كتب محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "الغارديان" إيان بلاك، معلقا على زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى
مصر، التي احتفى بها نظام الرئيس عبد الفتاح
السيسي.
ويقول الكاتب إن السيسي تعرض لانتقادات لاذعة؛ بسبب تنازله عن جزيرتي
صنافير وتيران، اللتين تقعان تحت السيادة المصرية منذ عام 1950، مشيرا إلى أن السيسي انتقد في الداخل والخارج؛ لموافقته على نقل سيادة الجزيرتين في البحر الأحمر إلى
السعودية، بعد أن أدارتهما الحكومة المصرية لأكثر من 60 عاما.
ويشير التقرير إلى أن نقل سيادة الجزيرتين يعبد لإنشاء جسر يربط السعودية بمنتجع شرم الشيخ، الواقع على طرف شبه جزيرة سيناء، بحسب ما أعلن في نهاية الأسبوع، وأثناء زيارة العاهل السعودي.
وتذكر الصحيفة أن الاتفاق، الذي قالت الحكومة المصرية إنها تفاوضت حوله مع السعودية خلال الست سنوات الماضية، أثار مباشرة جدلا في مصر، التي تعيش استقطابا سياسيا، وجدلا آخر في المنطقة بشكل عام، التي تعيش نزاعا وتنافسا مرا.
ويورد بلاك أن صحيفة "الأهرام" المصرية وصفت الاتفاق بانه أدى إلى موجة كبيرة من الجدل والتشويش، حيث قامت السلطات بسجن خمسة أشخاص حاولوا التظاهر على القرار، قبل الإفراج عنهم يوم الاثنين، لافتا إلى أنه سيتم عرض الاتفاق على البرلمان المصري للتصويت عليه، لكن النقاد طالبوا بإجراء استفتاء عام في الجزيرتين، بدلا من التصويت البرلماني.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي اتهموا السيسي ببيع الجزيرتين للسعودية، وأصبح هاشتاغ "#
تيران- صنافير" الأكثر تداولا بين مستخدمي "تويتر"، حيث تم تبادل أكثر من 28 ألف تغريدة حول القرار.
وتبين الصحيفة أن الجزيرتين، اللتين كانتا تقعان على طرف الحدود التي تفصل الدولة العثمانية عن مصر الواقعة تحت الحكم البريطاني، مهمتان؛ نظرا لوقوعهما على طريق السفن المارة إلى كل من ميناء العقبة الأردني وإيلات الإسرائيلي، مشيرة إلى أن قرار مصر غلق مضيق تيران عام 1967 كان سببا في الحرب التي سيطرت فيها إسرائيل على سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان.
ويفيد الكاتب بأن أجيالا من المصريين تعلمت عن الجزيرتين الخاليتين بأنهما أرض مصرية، وغنيتان في مجال الثروة السمكية، وفيهما مناطق جيدة للغوص، مشيرا إلى أن هذا الأمر دعا خبراء القانون إلى مساءلة قانونية الاتفاق، إلا أن السلطات في القاهرة أكدت أن الجزيرتين هما أرض سعودية رغم وقوعهما تحت الحكم المصري.
وينوه التقرير إلى السخرية التي اندلعت بين المصريين حول قرار السيسي على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى نقد غاضب لإطاحته بالرئيس السابق محمد مرسي، وكتب معلق على صفحته في "فيسبوك" قائلا: "عندما يبيع السيسي الجزيرتين فهما أرض سعودية، ولو باعهما مرسي لكانتا أرضا مصرية"، ونشر بعض مستخدمي "تويتر" صورا لجمال عبد الناصر وهو يحذر من أي خرق للمياه الإقليمية في تيران، فيما نشر رسم كرتوني يظهر السيسي وهو يبيع الجزيرتين مقابل كيس أرز.
وتشير الصحيفة إلى أن المعلق الساخر باسم يوسف كتب: "قرب قرب يا باشا، الجزيرة بمليار، الهرم باتنين، وعليهم تمثالين هدية". فيما طالب المرشح الرئاسي السابق حمدين الصباحي بإلغاء الاتفاق، ووصفت جماعة الإخوان المسلمين قرار تسليم الجزيرتين بأنه "من أجل حفنة دولارات"، أو دعم لسياسات الحكومة المصرية القائمة على القتل والاعتقال والانتهاكات والتغييب القسري والقتل دون محاكمات، وصورت الصحافة الإيرانية المعادية للسعودية الاتفاق بانه بيع للجزيرتين.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير أكد "سعودية" الجزيرتين، اللتين لم تحتلهما مصر، بل دخلتهما بناء على طلب من المملكة، وقال إن الوثائق التاريخية والسجلات تظهر عدم وجود نزاع حول ملكية السعودية لهما، "إلا أن البعض يحب الاصطياد في الماء العكر"، حيث دخلت مصر الجزيرتين لحمايتهما من إسرائيل، واحتلتهما الأخيرة حتى عام 1982، وسلمتا للمصريين بموجب اتفاقية كامب ديفيد.