القضية إلا بالبنادق المشرعة والسلاح الفتاك الذي لا يعرف
الهزيمة"، بحسب تعبيره.
وبشأن السيناريوهات المرتقبة، توقع عضو الهيئة
الوطنية لمسيرة العودة بغزة أحمد أبو رتيمة، أن "يكون يوما مشهودا وحافلا،
ويكون فيه زخم شعبي غير مسبوق"، مستدركا بقوله: "لكن التطورات التفصيلية
لهذا اليوم من الصعب التكهن بها".
وأضاف أبو رتيمة في حديث خاص لـ"عربي21"،
أن "حركة الميدان هي التي تحكم، والآن الشباب أخذوا زمام المبادرة في الجمع
الأخيرة، وأظهروا العديد من الإبداعات التي لم يكن مخطط لها"، مشددا على أنه
"من الصعب التكهن بتطور محدد، وما نستطيع أن نقوله بأنه سيكون يوما مشهودا
ويوما يسجل فيه الشعب الفلسطيني حضورا شعبيا قويا".
وحول احتمالية الاقتحام الجماعي للخط الفاصل، أكد
أبو ارتيمة أنه "لا يوجد قرار مركزي في عبور خط الهدنة، وإن كنا نعتبر أنه حق
مبدئي، كون هؤلاء لاجئين فلسطينيين ومعهم قرار دولي بالعودة إلى ديارهم"،
مشيرا إلى أن "حركة الميدان هي التي تحكم".
ضمانات مفقودة
وأوضح أن "الشباب كسروا جدران الخوف، وأصبحوا
يقطعون الأسلاك ويقتحمون الخط الفاصل في سلوك شبه يومي"، منوها إلى أن
"العبور الجماعي لا يوجد قرار فيه، ولكننا لا نستطيع أن نقدم ضمانات في ظل
حركة الميدان".
وذكر أبو ارتيمة أن "مسيرة العودة من مبادئها
الأساسية أنها مستدامة ومتراكمة، وهي ثقافة جديدة ونمط نضالي جديد، بدأ ليستمر
وليس لينتهي"، مبينا أن "الخامس عشر من مايو سيكون يوم ذروة ويوما مشهودا،
ولن يكون يوم النهاية".
ونوه إلى أن "مسيرة العودة ستستمر بعد ذلك، لأن
هذه معركة طويلة الأمد في سبيل الحرية والكرامة والعودة وتقرير المصير".
اقرأ أيضا: إسرائيل تبحث حلولا غريبة لوقف زحف مسيرات العودة
وكان الكاتب الإسرائيلي عامي دور أون قال في مقال ترجمته
"عربي21" إن "إسرائيل قد تضطر إلى استخدام وسائل جديدة لمنع اقتحام
الفلسطينيين لخط الهدنة مع إسرائيل"، موضحا أن "ذلك يتمثل بزراعة حقول
ألغام على طول الحدود كي تنفجر في وجه كل من يحاول اختراق الحدود مع غزة، على أن تتم زراعتها في جنح الظلام كي لا يتم اتهام إسرائيل مباشرة بالتسبب بمقتل هؤلاء
المتظاهرين".
وأضاف في مقاله المنشور في موقع "نيوز ون"، أن "سيناريو اقتحام المتظاهرين
الفلسطينيين لخط الهدنة بات يشكل مصدر قلق جدي للمنظومة السياسية والأمنية في
إسرائيل، ويبدو أن الحلول المتمثلة بإطلاق النار الحية على المتظاهرين لم تعد تشكل
حلا واقعيا، في ظل الشكاوى المقدمة للمحكمة العليا من منظمات حقوق الإنسان".