نقلت صحيفة "
التايمز" البريطانية، في تقرير لها، الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها السكان
العراقيون الذين تحاصرهم القوات الحكومية العراقية في مدينة
الفلوجة التي يسيطر عليها
تنظيم الدولة، مشيرة إلى أنهم مهددون بالمجاعة.
ونقلت الصحيفة عن تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، قال فيه جو ستورك، نائب مدير المنظمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن "سكان الفلوجة المحاصرين من قبل القوات الحكومية، والعالقين في قبضة داعش، يعانون من المجاعة".
وأشارت "التايمز" إلى صعوبة التواصل بسبب انقطاع شبكات الهاتف، بالإضافة إلى "معاقبة" تنظيم الدولة للسكان الذين يتواصلون مع خارج المدينة.
وسيطر التنظيم على مدينة الفلوجة، ذات الـ300 ألف نسمة، منذ كانون الثاني/ يناير 2014، وقطعت مجموعة من القوات العراقية وقوات مكافحة الإرهاب والمليشيات الشيعية طرق تهريب إلى المدينة الشهر الماضي، فارضة الحصار.
ويذكر حصار الفلوجة بمعاناة حصار مئات آلاف السوريين في أكثر من مدينة، وأغلبهم على يد قوات النظام، وبشكل أقل على يد فصائل المعارضة وتنظيم الدولة، وهو ما ينتهك اتفاقيات جنيف، التي تنص على حظر استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، بحسب "التايمز".
قتل الهاربين
ونقلت تقارير صحفية وحقوقية عن مقتل عدد من الأشخاص الذين حاولوا مغادرة الفلوجة، إذ نقلت "التايمز" عن محام عراقي قوله إن تنظيم الدولة قتل رجلا حاول مغادرة المدينة في 22 آذار/ مارس، قائلا إنه "سار نحو نقطة لتنظيم الدولة وأخبرهم بأنه يريد المغادرة لأنه لم يستطع التحمل، فأخذوه وقتلوه".
وقالت ثلاثة مصادر إن هناك عائلة قتلت في شباط/ فبراير الماضي وهي تحاول الخروج، ما سبب انتفاضة قصيرة داخل المدينة بين مسلحي التنظيم وأهل القتيل، قيل حينها إن تنظيم الدولة قتل 100 رجل مرتبطين بالقضية.
وادعت
المليشيات الشيعية أنه حتى نهاية الشهر الماضي، قتل 35 شخصا كانوا يحاولون الهرب.
وقالت ليزي غراند، من الأمم المتحدة، في شباط/ فبراير، إن "الناس يحاولون الخروج لكنهم ممنوعون من ذلك".
آلاف القتلى
وقالت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة إن "1523 شخصا قتلوا في قصف للمدينة من القوات الحكومية والضربات الغربية".
وقال مصدر طبي لـ"هيومن رايتس ووتش" إن 5769 مقاتلا ومدنيا جرحوا منذ سيطرة تنظيم الدولة، وقتل 3455 شخصا، ربعهم أطفال.
وأظهر مقطع مصور، قيل إنه داخل الفلوجة، وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي، جثثا لامرأة وطفلين طافية في بحيرة، قيل إنهم انتحروا لأنهم لم يجدوا طعاما، وهو ما أكده مصدر آخر داخل المدينة لـ"التايمز".
تجويع متعمد
وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن بعض المصادر العراقية اعترفت بشكل خاص بأن المليشيات الشيعية كانت تتعمد تجويع المدنيين.
وتسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر للوصول إلى الفلوجة، بحسب ناطق رسمي باسمها، مشيرا إلى استحالة وصول المساعدات الإنسانية ما لم يقدم مسلحو تنظيم الدولة ضمانات بعدم استهداف القوافل الغذائية.
وقال رالف الحاج، الناطق الرسمي باسم المنظمة، إنه "حتى اللحظة، ليس هناك إذن من الحكومة العراقية، وحتى لو كان هناك فلن نستطيع الدخول لأننا لا نملك علاقات مع التنظيم في الفلوجة"، مضيفا أن "التنظيم سمح في وقت سابق للمنظمات الإنسانية بدخول بلدات الباب ومنبج وحثهم على توفير ضمانات إنسانية مماثلة".
وسعى شيخ عشائري داخل الفلوجة للتواصل مع السلطات العراقية، عن طريق "هيومن رايتس ووتش" الجمعة، لبدء المفاوضات حول التواصل الإنساني، بحسب ناطق رسمي باسم المنظمة، أشار إلى أن الشيخ كان يسعى لتأمين إذن مسلحي تنظيم الدولة الذين يسيطرون على المدينة.