نشر موقع "ميديكال دايلي" البريطاني تقريرا؛ تحدث فيه عن تطوير علماء بريطانيين أداة جديدة لمكافحة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسب (
الإيدز).
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن فريق جامعة "إمبريال كوليدج" في لندن، وشركة "دي إن أيه" لتكنولوجيا الرعاية الطبية، ابتكرا جهاز "يو إس بي" يكشف عن فيروس الإيدز (HIV) من خلال تحليل مستويات الحموضة في الدم.
وبيّن الموقع أن هذا الجهاز يعمل من خلال وصله بجهاز كمبيوتر، ومن ثم يرسل إشارة إلكترونية تبين النتائج على شاشة الكمبيوتر، التي تحدد حسب مستويات الحموضة في الدم ما إذا كان الشخص مصابا أو سليما.
وذكر الموقع، وفقا لما جاء في مجلة التقارير العلمية، أن الأشخاص الذين يستعملون الأدوية المضادة للفيروسات بطريقة منتظمة يوميا، هم قادرون على العيش لفترة أطول، إلا أن ذلك يتطلب منهم المراقبة الدائمة للتأكد من فعالية الدواء، ومن قدرته على الحد من ظهور الفيروسات المضادة للعلاج.
ولكن باعتماد هذا الجهاز الصغير ستصبح العملية أسهل بكثير، فمن خلال عينة دم واحدة يمكن التأكد من وج,د الفيروس في الجسم أو عدمه.
ويفيد هذا الجهاز بشكل خاص في المناطق التي تتفشى فيها هذه
الأمراض بكثرة، وتفتقر إلى الوسائل الطبية الضرورية، مثل إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.
وأشار الموقع إلى أن هنالك الكثير من التحديات المطروحة، وتتمثل في تخوف البعض من نجاعة الوسائل التكنولوجية الحديثة، وعدم قدرتها على توفير رعاية صحية ذات جودة عالية لمصابي مرض الإيدز، نظرا إلى أن تحسين التشخيص يمثل الجزء الرئيسي من أولويات الاستراتيجيات العالمية لمكافحة العدوى بهذا المرض.
وذكر الموقع أن القيام بمثل هذه الاختبارات يتطلب
تكنولوجيا حديثة ومرتفعة التكلفة، نظرا لضرورة توفر مختبر مجهز بكل الأدوات للقيام بمثل هذه الاختبارات للتمكن من الكشف الدقيق عن هذا الفيروس.
وأورد الموقع أنه وفقا لدراسة علمية، فقد تبيّن أن الجهاز الجديد يتميز بالعديد من المزايا؛ ومن ذلك أنه ليس هناك ما يحتاج لثلاجات لحفظه، أو مصدر منفصل للكهرباء. كما أنه سهل الاستخدام ولا يكلف كثيرا، ويكشف عن نتيجة الاختبار في أقل من 30 دقيقة، في حين أن الاختبارات العادية تستغرق ثلاثة أيام أو أكثر.
وذكر الموقع أنه حسب منظمة
الصحة العالمية، فقد بلغ عدد المصابين بهذا المرض 35 مليون شخص. وهذا يعني أن ما يقارب واحدا في المئة من جملة البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 سنة، هم مصابون بهذا الفيروس المعدي.
وتسجل أسوأ الحالات في إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، إذ بلغت نسبة الأشخاص المصابين في هذه المنطقة بحوالي 70 في المئة من مجموع المصابين في جميع أنحاء العالم.
وأفاد التقرير أنه رغم انخفاض معدل المصابين بالإيدز، ورغم وجود مراكز للعناية والحد من هذا المرض والوقاية منه، فإن هناك أكثر من 1.2 مليون مصاب بهذا المرض خاصة في صفوف المثليين، ومتعاطي المخدرات، فبسبب الحقن الدائم يصبح المتعاطون عرضة للعدوى. كما أنه من أسباب انتشار هذا الفيروس الفتاك تعدد العلاقات الجنسية.
وأشار الموقع إلى أن هذا المرض يصعب علاجه، ولكن يمكن التحكم فيه، وذلك من خلال الكشف عنه في وقت مبكر، والقيام بالفحوصات اللازمة لمنع عملية انتشاره.
كما أكد الموقع، وفقا لبيان أصدرته "إمبريال كوليدج" في لندن، أن وجود مثل هذا الجهاز الجديد في المنزل يمكّن من مراقبة مستويات السكر في الدم، ويمكّن أيضا في المستقبل من الكشف عن الأمراض المزمنة الأخرى مثل التهاب الكبد الوبائي، وهو ما يسعى الباحثون إلى التوصل إليه في مختبراتهم.