أحمد عمر يكتب: يذهب بعض المحللين إلى أنَّ الضربة القادمة لإيران ستكون قاسية وشاملة، وأن إسرائيل ستتفرغ قريبا لحزب الله، وهذا مجانب للنظر الصحيح، فقد بان لكل ذي رأي أنّ الغرب يميل لإيران، وإن كان بينهما خصومة، ولعبهما خشن ولا يخلو من ضحايا أحيانا
أحمد عمر يكتب: يحاول بايدن إقناع نتنياهو بأنه لا بد من دولة فلسطينية، ولها أنماط كما زعم، وسيكون نمطا صديقا، كأن تكون من غير نار، أو بنيران صديقة مثل معظم الدول العربية، لكن نتنياهو والذي يسمونه في إسرائيل بالرئيس الكارثة، صاحب كتاب "مكان تحت الشمس"، والذي يرفض فيه مقايضة الأرض مقابل السلام، يريد أن ينتصر في الحرب بالنار، النار وحدها، النار غير الصديقة التي يشبه شكل دخانها نبات الفطر
أحمد عمر يكتب: قلَّ من انقادت له أعنّة الخيال الأدبي من السياسيين المعاصرين، وندر أن يعثر الباحث على بلاغة من تشبيه أو كناية في مقالات الكتاب المحترفين، وفي خطب الساسة التي يكتبها لهم كتّاب متضلعون في العلم، فمعظم خطب القادة، ومقالات المنظرين وأدباء السياسة؛ معلومات يابسة، وآراء جافة، وعبارات أكل عليها الدهر وشرب ونام و"طرح"، خالية من أثر الوجدان، ورونق البيان
أحمد عمر يكتب: حكايات أطفال غزة، ولهررتها وكلابها وحميرها وبهائمها قصص، أهاجت العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وفطرت قلوبهم، وصدعت أفئدتهم، وجعلتهم يبحثون عن أسباب إيمان أهل غزة وعظمتهم وإبائهم وكبريائهم. أما إسرائيل، فقد شاخت، فقصصها بلا صور، وإن قصة العصر الحديث قصة مصورة، وقد حاولت تأليف قصص
أحمد عمر يكتب: يتوقع المحللون هدنا تقصر وتطول، أما أنا فأنظر إلى التاريخ، وأنتظر معركة كبيرة. لقد كشف الطوفان عورة إسرائيل العسكرية، أما انكشاف عورتها الأخلاقية فأشد وأنكى، وهي ستر لعورتها تزداد استعارا وعارا
أحمد عمر يكتب: غزة أحرجت الجميع، العامة والخاصة، الملوك والمماليك، حتى إن بعضنا طفق يخصف من ورق الخريف، يستر ويواري بها سوأته. أشجعنا من وضع بيتا من الشعر، أو آية، ولم يسلم، وتكلم بعضنا بلغة الإشارة، والأحاجي، فمن يجرؤ على قولة إن الملك عريان
أحمد عمر يكتب: الرئيس العربي يخشى الأقران الذين يمكن أن يكونوا خلفاء أو بدلاء، أما أغرب غرائب بطل ثورة يوليو المصرية فهي ضعف خصائصه وشمائله الشخصية، فليس له من بلاغة اللسان شيء، ومن أعجب العجائب أن مثله حكم مصر وعقّمها كما لم يفعل فرعون من قبل، بل إنه جعلها رهن الصندوق الدولي وقلب نهارها ليلاً ونعمتها ويلاً، ومنع ظهور بطل خلال عشر سنوات كاملة
أحمد عمر يكتب: بدأ الموسم الانتخابي المصري باكراً تجديداً للشرعية الممزقة بأنواء القوانين وأعاصير القرارات، فخير البر عاجله. بدأ القِمار الانتخابي، الرابح فيه هو صاحب الكازينو، وصاحب الكازينو هو الجيش، وهو لا يخسر أبداً، وذلك هو دأب أصحاب القمار
أحمد عمر يكتب: زعم مودي رئيس وزراء الهند أنَّ الهند من أكبر ديمقراطيات العالم، ظناً منه أن الديمقراطية هي صناديق وأصوات، والهند من أشدِّ الدول عنصرية في العالم، وأضراها تفاوتاً طبقياً
أحمد عمر يكتب: الضحيّة صورة يجتهد أتباع الرئيس في تلبيسه إياها من أجل بيان عذره وتمديد حكمه، لكنها صورة هزلية أيضاً، لأنها غير منطقية، وهو لا يتبنّاها، وإنما يتركها لإعلامه، وهي صورة مضحكة، لأنها عمومية، وهي غير واقعية، وغير ديمقراطية، لكن الرئيس الضحيّة، المنتصر على جيوش ثمانين دولة، عاجز عن أمرين هما؛ الرد على دولة صغيرة مثل إسرائيل، وتأمين رغيف الخبز لشعبه المتجانس
أحمد عمر يكتب: مظاهرات لن تسقط النظام، ولن تكسره لكنها ستشعره، والشَعِر في الزجاج أقلُّ من الكسر. فإسقاط النظام مسألة معقدة، وهي شؤون دولية وقانونية وشعبية شاملة، وتمسُّ بأمن الدول المجاورة التي لطالما حرصت عليها الدول العظمى المذعورة من سقوط الأسد، لكنّ فائدتها تكمن في تخلخل قدسية الرئيس لدى مواليه وفي بيته