قال سكان وأحد
الجنود إن دوي إطلاق نار كثيف تردد خلال الليل وفي وقت مبكر من صباح السبت قرب معسكرات للجيش في مدينتين بساحل العاج حيث قام جنود ساخطون بانتفاضة يوم الجمعة بسبب الرواتب والمكافآت.
وبدأ إطلاق النار حوالي الساعة السادسة صباحا (06:00 بتوقيت غرينتش) في بواكي ثاني أكبر مدن
ساحل العاج التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة. وقال أيضا سكان في مدينة كورهوجو بشمال البلاد إنهم سمعوا إطلاق نار خلال الليل في قاعدة عسكرية.
وفي العاصمة التجارية أبيدجان قال جندي وأحد السكان إن إطلاقا للنار اندلع في قاعدة للجيش، السبت، في ما يبدو أنه امتداد لتمرد الجنود الذين يطالبون بزيادة في المرتبات والمكافآت.
وقال جندي في القاعدة المعروفة باسم (أكويدو القديمة) والواقعة في منطقة سكنية بمدينة أبيدجان التي يقطنها نحو خمسة ملايين نسمة: "بدأ الآن إطلاق النار في معسكرنا أيضا".
وفي مدينة مان بغرب البلاد قال سكان إن تبادلا لإطلاق النار اندلع في وقت مبكر من صباح السبت غير أنه لم يتضح ما إذا كان إطلاق النار له صلة بتمرد الجنود.
وقال أحد السكان ويدعى ألفونسو ياو لـ"رويترز" هاتفيا من مان: "هناك إطلاق نار حاليا. حبسنا أنفسنا داخل المنزل".
وقال كونان بنوا المقيم في بواكي لـ"رويترز" عبر الهاتف: "إطلاق النار كثيف جدا الآن عند الكتيبة الثالثة. أنا بالجوار وأسمعه كما لو كان بجانبناط. وكان بالإمكان سماع صوت الطلقات عبر الهاتف".
وقال زي سويلو المقيم في كورهوجو إن إطلاق النار هناك توقف في وقت مبكر من صباح السبت.
وأضاف: "الوضع هادئ الآن لكن السكان يتوخون الحذر. لا يوجد أي مرور فعليا والمتاجر مغلقة".
وتحولت ساحل العاج -الناطقة بالفرنسية وأكبر اقتصاد في غرب أفريقيا- بعد أزمة سياسية امتدت من عام 2002 إلى عام 2011 إلى أحد الاقتصادات الواعدة في القارة.
لكن أعوام النزاع والفشل في إصلاح الجيش الذي يضم مزيجا من مقاتلين متمردين سابقين وجنود حكوميين خلفت قوة يصعب السيطرة عليها تمزقها شقاقات داخلية.
وسيطر الجنود المارقون على بواكي في وقت مبكر يوم الجمعة بعد أن اتخذوا مواقع عند نقاط الدخول الرئيسية وبدأوا مواجهات مع تعزيزات القوات التي أُرسلت إلى هناك.
ولم يتضح على الفور سبب إطلاق النار، لكن جنديا من المشاركين في الانتفاضة قال إن الجنود في بواكي شاهدوا ما اعتبروه تحركات مريبة خارج المعسكر. وأضاف: "تم إطلاق النار لإبعادهم".
وبرغم هدوء الوضع لاحقا، فقد استمر دوي الطلقات النارية على نحو متقطع.
وقال مراسل لـ"رويترز" دخل بواكي في وقت متأخر يوم الجمعة والتقى مع بعض المتمردين إنهم من الجنود متدني الرتبة لكن بينهم أيضا مقاتلون سابقين.
ويبدو أن جميعهم شاركوا في
تمرد (القوات الجديدة) الذي اعتبر بواكي عاصمة له وسيطر على النصف الشمالي من ساحل العاج منذ عام 2002 حتى توحدت البلاد مجددا بعد حرب أهلية في عام 2011.
ودعا وزير الدفاع آلان ريشار دونواهي، في بيان، في وقت متأخر يوم الجمعة إلى ضبط النفس، وقال إن الحكومة مستعدة للاستماع إلى مطالب الجنود بعد امتداد الانتفاضة لمدن أخرى، من بينها دالوا وداوكرو وأوديان.
وقال إن الانتفاضة سببها "مفهوم لكنها تشوه صورة البلاد". وأضاف أنه سيتوجه إلى بواكي يوم السبت للحديث مباشرة مع المتمردين.
وقال بيما فوفانا، عضو البرلمان الذي يمثل بواكي، إن الجنود وافقوا خلال اجتماع في وقت متأخر يوم الجمعة على العودة إلى الثكنات اعتبارا من الساعة السادسة صباح السبت. لكنّ صحفيا محليا في بواكي قال إن الوضع في الشوارع لم يتغير بعد مرور ساعات على هذا الموعد.
وأضاف الصحفي الذي طلب عدم ذكر اسمه: "ما زالوا في مواقعهم. ما زالوا عند مداخل المدينة وفي الشوارع المؤدية لوسطها".