قال الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم (
الفيفا)، جياني إنفانتينو، إن رياح التغيير هبت على المؤسسة التي ابتليت بفضائح الفساد في الآونة الأخيرة عقب إعلانه، الجمعة، عن عقد رعاية جديد مع مجموعة
واندا الصينية.
وابتلي الفيفا بسلسلة من الفضائح وجاء الاتفاق - الذي سيمتد حتى 2030 ويشمل النسخ الأربع المقبلة من كأس العالم - عقب يوم واحد من إعلان الاتحاد الدولي الذي يتخذ من سويسرا مقرا له، الخميس، أن خسائره بلغت 122 مليون دولار في عام 2015، وهو أول
عجز في ميزانية المؤسسة منذ 2002.
وقد يساعد هذا الاتفاق إنفانتينو - الذي انتخب الشهر الماضي ليحل بديلا لسيب بلاتر الموقوف - على الوفاء بوعوده الطموحة التي صدرت خلال حملته الانتخابية بالوصول لتمويل أكبر للاتحادات الأعضاء في الفيفا وعددها 209 اتحادات.
ودخل الفيفا في حالة من الفوضى العام الماضي بسبب تحقيقات جنائية، متعلقة بالرياضة تجري في سويسرا والولايات المتحدة التي أصدرت لوائح اتهام شملت مسؤولين كرويين سابقين.
وأوقفت لجنة القيم بالفيفا بلاتر لست سنوات بعد أن طالته تبعات الفضيحة.
وقال إنفانتينو عقب رئاسته لأول اجتماع للجنة التنفيذية منذ توليه المهمة: "لا يمكن أن أغير الماضي، لكن يمكنني التأثير على المستقبل وأضمن أننا سنواجه التحديات كافة".
واشترت مجموعة واندا - وهي أكبر شركة صينية في مجال العقارات التجارية - 20 في المئة من أسهم نادي أتليتيكو مدريد العام الماضي، ويتولى فيليبي بلاتر ابن شقيق بلاتر الرئيس السابق للفيفا منصب الرئيس التنفيذي لشركة واندا سبورتس هولدينج التابعة للمجموعة.
وقال إنفانتينو: "أنا مدرك تماما الأوضاع المحتملة التي يمكن أن تصبح قائمة عندما يوجد لك شركاء يمتلكون شركات تابعة، تمتلك هي الأخرى علاقات تجارية".
وأضاف "في ظل هذه الظروف، فإن الأكثر أهمية هو القيام بما ينبغي عمله، وضمان أن
العقود التي توقعها مدققة حقا. يجب أن نضمن أن تلك العقود متماشية مع أعلى المعايير".
ويوم الثلاثاء الماضي طلب الفيفا من السلطات الأمريكية عشرات الملايين من الدولارات في شكل تعويضات من مسؤولين سابقين بالمؤسسة، بعد ما وردت أسماؤهم في لوائح اتهام. وهي خطوة قال إنفانتينو إنها تشير لتغير في نهج المؤسسة.
وقال إنفانتينو: "انتقل الفيفا من الدفاع إلى الهجوم، ويجب أن يكون واضحا للجميع ممن انتهكوا قواعد الفيفا وكرة القدم بهدف زيادة ثرواتهم، أنه لن يتم فقط استبعادهم من عالم كرة القدم ولكنهم يجب عليهم إعادة الأموال أيضا".
ويعاني الفيفا للعثور على رعاة جدد منذ الأزمة الحالية التي اندلعت في أيار/ مايو الماضي وفشل في العثور على بديل لكبار شركائه سوني وطيران الإمارات، عقب انتهاء عقديهما بنهاية عام 2014.
وعلى الرغم من المشكلات الأخيرة، فإن الفيفا عدل الخميس من توقعاته للإيرادات في الفترة من 2015 وحتى 2018 من خمسة مليارات دولار إلى 5.65 مليار دولار.
وقال إنفانتينو: "يجب أن أقول إن اتجاه الرياح تغير الآن. العلاقة مع الشركاء تمثل إحدى الأولويات الأساسية".
وأضاف: "سأستعيد الثقة في الفيفا، وهذا يعني أننا سنجذب شركاء ورعاة جددا، وستكون هناك بعض الأنباء الإيجابية الأخرى، سيتم الإعلان عنها في الأسابيع المقبلة فيما يتعلق بهذا الشأن.
وقال إنفانتينو إنه اكتشف بعض الوسائل لتوفير ما يصل إلى 200 مليون دولار في العام، بما في ذلك مسألة دفع التعويضات.
وأضاف "لدينا تحديات مالية إلا أننا سنتجاوزها بمنتهى السهولة".