سياسة عربية

أحلام التميمي: هذه معاناة الأسرى الصحفيين في سجون الاحتلال

التميم: الاحتلال يحاكم الصحافيين بالحكم الإداري لمنعهم من توثيق جرائمه ـ غوغل
أبرزت الأسيرة المحررة والإعلامية أحلام التميمي، السبت، معاناة الأسرى الصحفيين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وما يعيشونه من هواجس في مسيرة عملهم اليومي.

وعددت أحلام التميمي، في ورقة قدمتها في فعاليات أسرى فلسطين بعيون الإعلام المنظم من طرف منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، جملة من الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفي الفلسطيني أثناء تأدية مهامهم الصحفية.

ومن أبرز الانتهاكات وأبشعها حسب وصف التميمي، قتل الصحفيين وتصفيتهم واستهدافهم حتى لا ينقلوا حقيقة وجرائم المحتل للعالم، كما أن الاعتقال والمتابعات القضائية دون سند قانوني اعتاد الاحتلال على ممارستها، زيادة على المنع والاستنطاق ومصادرة أدوات العمل وإغلاق المنابر الإعلامية.

ومن بين الانتهاكات الأخرى تعرض مقرات إعلامية للقصف مثل تعرض مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية بأبراجها التاريخية للتدمير الكامل في مطلع انتفاضة الأقصى، واستهداف مقر فضائية القدس في العدوان على غزة بالقصف المباشر.

فضلا عن الاعتداء بالضرب واستهداف مباشر للصحفيين بمسيل الغاز والرصاص الحي، مع تعرض مؤسسات صحفية للاقتحام والإغلاق مثل إذاعة منبر الحرية في الخليل بداية الشهر الجاري.
   
وأشارت التميمي إلى أن 50 في المئة من الأسرى الصحفيين يتم إصدار الحكم الإداري بحقهم، حيث يستند هذا الحكم على ملف سري بلا تهم مصرح بها للأسير، ولكن يلمح في ثنايا حديث الشرطة والنيابة أن الاعتقال كان على خلفية العمل الصحفي.

ويعامل الأسرى الصحفيين في التحقيق شأنهم شأن أي معتقل آخر يتعرضون للضرب والضغط النفسي ولا تتميز المعاملة معهم لكونهم صحفيين، كما يمنع الأسير الصحفي على وجه الخصوص من إخراج رسائل مكتوبة تحمل عملا صحفيا كيفما كان.

وأكدت التميمي في مداخلتها أن الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الصحفيين ومن بينها الاعتقال الجائر هي جرائم دولية يجب أن يحاسب عليها، وذلك بتفعيل منظومة القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحفيين.

وشددت على التواصل مع الأمين العام الجديد للجنة الدولية للاتحاد الدولي للصحفيين، من أجل تبني قضية اعتقال الصحفيين الفلسطينيين، وإيجاد آلية للدفاع عنهم وتحريرهم من السجون.

وطالبت بتفعيل دور نقابة الصحفيين ووزارة الإعلام الفلسطينية بالدفتع عن صحفييها وحثهم على رفع شكاوى ومناشدات لمنظمات حقوق الإنسان، وإلى هيئة الأمم المتحدة وضرورة الضغط على السلطة لامتلاكها صفة عضوية مراقب في الأمم المتحدة.
 
وعاتبت وسائل الإعلام العربية على التقصير في تناول قضية الأسرى الفلسطينيين خصوصا الصحفيين، كما طالبت بالاهتمام أكثر بقضايا الأسير والتواصل مع الأسرى الصحفيين عبر رسائل تضمنية من زملاء العمل الإعلامي.
 
ودعت أحلام التميمي في تصريح خاص لـ "عربي21" إلى تأسيس لوبي إعلامي يهتم بالأسرى الصحفيين ويفعل قضيتهم في كل الدول العربية والعالمية، قائلة: "هذا نعتبره حق عالمي أساسه حرية التعبير وممارسة الصحافة".

وأضافت "يحاول الصهيوني من خلال الاعتقال أن يمنع الصحفي من أداء واجبه في توثيق الحدث، ويحاكم الأسرى الصحفيين بالحكم الإداري الذي هو عبارة عن حكم بلا تهمة لكن في ثناياه، ودائما العمل الصحفي يجرم من قبل الصهيوني".

وعن المنتدى، أشارت التميمي إلى أن أهميته تتجلى في أنه متخصص في الحديث عن أسرى فلسطين في عيون الإعلام العربي والأجنبي، وذلك للخروج بورقة تبحث في إستراتيجية العمل الإعلامي من أجل دعم الأسرى الفلسطينيين ومن أجل إبراز قضيتهم في كل المنابر العربية، وليس فقط الفلسطينية للخروج بتوصيات وقرارت تخدم القضية.

وأحلام التميمي إعلامية وأسيرة محررة حكمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي 16 مؤبدا مدى الحياة، حيث أمضت 10 سنوات ونصف في سجون الصهاينة، ونالت حريتها في صفقة "وفاء الأحرار" في 18 من تشرين الأول/ أكتوبر 2011.

ويهدف المنتدى المنظم بتعاون مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والذي يشارك فيه صحافيون وإعلاميون يمثلون أكثر من 12 دولة عربية تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على وضع إستراتيجية إعلامية للتعامل مع قضية الأسرى في وسائل الإعلام، وقد أطلق المنتدى "هشتاغ" للتعريف بالقضية باسم #أسرى_فلسطين_بعيون_الإعلام.