يشن الإعلام المؤيد للانقلاب في
مصر؛ حملة تحريض ضد من قد يشارك في تظاهرات "
ثورة الغلابة" يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ووصل الأمر إلى حد مطالبة أنصار النظام بقتل المتظاهرين باعتبارهم خونة وعملاء.
كما تزايدت الدعوات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتكوين مليشيات شعبية من مؤيدي الانقلاب، بحجة الدفاع عن الدولة ضد دعوات الفوضى والتخريب في ذلك اليوم.
ولم تعلن أي جهة سياسية معروفة وقوفها وراء الدعوة للتظاهر يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، في ظل فشل نظام
السيسي في حل مشكلات البلاد، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين وعدة حركات سياسية أعلنت تأييدها لها.
الشعب سيأكلهم بأسنانه
وفي هذا الإطار، قال الإعلامي وعضو مجلس النواب، مصطفى بكري، عبر برنامجه "حقائق وأسرار" على قناة صدى البلد"، يوم السبت الماضي، إن المواطنين، وخاصة سكان المناطق الشعبية، سيتصدون لأي
مظاهرات تخرج يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، وسيأكلون المتظاهرين بأسنانهم ويقطعونهم إربا، كما قال.
وقال بكري إن الشعب لن ينتظر تدخل الشرطة أو الجيش لمنع المظاهرات، بل سيتصدى بنفسه لدعاة الفوضى والتخريب من الخونة والمأجورين ويقضي على مخططهم، على حد وصفه.
أما الإعلامية أماني الخياط فأعلنت عن حملة لتدشين ما أسمته "الجيش الاجتماعي للدفاع عن الدولة".
وقالت الخياط، في برنامجها "مباشر من العاصمة" على قناة "أون تي في" مساء الخميس الماضي، إن هذا الجيش سيكون بمنزلة الظهير الشعبي لدولة 3 تموز/ يوليو (الانقلاب)، وسيتولى الدفاع عن الدولة في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضحت أن هذا "الجيش" سيكون مكلفا بنشر الوعي بين الجماهير والحفاظ على تأييدهم لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وقالت إن اللحظة التاريخية التي تعيشها مصر تستدعي تدخل الجيش الاجتماعي لكي يتصدر المشهد حفاظا على مصر.
يوم لم الجثث
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كانت دعوات التحريض على المتظاهرين والتهديد بقتلهم أكثر وضوحا، خاصة على الصفحات المؤيدة للشرطة والجيش، حيث قالت صفحة "الشرطة المصرية"، وهي صفحة غير رسمية، إن متظاهري 11 تشرين الثاني/ نوفمبر هم خونة يستحقون القتل.
وأكدت الصفحة، التي يتجاوز عدد متابعيها المليون شخص غالبيتهم العظمى من مؤيدي الانقلاب، أن رجال الشرطة سيتصدون للمتظاهرين بكل قوة، مشددة على أن ضباط وأفراد الشرطة لن يطيعوا أي أوامر تصدر لهم بضبط النفس أو القبض على المتظاهرين لتقديمهم للمحاكمة لاحقا، وإنما سيتم إطلاق النار عليهم بداعي الدفاع عن النفس وعن الممتلكات العامة والخاصة.
وأضافت الصفحة قائلة: "اللي يرفع في وشك سلاح ميروحش لامه، ولا تقولي نيابة ولا قضاء، دمنا مش رخيص، أقسم بالله اللي هيفكر يتعرض لمواطن أو ضابط شرطة أو جيش هنفلقه نصين حتى لو صدرت تعليمات خايبة زي بتاعة زمان بضبطه، إوعى تكون فاكر أن ضعف متخذي القرار أو بطؤهم هيكون في مصلحتك يا خروف منك ليه، وليس لكم أي نوع من الحقوق أو الأمان يا أعداء الوطن والشعب والتاريخ، بل أنتم أعداء الله".
إلى ذلك، نشرت صفحة "ضباط من قلب الجحيم"، التي تعرف نفسها بأنها تدعم الجيش والشرطة، منشورا بعنوان "شروط النزول في
11/11"، جاء فيه تهديد صريح بقتل كل من يشارك في التظاهرات، حيث قالت متوجهة للمتظاهرين: "ترتدي سلسلة فيها اسمك وعنوانك ورقم بطاقتك عشان أمك تتعرف عليك في لم الجثث".
وفي منشور آخر لها بعنوان "إحنا جاهزين بس أنت تنزل يا خروف"، قالت الصفحة: "انزل يا واد منك له يوم 11/11، مش قبضوك وأخدت قرشين علشان تخرب في بلدك؟ يلا انزل بس أمانة ما تدوخ أمك عليك آخر النهار خليها تلاقي جثتك بسرعة".
تمهيد للقتل
وفيما يشبه التمهيد لتقبل الرأي العام لأي تعامل عنيف مع المتظاهرين يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، عبر تشويه صورتهم، نشرت صحف ومواقع إخبارية مؤيدة للانقلاب ما قالت إنه خطة كشفتها الداخلية لنشر الفوضى والعنف في ذلك اليوم.
وقالت صحيفة "البوابة" المقربة من الأجهزة الأمنية، إن هناك مخططا لتكرار سيناريو يوم "جمعة الغضب" في 28 كانون الثاني/ يناير 2011، حيث سيتم اقتحام السجون والأقسام ونهب المحال التجارية والهجوم على الوزارات والسفارات الأجنبية، وفق قولها.
وكانت مصادر في وزارة الداخلية قد أكدت أن تعليمات عليا صدرت للأجهزة الأمنية بمواجهة أي تظاهرات أو تجمعات في يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر بشكل حاسم، ومهما كلف الأمر.
وأعلنت الداخلية في بيان لها الأسبوع الماضي أنها لن تسمح بخروج أي مظاهرات ضد النظام، وأنها ستقوم بتأمين المنشآت الحيوية بالأسلحة الثقيلة، وستنشر قواتها في أنحاء الجمهورية في حالة استنفار أمني شامل.
وأكد مصدر أمني، في تصريحات سابقة لـ"عربي21"، تكثيف الوجود الأمني أمام المنشآت الحكومية والسفارات الأجنبية والقصور الرئاسية، وأمام المساجد التي يتوقع أن تخرج منها تظاهرات عقب صلاة الجمعة، وأنه سيتم فض أية تجمعات سريعا في بدايتها قبل أن تتحول إلى مسيرات كبيرة يصعب التصدي لها، خوفا من خروج الأمور عن السيطرة.