ثلاثة جيوش «وطنية» احتلت صدارة الأخبار في السنوات الأخيرة، وليس لها من اسمها نصيب... هي «وطنية» بالاسم فقط، بيد أنها في واقع «مليشيات» محسوبة على فريق من الأفرقاء المصطرعين في حروب «الإخوة الأعداء» في كل من اليمن وسوريا وليبيا.... تدريبها وتسليحها ورواتب أفرادها ومرتباتها تأتي من «الخارج» ومن يدفع ل
انتهكت إسرائيل الأجواء السورية مئات المرات طوال سنيّ الأزمة السورية التسع العجاف، ضربت في مختلف المحافظات تقريبا، واستهدفت مواقع سورية وإيرانية، وأخرى تابعة لحزب الله من قوافل ومساعدات وكوادر، ضربت معسكرات للجيش ومطارات مدنية وعسكرية ومستودعات وقوافل ومراكز أبحاث وغيرها. في مرات محدودة، تل
طالبان، وليس واشنطن، هي من يجلس في موقع من يملي شروطه على الآخر، هذا أمرٌ يحدث لأول مرة في التاريخ: الدولة الأعظم تفاوض منظمة إرهابية وتخضع لشروطها. أما التخلي عن حلفاء واشنطن من الأفغان، فليس في الأمر جديد يذكر، إذ طالما امتهنت الولايات المتحدة بإدارتها الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة، عادة
هل ثمة من علاقة (مباشرة أم غير مباشرة) بين أزمة الخليج والمضيق، المتأسسة على برنامج إيران النووي وعقوبات واشنطن أحادية الجانب على طهران، و»صفقة القرن» بفرضياتها الأساسية ومجرياتها ومالاتها؟ سؤال لا تستدعيه فقط، «التسريبات» بخصوص رسالة جارد كوشنير إلى القيادة الإيرانية عبر الوسيط العُماني والتي يعرض
فاجأت إيران بعض أقرب حلفائها بالكشف عن استعدادها المتزايد للشروع في مفاوضات مباشرة مع خصومها الإقليميين والدوليين، بالأخص الولايات المتحدة، فقبل أن يبدأ سيل التعبير عن هذه الاستعدادات بالتدفق على ألسنة كبار المسؤولين من التيارين المحافظ والإصلاحي بأسبوع واحد فقط، كان السيد حسن نصر الله، أحد أقرب
سيبدأ صهر الرئيس الأمريكي جارد كوشنير والموفد الخاص جيسون جرينبلات جولة في المنطقة...اللافت هذه المرة، أن فتى الإدارة الأمريكية المدلل سيصطحب معه كلا من مبعوث الرئيس الأميركي لمواجهة إيران، براين هوك، ونائبه آفي بيركويتز ... هنا لا يمكن الحديث عن «صدفة محضة» فالربط بين المسألتين الإيرانية والفلسطيني
لم يعد لبريطانيا دور رئيسي تلعبه في أزمات المنطقة وملفاتها، بعد أن غابت شمس إمبراطورتيها عن هذا الإقليم وغيره، وهي التي كانت لا تغيب شمس مستعمراتها في شتى أرجاء الأرض... لكن بريطانيا، مع ذلك، تصر على ممارسة أدوار شريرة في هذا الإقليم، من شأنها تقويض أمنه واستقراره، وتدمير عناصر القوة
اختيار التوقيت في أكثر الأحيان يكون له مدلولاته، مثلما له تأثيراته المحتملة. وهذا التوقيت ربما يقع بمحض الصدفة، أو بالتخطيط. الأسبوع الماضي كتبت مستغرباً من اختيار ممثلي الوساطة الأفريقية الإثيوبية في السودان الثالث من يوليو (تموز) موعداً للقاء المباشر الأول منذ أسابيع بين المجلس العسكري و«قوى الحري
الاتفاق الذي توصل إليه «عسكر» السودان وقوى الحرية والتغيير فيها، يثير القلق أكثر من التفاؤل ... صحيح أن المجلس العسكري أُرغم على معاودة التفاوض مع قوى المعارضة، وأنه ارتضي بتقاسم المجلس السيادي مناصفة معها، وأنه رضخ كارهاً لفكرة «التناوب» على السلطة، وقَبِل بتشكيل لجنة تحقيق وطنية محايدة في الجرائم
عن بكرة أبيه، خرج الشعب السوداني في تظاهرات مليونية، عمّت الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري ومختلف المدن السودانية الكبرى، مسطراً بدماء خمسة شهداء وعشرات الجرحى، فصلاً جديداً من فصول ثورته المجيدة، ضد فلول النظام القديم ورموز دولته «العميقة»، وليعلنوا بصوت واحد: أن «انقلاب الثلاثين من يونيو/حزيران 198
إحساس عميق بالخيبة، هيمن على جموع اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن انتشارهم، وهم يتابعون «الفتى الغرّ» في وقائع ما أسمي بـ»ورشة المنامة» ... لقد شاهدوا بأمهات عيونهم، كيف جرى التنكر والتجاهل والاستخفاف بأحلامهم وأشواقهم في ممارسة حقهم المنتظر منذ أزيد من سبعة عقود، في العودة/ التعويض وتقرير المصي
تشهد المنطقة العربية منذ قرابة العقدين من الزمان، ولادة ظاهرتين متلازمين، العلاقة بينهما سببية إلى حد كبير: الأولى؛ تصاعد دور الدول الإقليمية الكبرى وغالباً على حساب المراكز الدولية الكبرى ... والثانية؛ تنامي دور اللاعبين «اللا- دولاتيين/ Non-State Actor»، على نحو غير مسبوق أبداً.
في مواجهتها لـ»صفقة القرن»، تراهن السلطة الفلسطينية على ورقتين رئيستين اثنتين: ضعفها وشرعيتها ... الورقتان لعبتا أدواراً متفاوتة الأهمية في جبه بعض التحديات التي اعترضت مسيرة الفلسطينيين نحو الحرية والاستقلال، بيد أن شكوكاً كثيفة، باتت تحيط بجديتهما وجدواهما، وهو ما يتعين على السلطة والفصائل والمثقف
ثمة «ألغاز» كثيرة بحاجة للتفكيك حين يتصل الأمر بـ«حرب الناقلات» التي اندلعت مؤخرا في الخليج العربي وبحر عمان. معظم، إن لم نقل جميع الاتهامات التي توجه لهذا الطرف أو ذاك، تبدو من النوع السياسي، المتوقع سلفا. لا أحد لديه «رواية جازمة» تحدد المسؤول عن الاعتداءات التي طالت حتى الآن، ست ناقلات نفط
نقف عاجزين عن فعل أي شيء يذكر لمنع اندلاع الحروب والأزمات في بلداننا، أو احتوائها وإدارتها توطئة لحلها أو تحويلها. ندفع أثمانا باهظة جراء تمدد هذه النزاعات وامتدادها في الزمان والمكان، وما أن يندلع أي صراع في أي دولة عربية، حتى ينماز العرب شيعا وقبائل، فيأخذ كل فريق منهم جانب فريق من أفرقاء الأزمة.