هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تغطيتها الموسعة للأوضاع في مصر عقب إجراء الانتخابات الرئاسية، وطرحت قراءة تحليلية للسلوك المتوقع لرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي خلال دورته الرئاسية الثانية.
وذكر السفير الإسرائيلي السابق بالقاهرة تسفي
مازئيل، في مقال نشرته صحيفة "مكور ريشون" وترجمته "عربي21"،
أن "تجديد انتخاب السيسي يبشر باستمرار التعاون بين القاهرة وتل أبيب، وهناك
تقدير باستقرار العلاقة المصرية الإسرائيلية"، مضيفا أن "السيسي سيسعى
لإجراءات اقتصادية تخدم المصلحة الإسرائيلية".
وأكد أن "السلام البارد بين الطرفين سيبقى كما
هو، ولن يشهد دفئا أو سخونة، لأنه ما زال قائما بين الحكومتين، وهناك مؤشرات
على وجود خطى قوية باتجاه ما يسميه المصريون التطبيع"، بحسب تعبيره.
وأضاف مازئيل الذي عمل سفيرا إسرائيليا في مصر بين
عامي 1996-2001، أن إسرائيل ترى الفرق بين السيسي ومبارك، أن الأخير حافظ على العلاقة
معها، لكنه لم يلجأ مثل الأول لمحاربة الجماعات الإسلامية، وكان يردد أن هذه
المجموعات طالما تهدد الأمن الإسرائيلي، فإنه ليس مسؤولا عن تأمين حدود إسرائيل.
اقرأ أيضا: هكذا يرى سياسيون مستقبل مصر في الولاية الثانية للسيسي
وأوضح مازئيل، الباحث في المعهد الأورشليمي للشؤون
العامة، أن إسرائيل تتابع عن كثب الإجراءات الاقتصادية التي يقوم بها السيسي في
مصر، على أمل أن تسهم بزيادة التعاون بينهما، رغم أن السلام البارد جاء نتيجة لقطع
العلاقات الشعبية مع إسرائيل منذ 1981، بعد عامين من توقيع اتفاق السلام معها.
وبحسب السفير الإسرائيلي السابق، فإن الحكومة
المصرية تواصل تعاونها مع نظيرتها الإسرائيلية في عدة مجالات، منها الطاقة إلى
جانب السياحة وما تهدف إليه من جلب السياح الإسرائيليين إلى بلد الأهرامات، إضافة
إلى الزارعة ومساهمة التكنولوجيا الإسرائيلية في مساعدة الزراعة المصرية.
واستدرك مازئيل قائلا: "شهد حجم التعاون
الثنائي بين القاهرة وتل أبيب تراجعا زمن الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي
اندلعت أواخر العام 2000، ووصلت مرحلة شبه القطيعة مع الإطاحة بمبارك عام 2011،
حيث توقف تصدير الغاز لإسرائيل، في أعقاب استهداف أنابيب الغاز في سيناء على أيدي
جماعات مسلحة، لكن الاتفاق الأخير بتصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر يدل على رغبة
النظام الحالي لتطوير العلاقات مع إسرائيل".
وختم بالقول: أي حديث عن تطبيع مصري مع إسرائيل
سيتعثر طالما أن الصراع مع الفلسطينيين ما زال دون حل، مما سيثير خلافات داخل
المصريين أنفسهم، لكن الواضح أن لكلا الدولتين مصالح أساسية لمواصلة السلام
بينهما، على أمل أن يقوم الزمن بتعبيد الطريق لاستكمال باقي ملفاته.