حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان صباح اليوم الأحد، في بيان وصلت نسخة منه إلى "
عربي21"، من أزمة إنسانية قد تقع في مدينة
الموصل شمال
العراق، في ظل استمرار العملية العسكرية التي كانت قد انطلقت فجر الاثنين الماضي، بهدف استعادة المدينة التي يسيطر عليها ما عرف باسم "
تنظيم الدولة الإسلامية".
وقال البيان إن العشرات قتلوا حتى الآن، فيما بدأت عمليات نزوح جماعي للمدنيين من بعض أحياء المدينة، واستُخدم بعضهم دروعا بشرية.
وأوضح المرصد أن عناصر ما يعرف باسم "تنظيم الدولة الإسلامية"، زادوا من وتيرة انتهاكاتهم بحق المدنيين مع بدء العملية العسكرية "لاستعادة الموصل" قبل قرابة أسبوع، حيث تفيد التقارير الواردة من الموصل، بأن عناصر التنظيم منعوا من حاول الفرار إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش العراقي، وقاموا بتنفيذ عمليات إعدام في هذا الصدد بحق عدد من الأشخاص بتهمة الخيانة، ومحاولة التمرد على التنظيم.
ونوّه المرصد الأورومتوسطي إلى أن المدنيين في مدينة الموصل، والذين تصل أعدادهم إلى حوالي مليون ونصف المليون شخص، بينهم 600 ألف طفل على الأقل، يعانون من ظروف إنسانية قاسية بسبب الحصار المفروض على المدينة، ومن ذلك النقص الحاد في المواد الغذائية والمياه وعدم كفاية ما يصل من مساعدات، فضلاً عن نقص المواد الطبية واحتكار المستشفيات لعلاج ضحايا تنظيم الدولة والموالين له.
وفي ضوء ذلك، حذر المرصد من أزمة نزوح جديدة لأكثر من مليون شخص، يمثلون ثلثي سكان الموصل، يمكن أن يعانوا من ظروف معيشية صعبة، وذلك نظرا للعجز عن تأمين المساعدات الكافية لهم، ما قد يؤدي بهم إلى النزوح إلى أماكن أكثر أمنا.
وأشار المرصد الأورومتوسطي في هذا السياق إلى نزوح فعلي لـ650 عائلة من "الموصل" ومقاطعة "الحمدانية" إلى مخيم "الهود"، إضافة إلى نزوح 40 عائلة آخرى من قضاء "مخمور" شرق الموصل، فضلا عن وصول ما يزيد على 900 شخص إلى مخيم "الهول" شمال سوريا و700 آخرين إلى الحدود العراقية التركية.
ودعا المرصد في ختام بيانه، الحكومة العراقية وقوات التحالف المشاركة في العملية العسكرية، إلى احترام حقوق المدنيين وضرورة حمايتهم وتوفير الغذاء والدواء لهم.