اتفق رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز
السراج، وقائد القوات التابعة للبرلمان الليبي اللواء خليفة
حفتر، خلال اجتماعهما في العاصمة
الإماراتية أبو ظبي، على مجموعة من النقاط لحل الأزمة الليبية الراهنة.
وأكد بيان للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أنه تم الاتفاق بين الطرفين على ضرورة إجراء حوار مجتمعي موسع، ووضع استراتيجية لبناء وتوحيد مؤسسات الدولة في إطار الشرعية والقانون، وعودة النازحين، ووضع استراتيجية لبناء الجيش الليبي الموحد، والتهدئة في مناطق الصراع، ومنها الجنوب الليبي، بحسب البيان الصادر الأربعاء.
وجاء
لقاء السراج – حفتر بعد وساطة دولية وعربية، وهو اللقاء الثاني الذي يجمع بينهما، حيث التقيا في يناير/ كانون الثاني 2016 في مدينة المرج، التي يتخذها حفتر مقرا له.
تقدم ملموس
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الإماراتية أن اجتماع السراج وحفتر خطوة هامة على طريق إحراز تقدم في العملية السياسية في
ليبيا، مؤكدة حدوث تقدم ملموس في الوساطة والتوفيق بين أقطاب الأزمة الليبية، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة الحالية، وأن الاتفاق السياسي هو أفضل إطار للتوصل إلى مخرج من المأزق الحالي، حسب بيان للخارجية صدر ليل الثلاثاء.
وطرح اللقاء عدة تساؤلات حول قدرة الطرفين على إقناع مؤيديهم بقبول التهدئة والاتفاق؟ وهل اللقاء يعد حلا فعليا للأزمة، أم مراوغة من قبل الطرفين؟ وهل كان هناك ضغط من قبل الإمارات على حفتر ليقبل بهذا اللقاء، أم هو إجبار دولي برعاية واشنطن؟
أمور محسومة
من جانبه، أكد عضو مجلس النواب الليبي، أبو بكر سعيد، "ضرورة أن تكون مؤسسة الجيش تحت السلطة السياسية، وهذا متعارف عليه في كل دول العالم، وأمر محسوم بنص الاتفاق السياسي الموقع في
الصخيرات المغربية".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، أن "لقاء السراج وحفتر لم يتم صدفة أو فجأة، لكنه جاء نتيجة جهود ومبادرات سابقة قدمت، سواء من مصر أو تونس، والأهم في هذا اللقاء أن يتفق الطرفان على ضرورة الحفاظ على تقوية مؤسسات الدولة والبعد عن الحديث حول شخصيات".
وبخصوص النتائج المتوقعة من اللقاء، قال البرلماني الليبي: "النتائج ستكون متماشية مع الخطوط العريضة التي طالب بها من قبل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، كون إجراء تعديلات على الاتفاق السياسي محصورا فقط بين البرلمان والمجلس، ولا يستطيع أحد إجراء التعديلات من تلقاء نفسه".
زيارة السيسي
ورأى الأكاديمي المصري، خيري عمر، أن " زيارة السيسي المتوقعة للإمارات مرتبطة أساسا بالملف الليبي، ومن ثم أتوقع حدوث لقاء ثلاثي يجمع السراج وحفتر والسيسي؛ لمناقشة ما توصل إليه الطرفان الليبيان".
وأوضح أن "الإمارات نجحت في الجمع بين الخصمين؛ لأن دعوتها جاءت في ظروف ملائمة لقبول الطرفين للتفاهم، الذي لن يتجاوز أبدا نقاط ومحاور الاتفاق السياسي، وأن ردود الفعل حول اللقاء ستحددها قدرة الطرفين على إقناع الأطراف الأخرى بما تم التوصل إليه خلال اللقاء"، وفق تقديره.
في حين، أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي الليبي، رمضان بن طاهر، أن "الأهم من لقاء حفتر والسراج هو التزام كل طرف ببنود الاتفاق السياسي، وتمخض انفراجة حقيقية للأزمة الليبية بعد الاجتماع، خاصة أن فئات عريضة من الشعب باتت تدرك وتفهم طبيعة الخلاف والصراع ومن يبحث عن مصالحه الخاصة ومن يريد الصالح العام"، وفق قوله لـ"
عربي21".
جدول زمني
لكن عضو الهيئة العليا لحزب تحالف القوى الوطنية الليبي، صفوان الميسوري، رأى من جانبه أن "هناك أطرافا أخرى غير السراج وحفتر لها حساباتها، ومن ثم لا يمكن الحكم على مآلات الأمور بهذه السرعة، فلجنة الحوار التابعة للبرلمان مثلا عقدت اجتماعها بالتزامن مع اللقاء، وكأنها تقول: نحن من نملك الحق في الحوار".
وتابع لـ"
عربي21": "السراج أمام تحد حقيقي بخصوص تنفيذ الترتيبات الأمنية في طرابلس، وحفتر حسب البيان وحسب الاتفاق السياسي يجب أن يكون تحت السلطة المدنية، وهذا أمر في غاية الصعوبة، لكن الحوار سيكون ناجحا إذا ما كانت هناك إجراءات وخطوات محددة يتم تنفيذها خلال جداول زمني محدد، وهذا هو الضامن الأكثر فعالية لنجاح أي اتفاق"، حسب كلامه.