اتهم
تيار المستقبل اللبناني، برئاسة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري،
حزب الله؛ بالعمل على تخريب العلاقات اللبنانية العربية خصوصا مع
السعودية، لصالح
إيران.
واعتبر التيار على لسان النائب في كتلته النيابية، جمال جراح، في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، أن "حزب الله يعمل وفريقه على تخريب العلاقات اللبنانية العربية منذ فترة، وهو يأمل بأن تنقطع تماما بما يتوافق مع مصالحه الداخلية والإقليمية، وهو يناصب السعودية العداء ويكيل صوبها الاتهامات، على خلفية مواقف المملكة من سياساته ودوره في لبنان والمنطقة"، وفق تعبيره.
جاء ذلك بعد الهجوم العنيف الذي شنه نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، على السعودية، حيث اتهمها "بإرسال عشرات الضباط السعوديين للتدرب على يد ضباط إسرائيليين"، وقال إن "أسماءهم وأرقام ملفاتهم نشرت عبر وسائل الإعلام"، على حد قوله.
ووفق ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام، الأحد، عن قاسم، فقد اتهم السعودية باستكمال "حلقات المشروع الإسرائيلي باللقاءات العلنية والسرية التي حصلت بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين في السنوات الماضية"، بحسب تعبيره. وأضاف: "توصيف حزب الله بالإرهاب هو توصيف إسرائيلي، ومن يتبنى هذا التوصيف يعلن صهيونية مشروعه"، كما قال.
وفي رد على مواقف قيادات حزب الله الأخيرة، اعتبر جراح، خلال حديثه لـ"
عربي21"، أن "كل ما يصدر عن حزب الله، يهدف إلى ضرب العلاقات اللبنانية العربية، على اعتبار أن مضمون الهجوم لا يحتوي على معطيات حقيقية، وإنما يرمي بالاتهامات جزافا، وبأسلوب استفزازي".
وأوضح أن من الأهداف المباشرة لحزب الله من هذا الهجوم على الدول العربية، بما فيها السعودية، هو "استبدال العلاقات اللبنانية العربية؛ بالعلاقة مع إيران دون سواها"، محذرا من أن "كل المؤشرات تثبت مضي قادة حزب الله في هذا النهج، وهو ما بات معلوما وواضحا لدى كل اللبنانيين، بما يحمله من أهداف لا تخدم سوى المصلحة الإيرانية".
وعن مدى تأثر العلاقة اللبنانية السعودية في ظل تصعيد الهجوم من قبل حزب الله على المملكة، قال جراح: "من يقف وراء الهجوم على السعودية بات معروفا ومحددا بدقة، ولطالما كان يكيل الاتهامات على من يعارضه في الموقف والرأي".
ورأى أن "الافتراءات ستستمر في المرحلة المقبلة ضد السعودية، طالما كانت الغاية موجودة لدى حزب الله ومن ورائه الاستمرار في محاولة الالتفاف على الغضب العربي تجاه المواقف والقرارات التي يتخذها حزب الله، ومن بينها إقحام نفسه في شؤون الآخرين، في سوريا ودول عربية".
واستغرب الجراح أن تتلقى السعودية هذا الهجوم من طرف لبناني، "في الوقت الذي وقفت فيه على مدار التاريخ مع الشعب اللبناني، في أحلك الظروف، وأسهمت بشكل مباشر في إنهاء الأزمة اللبنانية عبر استضافتها لقمة الطائف التي أسفرت عن إنهاء الحرب اللبنانية".
وأنهى اتفاق الطائف الذي شمل الأطراف المتنازعة في لبنان؛ الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما، وذلك بوساطة سعودية في 30 أيلول/ سبتمبر 1989.
وحول أسباب تركيز حزب الله في هجومه على الدول العربية والسعودية على تهمة العمالة مع إسرائيل، قال: "ارتفعت وتيرة هذا الهجوم بدرجة كبيرة بعد انطلاق عاصفة الحزم، وبعد قرار المملكة العربية السعودية التصدي للمشروع الإيراني على امتداد الخارطة العربية، من البحرين إلى العراق وصولا لسوريا ولبنان".
وأردف: "طبيعة هذه الاتهامات وسياقها تعكس طبيعة الانزعاج الإيراني من مواقف المملكة السعودية تجاه قضايا الأمة العربية، ولأنها تقف سدا أمام أطماعها في المنطقة العربية، ولكونها استطاعت فضح المخططات الإيرانية التي تهدف لفرض النفوذ، وربما لأمور أبعد من ذلك بكثير"، وفق تعبيره.
واعتبر جراح أن "التدخل العسكري السعودي كان له وقعه وتأثيره لوقف الأطماع الإيرانية، كما أنه فاجأ طهران وأتباعها وكان صادما، فلم يكونوا يتوقعون أن تقدم السعودية على مثل هكذا خطوة، ما شكل لهم عنصر أمان لمواصلة زحفهم، وبعد أن صعقوا بفشل توقعاتهم، انتقلوا إلى مرحلة الاتهامات وكيل الشتائم وهي لن تجدي نفعا لا في الرأي العام اللبناني أو العربي"، كما قال.