تغير المعادلة من الاحتفاظ بحق "الرد في الزمان والمكان المناسبين" إلى الخشية من إصابة طائرات مدنية في الجو أثناء تنفيذ العدوان، مع الاحتفاظ بحق حرث المجتمع السوري بطائرات ومدفعية وصواريخ نالت من أرواح ملايين السوريين، يخدم في نهاية المطاف سياقات العدوان والاحتلال
المقلق هنا ليس صعود اليمين الصهيوني نحو سدة الحكم، بينما التجربة الفلسطينية والعربية شهدت منذ 70 سنة من الصراع كل ألوان الطيف السياسي بإسرائيل المنجذب كله نحو إرهاب الدولة الصهيونية واستكمال مشاريعها الاستعمارية بفلسطين، القلق ينحصر بأحوالنا الذاتية وتطورها نحو الانحدار الممهد لتفوق المشروع الصهيوني
نحن أمام "مجتمع" إسرائيلي بتكويناته السياسية والدينية المختلفة، يصل لحالة الحد الأدنى من التوحد لمحاربة الوجود الفلسطيني، تارةً بقفازات حريرية وأخرى بقبضات حديدية وأمنية تهدف للتضييق على الشعب الفلسطيني ووجوده فوق أرضه..
من المبكر الابتهاج بنهاية الانقسام الفلسطيني، حتى لو تم الإعلان عنه في قاعة إعلان "دولة فلسطين" والمقارنة بين الابتهاجين ونتائجهما على الأرض واحدة، لأنه ما زال من بين زعامته رواد تحقيق شرخٍ سياسي وجغرافي ودعاة استسلام للعدو..
يتوجه ممثلو الفصائل الفلسطينية نحو الجزائر لبحث تحقيق مصالحة فلسطينة، في أجواء لا تختلف عن سنوات الشرخ السابقة إلا في إضافات الانهيار العربي الرسمي وانكشافه على التصهين وتغوله في القمع والاستبداد، وهو ما زاد من حالة التباعد الفلسطيني الرسمي عن الشارع الفلسطيني والعربي
الانتقال لعالم متعدد القطبية الاستعمارية يستدعي من الحريص على القانون الدولي وعلى سيادة الدول وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها؛ وقفة أكثر عمقاً وجرأة في ملامسة جوهر الأزمات والكوارث والنكبات التي تعصف بالعالم، والجوهر منها غياب العدل، وحضور النفاق والمعايير المزدوجة
تحصين التجربة يقتضي تصليب شوكة حزب التجمع الوطني الديمقراطي، قبل الانتخابات وبعدها، لمواجهة معركة الشطب والأسرلة والتصهين، التي تجعل من العمل الحزبي والسياسي لممثلي الأقلية العربية الفلسطينية فوق أرضهم التاريخية غير قادر على صون وحماية وجودهم الطبيعي
تعد العلاقة بالنظام السوري إخلالاً بالشروط التي تؤمن بها الحركة نفسها وتناقض التوصيفات الأخلاقية والوصم الاجتماعي لعمقها في المجتمع السوري الذي سار نحو أفق من التطلعات الجماعية، نحو الحرية والكرامة والتخلص من طاغية ومجرم ومستبد لا يمكن الاستثمار فيه ومعه بغير مشاركته الجرائم
القضية التي نريد لها أن تكون مثار اهتمام المواطن العربي، وهي كذلك، حاضرة ومرفوعة العناوين بالشعارات التي صدحت بها حناجر هادرة في شوارع مدن عربية للمطالبة بالديمقراطية والحرية والمواطنة، فهي مطلب الإنسان العربي الأول وحاجته إليها توازي خبزه اليومي..
الحرص الرسمي العربي على الأوطان، هو حرص على وظيفة الحاكم العربي وسلطته الأمنية التي اختزل فيها الوطن، وتفاقمت بسببه الكوارث بإعدام الحياة السياسية وقمع الحريات وزيادة وتيرة القهر والقمع والفساد وتبديد الثروات..
نتيجة ما نراه اليوم من هرولة الاستثمار بوظيفته السابقة يغدو الحديث عن التطبيع مع الأسد مرتبطا في ذهن كل سوري؛ بمحطات الجرائم التي اقترفها في كل حي ومنطقة ومدينة.
حالة الانكسار التي تندفع إليها السلطة الفلسطينية مع انهيار عربي متصهين وموغل بالاستبداد والطغيان في فرض القهر والظلم، لا تترك مجالاً أمام الإرادة الفلسطينية سوى بالانفجار مجدداً في وجه المأساة
قبل الحديث عن لقاءات تجمع كل مرة حركتي فتح وحماس مع مصافحات وابتسامات وتصريحات مشبعة بالتفاؤل المفقود باليوم التالي، لا يجري الحديث والاتفاق على طرح جدي لخطوط برنامج سياسي واضح يعلي مكانة المؤسسات الفلسطينية..
التقويم السوري غير بعيد عن تقويم الضحايا الأشقاء في فلسطين وتسجيل رواية الفاجعة والخذلان والتآمر في مفكرة العقود السبعة، وحماية نكبة ضحايا الاحتلال الإسرائيلي تمت برعاية فيتو أمريكي وتآمر دولي وإقليمي مشابه لما يحصل اليوم..