لئن اعترف مهندسو أوسلو ومقاولوها الصغار بفشل هذه الاتفاقية في تحصيل حقوق يمكن الاستناد إليها للحصول على دولة مستقلة ذات سيادة، فإن هذا الاعتراف جاء متأخرا مع أنهم لم يتوقفوا للحظة واحدة عن التنسيق الأمني مع الاحتلال
وهكذا، فإن المصالحة تبقى رهن تغيير موقف السلطة، أما التهدئة فهي على الأغلب إلى تقدم بطيء بعض الشيء؛ تعجل به حاجة الطرفين لها واستمرار عمل الوسيط الدولي ميلادينوف لها
خلاصة الأمر، أن قضية فلسطين تتعرض لمؤامرة كبيرة بهدف جعلها لقمة سائغة للاحتلال، فيما تنفذ سلطة أوسلو دورها بالحرفية اللازمة التي توفر للاحتلال أمنا لم يكن ليحلم به قبل أوسلو المشؤوم
لا يريد الرئيس الفلسطيني أن تمر ترتيبات التهدئة بين حماس وإسرائيل إلا من تحت جناحه، وكما قال في لقاءاته مع مسؤولين فلسطينيين، فإن هذا الاتفاق لن يمر إلا على جثته!!
يفترض أن تدفع هذه التفاهمات الداخل الفلسطيني لاستجماع عناصر قوته، والسعي من جديد لمصالحة حقيقية تحافظ بالأساس على المقاومة، وتتخلص من التنسيق الأمني مع العدو، وتؤدي إلى صياغة برنامج وطني فلسطيني قائم على المقاومة والتعددية
خيارات حماس ليست سهلة ويدفعها ذلك للسير على خط رفيع من التوازنات تحكمها المحافظة على المقاومة مع التسهيل على الغزيين وعدم دفعهم للثورة عليها بسبب استمرار الحصار
هذا هو المصير المظلم الذي ينتظر سوريا كساحة أصبحت مركزا للصراعات الدولية والإقليمية، بعد أن تم إنهاء الثورة الشعبية النقية التي قامت عام 2011 لنيل الحرية؛ عبر عسكرة الثورة على أيدي التنظيمات المسلحة التي اتجهت للخارج لدعمها وتسليحها، لينتهي بها الحال مطية للقوى الإقليمية والدولية
من أهم هذه التفاصيل على الإطلاق، فصل الضفة عن غزة وإغراءات بدعم مالي كبير ستحصل عليه السلطة الفلسطينية، مقابل موافقتها على دولة منقوصة في الضفة؛ لا تشمل القدس وتفكيك المستوطنات، وكذلك السعي لحل إنساني يتضمن تخفيف الإجراءات على قطاع غزة، مقابل موافقة حماس على هدنة مع الاحتلال لمدة عشر سنوات
جاءت تصريحات زعيم حماس إسماعيل هنية لوكالة سبوتنك الروسية تجاه سوريا لتزيد الطين بلة، خصوصا وأن مبررات عودة العلاقة معها تبدو أقل من العلاقة مع إيران، إلا إن كان ذلك بطلب من إيران
إسرائيل تتعاطى بإيجابية مع الخطة، ولكن حماس لا تزال تدرس خياراتها؛ لأن مثل هذه الهدنة قد تسهل تطبيق صفقة القرن بتوطين الفلسطينيين في سيناء وقيام دويلة في قطاع غزة إضافة لقيام فيدرالية في الضفة مع الأردن بما يعني إنهاء القضية وتمهيد الطريق للدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل
هل من المناسب العمل على إنشاء تكتل وطني خارج إطار المنظمة، عبر إجراء انتخابات شاملة تؤدي لقيادة تتصدى للمشروع الوطني؟ وهل من المناسب التفريط بشرعيات المنظمة التي شكلت إنجازا وطنيا فلسطينيا؟
ستظل سوريا منطقة صراع دولي وإقليمي حتى مع انتهاء ظاهرة التنظيمات المسلحة، ولكن هناك شك في تطور الصراع بين طهران وتل أبيب إلى حرب، طالما أن حسابات كل طرف تصب في اتجاهات قد لا تتعارض مع بعضها البعض. ومن ذلك مناطق النفوذ والسيطرة في المنطقة
رغم كل التحذيرات الإسرائيلية، ووسط الاحتفالات الفلسطينية بيوم الأرض في 30/3، انطلقت مسيرات العودة في غزة متحدية الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل ومصر وسلطة رام الله.