أسافر في مطارات العالم فأرى من حولي أناسا ذاهبين إلى كل جهات الأرض. كل واحد منهم معه هويته وبطاقة سفره، ومعه العنوانان: من أين جاء؟ وإلى أين يذهب؟ بعضهم في عطلة، وبعضهم في متعة، وبعضهم في عمل. ومعظمهم عاديون في حياة عادية، ليسوا خائفين من أحد: لا حيث يذهبون ولا من حيث أتوا. وليسوا جائعين. وليسوا مُ
تقول الزميلة جيزيل خوري بعد نحو أربعة عقودٍ من العمل التلفزيوني النجومي، إن التلفزيون الآن لم يعد سوى حكاية story))، فالخبر أصبح يأتي من كل مكان، من الهواتف والشاشات والساعات.
عندما بدأ حمدي قنديل عمله التلفزيوني عام 1960 في برنامج «أقوال الصحف»، كان يشبه نجوم السينما تلك الأيام: شاربا كمال الشناوي ورشدي أباظة وأحمد مظهر. وكانت له حنجرة «فنية» أيضاً. وقد لعبت الوسامة دوراً واضحاً في نجاحه السريع. لكن طوال سنوات عمله ظل حضوره المهني وانخراطه في العمل الوطني، عنوان شعبيته.
يقول الطبيب الذي كان يعالج والدة هتلر، عندما توفيت وهو في الثامنة عشرة، إنه خلال أربعين عاماً من العمل، لم يشهد حزناً كالذي رآه في هتلر على فقدان عزيز. كان الشاب النمساوي قد فقد والده قبل ذلك وهو في الثالثة عشرة. وبدأ حياة في الفقر، ثم رُفض طلبه مرتين للانضمام إلى كلية الفنون. وأمضى فترة يقطن في مأوى للذين دون مسكن، خلف محطة قطار. وقال رفيقه في الغرفة إنه كان قد أمضى أياماً طويلة هائماً في الشوارع.
ويذهلني أن يطرح عليَّ شخص طبيعي سؤالاً عن صحة خبر يستحيل التصديق، وكان يخيل إليَّ أنه يحترم عقله أو حدسه أو مقاييس الواقع. وعندما أسأله أين سمعه، يقول الإنترنت، فأنصحه بالانتظار ربع ساعة إضافية، لأن المسألة ليست مسألة تصديق خبر ما، بل مسألة طبقات في القوى العقلية.
أعطت العربية لغات الأرض أكثر بكثير مما أخذت. وحيث حل العرب، ذابت في لغتهم لغات كثيرة، وبينما غابت اللغات القديمة الأخرى، تحولت العربية إلى لغة عالمية. وكان العلامة الأستاذ شوقي ضيف يقول: «إنها استوعبت أيضاً جميع اللغات التي سبقتها بكل ثقافاتها.
مجرد مجزرة أخرى للعرض أمام هذه الأسرة الدولية. ولن نشهد لها نهاية قبل أن يرحل آخر روهينغي من بلاد الزمرة العسكرية إلى بنغلاديش. مليون إنسان واقعون بين توحش التطهير العرقي المعلن، وبين بلادة مجتمع دولي خامل الضمير.
اللغط القائم في واشنطن حول علاقة الرئيسين الأمريكي والروسي، غير مفهوم. منذ الحملة الانتخابية قال دونالد ترامب إن صداقة تربطه بالند الروسي، ومنذ ذلك الوقت، وثمة من يطارد مظاهر هذه الصداقة..
أمضى العامين الأخيرين من الحرب العالمية الأولى في حماة، مدينة أمه، التي لجأت إليها بعد وفاة زوجها. وراح اليتيم الفقير يهيم في أنحاء مدينة النواعير، ويذهب غالبا إلى محطة القطار، يتفرج مع رفاقه على عساكر الأتراك والألمان وهم ينسحبون أمام جيش الحسين.
حاز الجنوب أفريقي جي إم كوينزي نوبل الآداب (1993) على أعمال كثيرة، أهمها وأعمقها عندي «حياة وأزمان مايكل ك». مايكل كان شابا ملونا يشبه الناس البسطاء في روايات دوستويفسكي. أي العاجزين اليائسين وأسرى خلل جسدي.
على بعد ساعة من ساحة النجمة، ونصف ساعة من "قعقور" الحدود اللبنانية، تدور في دمشق معارك في الأجواء والأنفاق، وفي الأحياء والحارات، لا يفهم أحد منا غموضها العسكري أو السياسي أو الاستراتيجي. فقد كانت العاصمة السورية شبه منئي بها، فيما كانت المدن والبلدات الأخرى في طاحونة القتال والتدمير والتهجير.
عاد اللبناني - الفرنسي زياد تقي الدين إلى الأضواء في بدايات الحملة الرئاسية الفرنسية، عندما أكد من جديد أنه نقل من الأخ العقيد معمر القذافي إلى الرئيس السابق نيكولا ساركوزي 50 مليون يورو للمساعدة في حملته الانتخابية الأولى.
كان يقاتل ويصالح بالسهولة نفسها. يناور على رفاقه وأصدقائه وخصومه وأعدائه، لأنه اقتنع بأن السياسة مناورة. كل شيء كان ممكنًا ومسموحًا ومبررًا في الطريق إلى فلسطين.
الدول التي يقصدها الكونغرس كانت حليفة أمريكا في محاربة الإرهاب، لا في رعايته. وإذا كان المقصود تلك الدول الربيبة التي لعبت دورا مزدوجا، فلتبحث الولايات المتحدة عن غفلتها، وعن مسؤوليتها هي، في سذاجة العلاقة وخداع المخادعين.