اتهم ناشط حقوقي عراقي في
سامراء؛ مليشيات
الحشد والاستخبارات في المدينة بإعدام عشرات من
النازحين من أهالي
الأنبار، منذ بدء تدفق اللاجئين مع سيطرة تنظيم الدولة على أجزاء واسعة من المحافظة العام الماضي، لا سيما مع هجوم التنظيم على سامراء أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري.
ويقول ناشط حقوق الإنسان في مدينة سامراء، عبد القادر أحمد السامرائي، في حديث لـ"عربي21، إنه منذ سيطرة تنظيم الدولة على أجزاء واسعة من محافظة الأنبار، نزحت العديد من عائلات المحافظة باتجاه مدينة سامراء هربا من القصف العشوائي الذي يستهدف المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي تنظيم الدولة، في ذلك الوقت رفضت قوات المغاوير إدخالهم إلى المدينة إلا بوجود كفيل من أهالي سامراء، وبالفعل خرج أهالي المدينة لاستقبال النازحين، حتى اضطر بعض الأهالي للمبيت عند الحواجز الحكومية من أجل إدخال العائلات النازحة.
وأضاف: "بعد هجوم تنظيم الدولة على سامراء دخلت مليشيات شيعية مصحوبة بقوات مكافحة الإرهاب (سوات) وداهمت أحياء سامراء، وقامت باعتقال العشرات من النازحيين، واقتادتهم إلى الهياكل والمباني غير المكتملة ثم أعدمتهم جميعا، حيث تم إعدام العشرات من أبناء الأنبار منذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة"، على حد قوله.
واتهم الناشط الحقوقي استخبارات سامراء ومديرها العقيد علي السوداني؛ بالمشاركة في هذه الجرائم، "حيث قام العقيد السوداني بتنفيذ إعدامات بنفسه بحق شباب من نازحي الأنبار برفقة القيادي في صحوات البوباز أبو فاروق البازي، ولم يتركوا عائلة إلا واعتقلوا الأب والابن، وشردوا الأطفال بحجة التواطؤ مع الإرهاب"، على حد تعبيره.
ويقول السامرائي، إنه على إثر ذلك خرجت أغلب عائلات الأنبار من سامراء باتجاه إقليم كردستان ومناطق تنظيم الدولة، ولم يبق منهم إلا الذين لا زالوا ينتظرون إطلاق سراح أبنائهم الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية والمليشيات في سامراء، حيث دفع الكثير منهم مبالغ طائلة إلى تلك المليشيات على أمل الإفراج عن ذويهم. لكن السامرائي رأى أن هؤلاء "ينتظرون سرابا"؛ لأنه تمت تصفية أبنائهم المعتقلين، أو ماتوا تحت التعذيب في سجون الأجهزة الأمنية، أو تم ترحيلهم إلى بغداد حيث اتهموهم "زورا" بالانتماء لتنظيم الدولة"، على حد قول الناشط
العراقي عبد القادر السامرائي.
وأكد السامرائي أن أي شخص في سامراء تشير هويته إلى أنه من الأنبار بات هدفا للمليشيات وللقوات الحكومية. ولم تقتصر هذه الممارسات على المليشيات، بل إن أبناء سامراء المنتمين للأجهزة الأمنية باتوا يمارسون ممارسات الحشد ذاتها، إرضاء لهذه المليشيات.
وقال إنه في أيام الزيارة التي يقوم بها الشيعة إلى مرقد العسكريين؛ تتكثف حملة الاعتقالات وانتشار السيطرات غير الثابتة، مشيرا إلى أن كل جهة لها سيطرة، حيث يتكون الحشد من عدة مليشيات، وكل مليشيا تقوم باعتقالات ضمن سيطراتها، ناهيك عن قوات الجيش والشرطة والاستخبارات ومكافحة الإرهاب وقوات سوات، موضحا أن كل هذه الجهات تعتقل أبناء السنة عامة والأنبار خاصة، الأمر الذي جعل إيواء أي شخص من الأنبار مجازفة كبيرة، "ربما تنتهي برصاصة في الرأس بمكان مجهول"، كما قال.
ويروي السامرائي قصة من "سلسلة انتهاكات المليشيات الشيعية ضد نازحي الأنبار، حيث داهمت ميلشيات الحشد الشعبي منزلا يؤوي عائلتين من الأنبار، وبعد أن تم صف الرجال في الخارج والتدقيق بهوياتهم ومن كفلهم بالدخول، كان أحد عناصر المليشيات يتلفظ على العائلة بالسب والشتم، ثم قام بشتم الذات الإلهية؛ فرد عليه أحد الطاعنين في السن وبطريقة عفوية "أستغفر الله"، فكان رد فعل هذا العنصر أن وجهه للجدار قائلا له: الآن سترى الله بعينك، وأطلق الرصاص على رأسه، واعتقل الباقين وكأن شيئا لم يحدث"، وفق رواية السامرائي.
وختم الناشط الحقوقي بالقول: "ما يحدث لأهل السنة في سامراء وخاصة نازحي الأنبار أمر كارثي، فهم بين قتيل ومهجر بعد نزوحه، أو معتقل لا أحد يعرف مصيره".