التزمت السلطات الرسمية في
مصر الصمت إزاء تقارير صحفية تناقلتها وسائل إعلام خاصة داعمة للنظام، عن اكتشاف مخطط لاغتيال الرئيس عبد الفتاح
السيسي بالقمة العربية التي عقدت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، دفعته للاعتذار عن عدم الحضور.
ورغم مرور أكثر من 24 ساعة على تداول تلك التقارير الصحفية، لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات عليها بالتأكيد أو النفي.
وتناقلت صحف ومواقع إلكترونية خاصة، أغلبها داعمة للنظام، تقارير تفيد بأن السيسي قرر عدم السفر إلى نواكشوط لحضور القمة العربية بسبب "وجود مخطط لاغتياله" أثناء المشاركة وهو الأمر الذي كشفته أجهزة الأمن المصرية قبل السفر.
ومن بين الصحف التي تناولت الواقعة "اليوم السابع"، المصري اليوم" (خاصتان)، "الوفد" (حزبية)، وتناولتها كذلك فضائيات خاصة، فيما لم تشر الصحف شبه الرسمية المملوكة للدولة، إليها من قريب أو بعيد.
وترأس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء المصري، وفد بلاده نائبًا عن السيسي، خلال القمة العربية الـ27 التي اختتمت الإثنين.
ولم تعلن الرئاسة المصرية أي أسباب لغياب السيسي عن القمة.
وقال الرئيس المصري، الأربعاء الماضي، إنه تلقى تحذيراً قبل حضوره تدريباً عسكرياً بالذخيرة الحية في اليوم نفسه، غير أنه أكد لمن أبلغه بذلك أنه يثق في الجيش المصري.
وفي كلمة لدقائق غلبتها اللغة العامية المصرية، تحدث السيسي حينها، عن تحذير تلقاه من جهة -لم يحددها- من تبعات حضوره لتدريب عسكري بالذخيرة الحية قائلاً: "إمبارح (أمس) بيبلغوني (أبلغوني وتحمل لغة التحذير) إن في (هناك) تدريب حي وفي ذحيرة حية... بيبلغوني بس (لكن) قلت في إيه خير (لا داعي للقلق) مافيش (ليس هناك) مشكلة لأن مافيش مشكلة ..كان دائما هذا الجيش عند مستوى الثقة فيه".
ولم يحدد السيسي خلفيات هذا التحذير وسواء كان مرتبطا باحتمالية استهدافه من عدمه، غير أنه كان أثناء ترشحه للرئاسة في أيار/مايو 2014 كان ذكر في تصريحات متلفزة أنه تعرض لمحاولتي اغتيال دون تفاصيل عنهما.
ووقتها قال السيسي في بداية رده على سؤال وجهته له المحاورة في مقابلة إعلامية وقتها بشأن ما إذا كان قد تعرض لمحاولات اغتيال، إنه تم اكتشاف محاولتين، وأضاف: "لا ترهبني محاولات الاغتيال لأني أؤمن أن الأعمار بيد الله".
وشهد تاريخ رؤساء مصر اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات (1970- 1981) يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1981، وذلك أثناء حضوره عرضا عسكريا كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر التي انتصرت فيها مصر على إسرائيل في عام 1973.
وكذلك تعرض الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إلى محاولة اغتيال في حزيران/يونيو عام 1995 في أديس أبابا وهو في طريقه من المطار لمكان إقامته لحضور القمه الأفريقية آنذاك.
ومنذ 36 شهرا (أي ثلاث سنوات) أطاح الجيش المصري، بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا في 3 تموز/يوليو 2013، عقب مظاهرات مناصرة ومناوئة لها، فيما يعتبرونه أنصاره "انقلابا" ومعارضوه "ثورة شعبية".