كلما حلت كارثة في شعب من الشعوب، خرجت قلة من المسلمين، لتقول إن الله انتقم من الصينيين، لأجل خاطرنا، وإن الانتقام الإلهي ممن يستهدفنا، يفسر كل كارثة تقع..
من المؤكد هنا، أن العلاقات الأردنية السورية، في جانبها الاقتصادي، تمر في أسوأ حالاتها، منذ افتتاح معبر جابر، وهي غير مؤهلة حاليا، للتطور، تعبيرا عن موقف سياسي أولا..
كيف يمكن أن يمارس كثيرون هذا التطبيع، وبين أيدينا مشاهد حدثت خلال اليومين الفائتين، إذ بالأمس اقتحم العشرات المسجد الأقصى، الذي يرعاه الأردن، وقبل ذلك بيومين هدمت إسرائيل عشرات البيوت جنوب القدس، بذرائع أمنية كاذبة..
ظهر أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، في تسجيل جديد، ليقول فعليا، إنه ما يزال على قيد الحياة، وأن التنظيم يعد العدة لموجة جديدة من العمليات.
رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يريد العودة رئيسا للحكومة يوظف المسجد الأقصى، في حملته الانتخابية، وھو يتحالف مسبقا، مع الجماعات المتطرفة في إسرائيل، ولن يقف ضدھا..
ما علاقة صفقة القرن، او مؤامرة الوطن البديل، بالسماح لاي واحد من أبناء غزة، بتسجيل عقاره الذي تعب لاجله، وجمع ماله عبر عشرات السنين من العمل، باسمه، وبماذا يختلف عن العراقي او السوري او أي جنسية أخرى، تقيم هنا في الأردن يتم منحها حق التملك؟!.
لم أشعر بالأسف الشديد في حياتي مثلما شعرت أمام صور آلاف المتظاهرين في رام الله؛ احتجاجا على قانون الضمان الاجتماعي المتعلق بحقوق الموظفين والعمال، ومطالبتهم برحيل وزير العمل الفلسطيني، واحتجاجهم على المشروع في كل الأحوال بشأن حقوقهم.
لماذا علينا ان ننتظر حتى يدخل نتنياهو ذاته الى المسجد الأقصى، حتى يكون هناك رد فعل يؤدي الى وقف إسرائيل عند حدها وحدودها، ونحن نراه كيف يساعد مباشرة، في تنفيذ مخطط الاعتداء على المسجد الأقصى، بسماحه لاعضاء الكنيست، باقتحام المسجد الأقصى، مرة واحدة شهريا، لكل عضو.
لقد كانت السجون السورية، في الأساس تحوي مئات المعتقلين الأردنيين على خلفيات متعددة، من فترة الثمانينات والسبعينات، ولم تتجاوب سلطات دمشق من حيث الدعوات لاطلاق سراحهم، برغم كل الاتصالات.
لا يمكن امام كل هذه المؤشرات وغيرها، من مؤشرات خبرتها شعوب المنطقة بشأن الاحتلال الإسرائيلي وما يمثله من خطر استراتيجي، أن نتعامى عن تطورات ملف التطبيع، خصوصا، مع العمليات التجارية وتدفق آلاف السلع، والتجارة التي تقدر بمئات الملايين سنويا، إن لم يكن أكثر، إضافة إلى عمليات البيع والشراء.
?
التقديرات على مستويات عليا، تقول أن مشكلة هؤلاء باتت مزمنة، وان معدلات العودة، منخفضة جدا، ولا تؤشر أساسا، على نوايا لأغلب هؤلاء بالعودة إلى سوريا، لاعتبارات كثيرة، اقلها أن الصراع لم ينته، هذا فوق المخاوف مما بعد الحرب، إذا توقفت الحرب كليا.
?
وفقًا لمعلومات مؤكدة هنا، فإن العلاقات الاردنية السورية، لن تشهد اندفاعا كبيرا، على المستوى السياسي، وتبادل السفراء، لاعتبارات مختلفة، ابرزها ان هذه العلاقات تتأثر مباشرة، بالاقليم وبعوامل دولية، ولا تخضع فقط، لاعتبارات الاردن، منفردا او سوريا لوحدها.
ما تريده واشنطن، من وقف التمويل، يتجاوز وقف الخدمات، ويصل حدود شطب حق العودة، وإلغاء ملف اللاجئين الفلسطينيين، وشطب حقوقهم، وتوطينهم، وهذا يفسر أن واشنطن لا تعترف أصلا، بعدد الملايين الخمسة، وتتحدث فقط عن نصف مليون فلسطيني.
انقلب الرأي العام في الأردن، بطريقة لافتة للانتباه، إذ بعد موجات التذمر من وجود السوريين في الأردن، لاعتبارات تتعلق بضيق الحياة، وليس تعبيرا عن كراهية أو عنصرية، عاد ذات الرأي العام ليطالب بدخول السوريين الهاربين من جحيم درعا، إلى الأردن..