الطريق الوحيد من أجل مواجهة صفقة القرن وتشكيل جبهة المقاومة الشاملة يبدأ بوقف كل الصراعات والأزمات، ولو أدى ذلك لتقديم التنازلات والتخلي عن بعض المصالح والحسابات الضيقة..
أساس العلاقات بين الدول ليس بالضرورة أن تقوم على الخلاف الفكري أو المذهبي أو الديني أو حتى الأيديولوجي، بل إن كثيرا من الدول في العالم تجاوزت خلافاتها التاريخية والدينية وبحثت عن المصالح المشتركة فيما بينها..
هذه بعض الأسئلة والنقاشات التي بدأنا نستمع إليها في لقاءات وحوارات داخلية بين عدد من قادة ومسؤولي الحركات الإسلامية وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين ومسؤولين إيرانيين وعراقيين، وكذلك على ضوء بعض الأحداث والتطورات التي شهدها العالم..
أثارت عملية الاغتيال الأمريكية لقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبي مهدي المهندس، وما تلاها من تصعيد إيراني-أمريكي، الكثير من النقاشات والأسئلة وردود الفعل في الأوساط العربية والإسلامية..
يثير مصطلح "الدولة المدنية" لدى الحركات الإسلامية والمرجعيات الإسلامية الكثير من الالتباس وعدم الوضوح، مما يجعل الباحث في حيرة من أمره لتحديد الموقف النهائي لهذه الحركات والمرجعيات من "الدولة المدنية"
رغم نجاح بعض الحركات الإسلامية في مقاومة الاحتلال أو مواجهة التحديات الخارجية، فإن تجربتهم في بناء الدولة وإقامة الحكم العادل والناجح لم تكن في مستوى طموح الناس وآمالهم
لا يمكن أبدا أن نفصل بين الداخل والخارج في ما يجري في كل دول المنطقة من صراعات وأحداث، لكن طالما أن الداخل يعاني من المشاكل والصراعات وسوء الإدارة فإن الخارج سيكون حاضرا
هناك شخصيات من داخل إيران ومن المؤيدين للمشروع الإيراني تؤكد أن الصمود والانتصار في هذه المعركة الصعبة والجديدة يحتاج لتكتيكات جديدة، وإعادة النظر في الأداء داخليا وخارجيا دون التخلي عن الثوابت، وهكذا يتم تحويل التحدي إلى فرصة..
رغم وصول بعض الحركات الإسلامية أو الشخصيات الإسلامية إلى الحكم أو تبوؤ مواقع متقدمة في العمل السياسي، فإنها بدل أن تقدم النموذج الأفضل في إدارة الدولة وخدمة الناس ومعالجة مشاكلهم، فإنها غرقت في الفساد أو فشلت في تقديم الحلول..
أصبحنا أمام مشهد سياسي وشعبي جديد، وأن الناس أصبحوا قادرين على تجاوز انقساماتهم الطائفية والمذهبية والحزبية، مع أن لبنان والعراق هما من أكثر الدول تنوعا في المنطقة..
هل يكون العراق جسر تواصل بين دول الإقليم أولا، وبين هذه الدول والعالم؟ أم سيتحول العراق إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية التي تشهدها دول المنطقة، وخصوصا بعد الهجوم الأخير على منشآت شركة أرامكو؟
هذه بعض الأفكار والاقتراحات التي يتم تداولها في اللقاءات التمهيدية التي عقدت مؤخرا في بيروت وعواصم عربية وإسلامية أخرى؛ لتقييم المرحلة الماضية والبحث عن آفاق جديدة للعلاقة بين إيران وحركات الإخوان المسلمين، وحركات أخرى ناشطة..
تتوقع هذه المصادر اشتداد حدة الصراع في المرحلة المقبلة وعدم توقفه عند حدود معينة، مما يجعل خيار الحرب أمرا وارادا في أية لحظة، رغم أن التقديرات الواقعية لدى جميع الأطراف لا ترى مصلحة في حصول الحرب الشاملة لأن ذلك ستكون له تداعيات كبيرة
ما نحتاج إليه اليوم من جميع المؤسسات الدينية والهيئات المدنية والمؤسسات الحوارية أن تقدم لنا حصيلة عملية لكل هذه الوثائق وما تحقق منها من نتائج واقعية وأن تضع برنامجا للمؤشرات حول الأخوة الإنسانية في كل بلد على حدة..
تلك بعض الهموم والقضايا التي تناقش في اللقاءات الحوارية في بيروت، وهي تشبه إلى حد كبير ما يجري من نقاشات وحوارات إسلامية وفكرية في عواصم ومدن عربية وإسلامية أخرى..