سياسة دولية

لماذا تجنب ترامب ضرب قصر الأسد؟.. مسؤولون يجيبون

ترامب اعتمد في مواجهة أول أزمة له في مجال السياسة الخارجية إلى حد بعيد على ضباط عسكريين متمرسين- أ ف ب
تفاصيل عديدة مثيرة شملتها الساعات ما قبل الأخيرة لاتخاذ قرار توجيه الضربة الأمريكية الصاروخية للقاعدة الجوية السورية بالشعيرات، خيارات عدة ومناقشات ساخنة شهدتها نقاشات المستشارين العسكريين والأمنيين مع ترامب.

مستشارو ترامب للامن القومي قدموا عدة خيارات، كان من بينها خيار اطلق عليه عملية "قطع الرأس" والتي تتمثل بضرب مباشر لقصر رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي يقبع منفردا على قمة تل إلى الغرب من وسط دمشق، لكن دون التسبب بقتله بغية دفعه للقبول بالأمر الواقع والجنوح للحل السياسي في غضون أشهر.

ترامب الذي حيد خيار "قطع الرأس" بدأ بنقاش الخيارات الأخرى والتي توقفت بين ضربات عسكرية محدودة، وعقوبات اقتصادية ودبلوماسية حادة، وهو ما تم نقاشه فقط من طرف المستشارين العسكريين والأمنيين من خلال تقديم مقترحات حول الخيارين والتداعيات التي يمكن ان تترتب عليهما.

وأرجع مستشارون تحييد ترامب الخيار الأول بعد نصيحة مجلس الأمن القومي الذي طرح خشية الولايات المتحدة من سقوط الأسد مباشرة واستيلاء المتطرفين على السلطة وتكريس أمر واقع خارج سيطرة المجتمع الدولي.

وبحسب "رويترز" فإنه وفور الاقتراب الحاسم من اتخاذ القرار النهائي حول أسلوب الرد نحيت جانبا القمة الأمريكية الصينية التي كانت مقررة بمنتجع ترامب بفلوريدا، حيث وردت إفادة بالغة السرية من مستشار الأمن القومي الأمريكي ماكماستر ووزير الدفاع جيم ماتيس، تفيد باعتماد خيار الضربة العسكرية المحدودة، لتنهمر بعدها بساعات فقط  59 من صواريخ كروز الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية العسكرية في محافظة حمص السورية، ردا على ما وصفته واشنطن بأنه "عار على الإنسانية".

اقرا أيضا : هل تجاوز ترامب الكونغرس بضربه سوريا؟.. هكذا تجادل أعضاؤه


وقال مسؤول آخر مطلع على المناقشات إن الإدارة لديها خطط طوارئ لضربات إضافية محتملة اعتمادا على كيفية رد الأسد على الهجوم الأول.

وقال إن ترامب اعتمد في مواجهة أول أزمة له في مجال السياسة الخارجية إلى حد بعيد على ضباط عسكريين متمرسين: ماتيس، الجنرال السابق في مشاة البحرية الأمريكية، وماكماستر، وهو لفتنانت جنرال بالجيش الأمريكي، وليس على المسؤولين السياسيين الذين هيمنوا على قراراته السياسية في الأسابيع الأولى لرئاسته.

وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإنه عرض على ترامب ثلاثة خيارات سرعان ما تقلصت إلى اثنين: قصف قواعد جوية عديدة أو قاعدة الشعيرات القريبة من مدينة حمص، حيث انطلقت الطائرة العسكرية التي نفذت الهجوم بالغاز السام، فحسب.

وأضاف المسؤولون أن ترامب اختار بعد السماع إلى نقاش بأن من الأفضل التقليل لأدنى حد الخسائر البشرية الروسية والعربية.

اقرا أيضا : ترامب يكشف موقفه من نظام الأسد بعد مجزرة خان شيخون

وقال كبار مسؤولي الإدارة إنهم التقوا بترامب مساء الثلاثاء وقدموا خيارات، منها عقوبات وضغوط دبلوماسية وخطط لمجموعة متنوعة من الضربات العسكرية على سوريا، وجميعها كانت معدة قبل أن يتولى السلطة.

وذكر مسؤول أنه "كان لديه (ترامب) كثير من الأسئلة وقال إنه أراد أن يفكر بشأنها لكنه كان لديه أيضا بعض الملاحظات.. أراد تنقية الخيارات".

وفي صباح الأربعاء، قال مسؤولو المخابرات ومستشارو ترامب العسكريون إنهم تأكدوا من أن القاعدة الجوية لنظام الأسد استخدمت لشن الهجوم الكيماوي وأنهم رصدوا طائرة "سوخوي-22" المقاتلة التي نفذته. وأبلغهم ترامب بالتركيز على الطائرات العسكرية.

اقرا أيضا : مستشرق إسرائيلي: بوتين هو من أمر بهجوم خان شيخون.. لماذا؟

وقال البيت الأبيض إن ترامب وقع بعد قليل من الرابعة مساء على أمر بشن الهجمات الصاروخية.

وأطلقت السفينتان الحربيتان بورتر وروس 59 صاروخ كروز من شرق البحر المتوسط على القاعدة الجوية المستهدفة. وبدأت السقوط في نحو الساعة 8:40 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (00:40 بتوقيت غرينتش) قبل أن يكمل الرئيسان الأمريكي والصيني عشاءهما في منتجع ترامب الخاص بفلوريدا.