سياسة عربية

3 سيناريوهات يضعها محللون لمصير الحرب في سوريا

ترجيح استمرار اللا حلّ وبقاء الصراع بين الجمود والمراوحة - عربي21
طرح محللون وخبراء عدة سيناريوهات حول نهاية الأزمة السورية على مائدة صالون سياسي عقده مركز دراسات الشرق الأوسط في العاصمة عمان مساء الثلاثاء.
 
3 سناريوهات محتملة

رئيس تحرير صحيفة السبيل اليومية، عاطف الجولاني، قدم ورقة نقاشية تحدث فيها عن أشكال الحل السياسي المتوقعة وشروط تحقق هذه السناريوهات.
 
وبدأ الجولاني بطرح السناريو الأول، المتمثل بـ"الحل السياسي وتحقيق الشراكة السياسية والمجتمعية"، ويتضمن وقفا كاملا للأعمال القتالية، وتشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تشارك فيها مختلف الأطراف السياسية والمجتمعية الفاعلة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف دولي، مع إعادة بناء الجيش السوري، وإصلاح مؤسسات الدولة دون إقصاء".
 
وأكد الجولاني أن تحقق هذا السيناريو مربوط بـ"تنحي بشار الأسد، أو تنازل تلك الأطراف عن هذا المطلب؛ لتجاوز المعوق الأساس أمام نجاح المفاوضات، وتمكن الجيش السوري الموحّد من تحقيق انتصارات ميدانية في مواجهة المجموعات الإرهابية، بالإضافة لقبول الشعب السوري بتشكيلة الحكومة الانتقالية".
 
إلا أن هذا السناريو يصطدم -حسب الجولاني- بمعوقات؛ منها " تمسك حلفاء بشار الأسد (إيران، حزب الله، روسيا) ببقائه في المرحلة الانتقالية من جهة، وتمسك المعارضة السورية والقوى الإقليمية الداعمة لها بضرورة رحيله لإنجاز الحل السياسي".
 
أما السناريو الثاني الذي طرحه الجولاني، فيتمثل في "التقسيم" والتخلي عن فكرة وحدة الدولة وسيادة الحكومة المركزية على جميع أجزاء الدولة السورية"، محذرا من أن هذا سيؤدي إلى "تقسيم الدولة إلى كيانات ضعيفة متصارعة، وإنهاء وحدة الدولة، وتعزيز الانقسام المجتمعي على أسس دينية وطائفية وعرقية، وإلغاء أسس العيش المشترك، وتعزيز وجود الجماعات المتطرفة".
 
وحسب الجولاني، ورغم معارضة أطراف محلية وإقليمية لسيناريو التقسيم، فإن فرصه تتزايد كحل واقعي، في ظل فشل الحسم العسكري والحل السياسي في إنهاء الصراع، وفي ضوء تزايد فرص دعمه دوليا، مستشهدا بموقف روسيا التي لم تبد معارضة قوية للتقسيم، وموقف الولايات المتحدة التي اختارت مؤخرا التحالف مع الفصائل الكردية في مواجهة تنظيم الدولة.
 
ورجح السيناريو الثالث المتمثل بـ"اللا حلّ واستمرار الصراع الجمود والمراوحة"؛ حيث يعني غياب الحسم العسكري لأحد الأطراف، ما يترتب عليه استمرار الصراع، والاقتتال الداخلي، وتدمير لمقدرات الدولة، ومن معاناة، وسفك للدماء، وتشريد لملايين السوريين، بالإضافة إلى إعطاء مبرر لاستمرار نفوذ المجموعات المتشددة، وتوفير حاضنة شعبية داعمة لها".
 
ويتفق القيادي في الحركة الإسلامية، حمزة منصور، مع الجولاني في سناريو بقاء الوضع القائم كما هو عليه؛ بسبب "تعادل ميزان القوى نسبيا على الأرض".

بدوره لا يرى نائب أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، علي أبو السكر، وجود "حل سياسي في ظل رأس النظام بشار الأسد في الحكم"، قائلا إن "الجرح السوري، وما حلّ بالشعب، أعمق بكثير من أن يحل سياسيا".
 
أما نقيب المحامين الأردنيين الأسبق، صالح العرموطي، فيستبعد سيناريو الحل السياسي أو سيناريو الحسم العسكري، ويرى أن "القوى الاستعمارية من مصلحتها استمرار الوضع الراهن، وسفك المزيد من دماء السوريين، والقضاء على مقومات الدولة السورية، والعبث بالأمة العربية والإسلامية".
 
سيناريو المصالحة الوطنية والدولية

المدير العام لمركز دراسات الشرق الأوسط، جواد الحمد، يقول إن "المعركة في سوريا يديرها أكثر من 30 دولة خارجية"، مؤكدا في الوقت ذاته أن الحروب الأهلية في العالم لا بد أن تصل إلى مرحلة النهاية في وقت ما، متوقعا أن تستمر الحرب في سوريا بحدها الأقصى إلى عشر سنوات، وأن تنتهي بحل سياسي من خلال مصالحة وطنية وإقليمية".
 
ويرى المشاركون أن فشل جولات المفاوضات المتكررة، وآخرها في فيينا، في تحقيق تفاهمات مهمة بين الأطراف المتصارعة، لا توفر إشارات قوية إلى احتمالات نجاح سيناريو الحل السياسي في مدى قريب.
 
"سيناريو خلاق"

أستاذ العلاقات الدولية، د.أحمد نوفل، دعا في الصالون السياسي للبحث عن ما أسماه "سناريو خلاق" من الواقع الذي تعيشه سوريا كواقع سياسي، متسائلا: "أين حزب البعث الاشتراكي في الحياة السياسية؟ وهل من الممكن أن يضحي الحزب ببشار الأسد مقابل الحفاظ على التراب السوري موحدا؟"، يقول نوفل إن "سناريو البحث عن خليفة لبشار الأسد مع بقاء النظام ليس بحل".
 
يرجح المحللون والأكاديميون المشاركون في الصالون السياسي أن الوضع في سوريا يمضي نحو سناريو استمرار الوضع كما هو عليه من اقتتال داخلي، واستمرار سفك دماء السوريين، حيث حصدت الحرب حتى الآن أرواح ربع مليون سوري، وشردت ما يقارب 10 ملايين.