رد عبد الرحيم عطون "أبو عبد الله
الشامي"، كبير شرعيي هيئة تحرير الشام، على الانتقادات المتكررة، والتساؤلات التي وجهها المنظر الجهادي "أبو محمد
المقدسي"، للهيئة.
وفي رسالته التي عنونها بـ"رسالة محب"، دعا عضو اللجنة الشرعية في "تحرير الشام"، أبو محمد المقدسي للقدوم إلى
سوريا، والاطلاع بنفسه على مشروع الهيئة، أو أن "يغيّر مصادره التي يستقي منها أخباره"، في حال تعذّر عليه القدوم.
وكان المقدسي اتهم في مرات عديدة، هيئة تحرير الشام بـ"أن نفوذ المميعة زاد فيها، على حساب أنصار الشريعة، وأصحاب منهج التوحيد".
ودعا المقدسي "هيئة تحرير الشام" لمحافظة على "خلاصة أنصارها الصادقين"، مضيفا: "تُعلن بوضوح عن سلامة نهجها؛ ورسوخ توحيدها ببراءتها من الطواغيت ومشاريعهم ودعمهم وإملاءاتهم؛ وتُبيّن بوضوح موقفها من درع الفرات وأسيانا وأمثالها من المؤتمرات والمؤامرات، وتُبيّن موقف قادتها الجدد من ذلك كله؛ وإلا خسرت خلاصة أنصارها. وتناوشها التكفير، وتلاعب بها التمييع".
وحذّر المقدسي "تحرير الشام" من أن هناك فئة من الشباب، تعهدوا بعدم القتال مع الهيئة في حال لم تكن واضحة معهم بمسألة "تحكيم الشريعة"، أو أن ينتقلوا لتنظيم الدولة، أو يعتزلوا القتال، أو يعودوا لبلدانهم.
وقال المقدسي إنه نصح هؤلاء الشبان بـ"تكثير سواد أنصار الشريعة في الهيئة، لكن في حال فشلوا بتحقيق مطالبهم، ينضمون إلى أي فصيل يلبي مطالبهم"، ملمحا إلى دعمه إياهم بتشكيل فصيل جديد في حال تعذر وجود جماعة "تسعى لتحكيم الشريعة وتطبق التوحيد".
ولخّص المقدسي، مطالبه لـ"تحرير الشام" بـ"الوضوح بالحفاظ على ثوابت التوحيد، والوضوح بمطلب تحكيم الشريعة، والبراءة من المؤتمرات والمؤامرات، ودرع الفرات، والوضوح بالموقف تجاه الأنظمة الداعمة والعلمانية وجيوشها، وإبعاد "المميعة والمنحرفين" عن التوجيه".
وبالعودة إلى رسالة "الشامي"، فإنه وبعد شكره المقدسي على "وقوقه في وجه الطواغيته"، وتحفظه على موقف الأخير من تنظيم الدولة، واللين معهم أحيانا، قال إن معضلة المقدسي هي فيمن ينقل له الأخبار من سوريا.
واتهم الشامي، المقدسي بأنه تجاهل الرد عليه، مؤكدا تواصله معه نحو عشر مرات دون جدوى، وأضاف: "حتى عدم تواصله معنا ظنناه ابتداء بسبب وضعه الأمني تقديما لحسن الظن فيه، ثم تبين غير ذلك".
وتابع: "مواقف وتصريحات الشيخ المقدسي الأخيرة جعلت منزلته تهتز بشكل كبير بين صفوف المجاهدين هنا، وهذا مما لا نحبه له"، كما دافع ضمنيا عن "
أبو مارية القحطاني"، من هجوم المقدسي المتكرر عليه، قائلا إن القحطاني ومنذ العام 2003 "ما بين أسر وجهاد وطلب للعلم، حتى لو اختلفنا معه في مسائل عديدة".
وأبدى "الشامي" امتعاضا شديدا من تقديم المقدسي نصائحه ورسائله لـ"تحرير الشام" على العلن، ورفضه التواصل معه بشكل سري.
وبحسب "الشامي"، فإن مصطلح "أنصار الشريعة"، الذي يكرّره المقدسي، يقصد به جند الأقصى، و"جماعة الزعلانين"، الذين انشقوا عن جبهة
فتح الشام لأسباب "نفسية"، وفقا للشامي.
وحول اتهام "المقدسي"، لفصائل وشرعيين على رأسهم "أبو مارية القحطاني" بـ"التمييع"، قال "الشامي"، إن المقدسي يقصد موقفهم من أردوغان، معتبرا أن "هيئة تحرير الشام ترى عدم المشارك في درع الفرات، ولا علاقة لها بمن يكفر أردوغان أو يعتبره مسلما، وكذلك جيشه، وحكومته، لأن ذلك من المسائل الخلافية".
وبعد سرد مطول لرسالته التي امتدت إلى 22 صفحة، رد المقدسي برسالة مطولة أيضا على ما قاله "أبو عبد الله الشامي".
وقال المقدسي: "ولكني للأسف كحال عدد ممن قرأها وتواصل معي؛ لم نرها رغم طولها تزيل الضبابية عن بعض المسائل المهمة التي كررنا مطالبتهم بتوضيحها ؛ بل أضافت ضبابية إلى ضبابيتها في مسائل".
واتهم المقدسي، أبا عبد الله الشامي بتصديق "الأكاذيب"، التي ينشرها بعض الشرعيين، ومنها أن المقدسي دعا لسبي نساء عناصر الفصائل التي يتهمها بالعمالة للغرب.
ورد المقدسي على الشامي في مسائل تجاهله التواصل معه، قائلا إنه "حذف حسابه في تليجرام"، كما اعتبر أن حصر الشامي لـ"أنصار الشريعة" وفقا للمقدسي بأنهم "حزب الزعلانين ولواء الأقصى"، هو "ظلم وتحقير لهذا المصطلح".
وتابع: "ومحاولته التهوين من شأن تكفير الطواغيت، الذي يؤدي لتمييع ما ينبني على ذلك من براءة منهم ومن جيوشهم؛ هو من التمييع الذي يسألني عنه الشيخ".
وحول عدم رضى الشامي، عن مناصحة المقدسي على العلن، قال الأخير: "هكذا يُنصح في المسائل العامة التي تُشغل عموم المجاهدين، ولا يبادر المسؤولون بتوضيحها؛ ولو كانت مسائل شخصية".