اختتم معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الذي استمر لستة أيام، دورته التاسعة والستين، وشهد مشاركة عربية لافتة.
وافتتح المعرض في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بحضور المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واختتم في 15 تشرين الأول/ أكتوبر. وقد شارك في المعرض، الذي يعد أكبر معرض من نوعه في العالم، أكثر من 7150 دار نشر من 106 بلدان.
من جانبه، قال منصف السليمي، مدير المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام، إن المشاركة في المعرض كانت متفاوتة بين الدول العربية، فهناك دول أخذت الكثير من الأجنحة كدول الخليج، ودول أخرى شاركت عبر دور نشر فقط، فيما شارك بعض الأدباء العرب بشكل شخصي.
وأضاف لـ"عربي21" أن المشاركة الخليجية كانت كبيرة وضخمة، "فيما كان لقطر أكبر الأجنحة داخل المعرض وقدمت لوحات ومعارض فنية".
وتابع: "المشاركة العربية النسائية كانت لافتة، لا سيما في الجناح القطري، والتي شاركت فيها رسامة وخطاطة وعدد من النساء اللاتي قدمن أعمالا يدوية، وكذلك الناشطة السعودية المقيمة بأستراليا منال الشريف التي تحدثت عن تجربتها الصعبة في بلادها وعن ضرورة الإصلاحات في المملكة".
ورأى السليمي أن الحضور الرسمي العربي "ما زال دون المستوى المطلوب، مقارنة بما قُدم على مستوى المعرض، ولما يتطلبه القارئ الألماني والدولي"، موضحاً أن "الأشياء المعروضة ليست مدروسة بشكل جيد بالنسبة لما يتطلبه السوق؛ لأن المعرض ليس هدفه فقط عرض الكتب، بل الإبداع في طريقة صناعة الكتاب من جميع الأبعاد؛ بناء على أحدث الصيحات العالمية، من نشر وترويج إلكتروني، وعلاقته بالفن، وجعله قريبا للقارئ بحسب مناهج علمية".
سفراء للثقافة العربية
وأشار إلى أن الثقافة العربية حضرت عبر الكتّاب والمبدعين والأدباء؛ الذين ينشرون بالألمانية والفرنسية، مثل ليلى سليماني، الفرنسية من أصل مغربي، والكاتب فؤاد العروي؛ الذي يقيم في هولندا، والذي شارك عبر دار نشر ألمانية، والكاتب السوري الألماني رفيق الشامي؛ الذي قدم تجربته أيضا.
وقال إن "أدباء المهجر الذين كانوا مهاجرين ولاجئين؛ أصبحوا الآن سفراء للثقافة العربية، وما لا يتمكن الكاتب العربي من تحقيقه؛ جزء منه يتحقق عبر هؤلاء الأدباء هنا في أوروبا".
ودعا مدير المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام؛ للاستفادة من التجربة الألمانية "التي قدمت مجالات مختلفة ونماذج وتصورات، ليس للحاضر فقط، بل تستشرف المستقبل لعشرات السنوات القادمة"، على حد قوله، مطالبا بـ"الاستفادة من الاهتمام الألماني الكبير بالأطفال الذين يتم رصد إبداعاتهم الفنية ودعمهم للحديث عن هويتهم، كما يُقدم لهم الدعم والتشجيع لإبراز مواهبهم".
مشاركة "متميزة"
وقالت أمل العلي، رئيسة قسم الفعاليات والمناسبات التراثية القطرية، إن المشاركة العربية، والقطرية خصوصا، "كانت متميزة، فيما حظي المعرض باهتمام كبير".
وأضافت لـ"عربي21": "تميز الجناح القطري بمشاركة واسعة من المؤسسات المختلفة من متاحف، ومركز الجزيرة للدراسات، ومركز محمد بن حمد لإسهامات المسلمين في الحضارة، ومركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية، وجائزة كتارا للراوية العربية، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات".
وتابعت: "لقد قدمنا ضمن المعرض أول كتاب ثقافي قطري يترجم من اللغة العربية للألمانية، ويحتوي على 13 قصة أدبية لبعض الكتاب القطريين".
وأكدت العلي أنه تم تنظيم ندوة بعنوان الترابط والتفاعل بين الثقافة الشرقية والغربية، استنادا لديوان الشاعر الألماني ج. دبليوفون غوته، للدكتورة بيرجيت بيل.
وذكرت بأن ألمانيا ستكون ضيف شرف على معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي من المقرر إقامته في الفترة من 26 تشرين الثاني/ نوفمبر و5 كانون الأول/ ديسمبر، في العاصمة القطرية.
من جهة أخرى، لفتت العلي إلى أن السفير القطري ببرلين، سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، قام بزيارة الجناح الفرنسي بالمعرض، للتهنئة بفوز المرشحة الفرنسية بمنصب مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وفق قولها.