بعد مضي أسبوع على تقييد السلطات التركية لحركة مرور البضائع إلى
سوريا عبر معبر
باب الهوى، بدأت تظهر بعض آثاره على الواقع السوري.
وفرضت
تركيا قيودا صارمة على جميع الصادرات عبر المعبر الواقع بمحافظة
إدلب، باستثناء الأغذية والأدوية والملابس.
وبررت الحكومة التركية هذه الإجراءات بسيطرة "جهة إرهابية"، في إشارة إلى هيئة
تحرير الشام، على المعبر ومدينة إدلب. وهي ما يبدو أنها إجراءات اتخذت في سياق الترتيبات الجديدة في الشمال السوري.
وبدأ التجار يشتكون من الخسائر الفادحة التي تلقوها من هذه القرارات، لا سيما بعد أن تعرضت المواد الموجودة داخل الشاحنات المتواجدة على باب الهوى لـلتلف بفعل العوامل الجوية وموجة الحر التي تسيطر على المنطقة منذ أسابيع.
ولعل أكثر المتضررين من هذه القرارات، هم المتواجدون على الجانب التركي من المعبر منذ اندلاع المعارك بين تحرير الشام وأحرار الشام قبل نحو شهر، حيث لم يكد المعبر يُفتح بعد إغلاق دام لأسبوع حتى جاءت القرارات التركية الجديدة.
يقول نجمي فيكان، المنحدر من مدينة قرق خان التركية، وهو سائق شاحنة ترانزيت محملة بمادة الإسمنت ومتوقفة على الجانب التركي من المعبر منذ نحو أسبوعين، في حديث لـ"عربي21": "أنا هنا منذ أسبوعين وأكثر، منذ أن بدأت المعارك في جمارك سوريا، توقفنا لمدة أسبوع على أمل الدخول إلى سوريا بعد هدوء الأوضاع، إلا أن الحكومة التركية أصدرت مجموعة قرارات متتالية بخصوص المعبر، وهذا ما أحدث اضطرابا في الإدارة التي أوقفت العمل بدخول الشاحنات لحين صدور قرار نهائي، وبالفعل صدر قرار بمنع دخول جميع المواد ما عدا الغذاء والأدوات الطبية والملابس".
ويضيف لـ"عربي21": "رغم صدور القرار، إلا أنه لم يدخل حيز التنفيذ كليا. ففي كل مساء تدخل بضعة شاحنات إلى سوريا إلا أنهم اعتمدوا مؤخرا الشاحنات بحسب الأولوية، حيث بدأت الشاحنات الواصلة حديثا بالدخول بينما نحن ننتظر منذ أسابيع، وفي كل مرة نسأل المعبر عن السبب؛ يُخبروننا بأن تلك الشاحنات ستلقى ذات مصير شاحناتنا التي تلفت معظم حمولتها إن توقفت لذات المدة أو دخلت الدور المخصص".
أما التاجر السوري سالم فلاحة، وهو من مدينة حلب ويقطن في إدلب، فقد تحدث لـ"عربي21" عن خسارته الكبيرة التي تعرض لها هو الآخر بفعل القرارات التركية، مشيرا إلى أنه اضطر لبيع جميع ما اشتراه بنصف قيمته، ليستبدله بفئة أخرى من البضائع حتى يتمكن من المرور عبر المعبر، لكن ما يزال عالقا حتى الآن على الجانب التركي من المعبر.
وقال: "كوني تاجر سوري فقد تقدمت بطلب لإدارة المعبر التركي للدخول إلى تركيا كـترانزيت، ومنذ عام وأكثر وأنا أعمل كسائق شاحنة بضائع من تركيا إلى سوريا. وفي المرة الأخيرة اشتريت دفعة من مضخات المياه، وبعد وصولي للمعبر، وبينما أنا أنتظر دوري للدخول، أخبرنا موظفو المعبر بأن الحكومة التركية لن تسمح بعد اليوم بدخول المعدات الصناعية، فاضطررت للذهاب إلى التاجر الذي ابتعت منه المضخات وأخبرته بما حدث فرفض إرجاع البضاعة حتى قبلت ببيعها بنصف سعرها تقريبا، وهي خسارة كبيرة بالنسبة لي. وقد استبدلت المضخات بالألبسة، وأنا أنتظر الآن موعد دخولي إلى سوريا الذي من المقرر أن يكون في 18 من الشهر الجاري.
واستطرد قائلا: "لا أعرف لماذا نفى الجانب السوري من المعبر صحة انقطاع البضائع وتوقف الترانزيت"، مشيرا إلى حديث مدير المعبر الجديد حول عدم تلقيهم أي بلاغ من الجانب التركي بخصوص القيود الجديدة. ولفت إلى أن الشاحنات التي تدخل الآن تحمل فقط المواد الطبية والغذائية، إضافة للألبسة.