أعلنت منظمة
الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، الجمعة،
البلدة القديمة في
الخليل "منطقة محمية" بصفتها موقعا "يتمتع بقيمة عالمية استثنائية"، وذلك في أعقاب تصويت سري أثار غضب
إسرائيل، وترحيبا فلسطينيا.
وصوت اثنا عشر من أعضاء اللجنة المجتمعة في كراكوفا في جنوب بولندا، على إدراج مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة على لائحة التراث العالمي. وامتنع ستة عن التصويت على القرار، وعارضه ثلاثة فقط. وكانت الأكثرية المطلوبة عشرة أصوات.
إسرائيل: "وصمة عار"
وسارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى القول إن قرار لجنة التراث العالمي لليونسكو هو "وصمة عار"، فيما رحب الفلسطينيون بـ"انتصار" حققته دبلوماسيتهم.
وكتب الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية، إيمانويل نحشون، في تغريدة بعيد التصويت، إن قرار
اليونسكو حول الخليل "وصمة عار"، مضيفا أن "هذه المنظمة التي لا أهمية لها تروج للتاريخ الزائف. عار على اليونسكو".
بدوره، رفض وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في بيان القرار، واتهم اليونسكو بأنها "منظمة منحازة سياسيا، ومخجلة ومعادية للسامية".
وقال إن "القرارات التي اتخذتها مشينة، زاعما أن صلة اليهود بمدينة الخليل تعود "لآلاف السنين".
ورأى أن "السلطة الفلسطينية لا تتجه نحو السلام، ولكن للتحريض، ولتشويه سمعة إسرائيل في العالم".
من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إن "اليونسكو عازمة على ما يبدو على اختلاق أكاذيب معادية لليهود، بينما لا تزال صامتة على تدمير التراث في المنطقة من المتطرفين المتوحشين"، وفق تعبيره.
اقرأ أيضا: البلدة القديمة بالخليل تدخل صراع "التراث العالمي" باليونسكو
في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية الجمعة، أن تصويت اليونسكو يشكل "نجاحا" للدبلوماسية الفلسطينية و"سقوطا لإسرائيل".
وتندلع مواجهات عنيفة بشكل متكرر في المدينة، حيث ما زالت ذكرى المجزرة التي ارتكبها المستوطن الإسرائيلي الأمريكي باروخ غولدشتاين في الحرم الإبراهيمي في المدينة في 1994، وقتل خلالها 29 مسلما، ماثلة في الأذهان.
الأردن يعلق على القرار
من جانبه، رحب الأردن الجمعة بإدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو" البلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي، معتبرا أن القرار يؤكد "عدم شرعية الإجراءات والانتهاكات" الإسرائيلية.
وقال وزير الدولة لشوؤن الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن "القرار الذي قدم من المجموعة العربية في اليونسكو بدعم عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة يؤكد عدم شرعية الإجراءات والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل".
وأضاف أن القرار يشكل "مواجهة لمحاولات إسرائيل فرض وقائع جديدة في مدينة الخليل القديمة، وهي انتهاكات مرفوضة وغير قانونية".
وأوضح المومني أن "وضع الخليل على لائحة مواقع التراث العالمي سيسهم في حمايتها من المخاطر التي تهدد تراث المدينة من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أن "الحكومة الأردنية تهنئ العرب والمسلمين في كل مكان بالعالم مثلما تهنئ السلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني" بهذا القرار.
ويعيش في الخليل مئتا ألف فلسطيني، مقابل بضع مئات من المستوطنين الإسرائيليين، المقيمين في قطاع يحميه جنود.
ويعتبر الفلسطينيون أن الموقع مهدد بسبب الازدياد "المقلق" للتخريب الذي يطاول ممتلكات الفلسطينيين في البلدة القديمة، ويتهمون المستوطنين الإسرائيليين به.
واحتلت إسرائيل الخليل بعد حرب عام 1967. ورضخت الحكومة الإسرائيلية بعد سنوات من احتلالها لمطالب المستوطنين، وسمحت بتواجدهم وإقامتهم في المدينة وسط الفلسطينيين.
وانتشرت البؤر الاستيطانية داخل الخليل، وتزايدت المستوطنات حول المدن الفلسطينية الأخرى.