يخرج السوريون يوميا عبر رحلات إلى أوروبا، أقل ما يمكن أن توصف به بـ"الخطيرة"، لأن اجتياز
البحر المتوسط من تركيا باتجاه اليونان يعد المرحلة الأصعب في الرحلة المؤدية للحلم الأوروبي، لكن من الممكن أن تنتهي الرحلة بمأساة، كحالات الغرق التي يروح ضحيتها عائلات بأكملها، وسط تدفق قوارب مطاطية صغيرة تحمل العشرات تسمى بـ"البلمات".
حالات الغرق هذه دفعت بالسوريين إلى إيجاد طرق للاتصال مع العالم الخارجي في أثناء الرحل البحرية، للحيلولة دون الوقوع في مآس جديدة، وذلك عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ومن ذلك مجموعة "كراجات المشنططين" على فيسبوك، حيث يتسابق السوريون لمساعدة أي "بالم" يرسل نداء استغاثة عبر الصفحة ليتم التواصل مع الخفر اليوناني أو التركي، بحسب القرب الجغرافي لموقع البلم لإنقاذه.
وبدأت هذه الحالة من المراقبة والاطمئنان على سير الرحل عبر سوريين بشكل عفوي، إلى أن أصبحت بشكل منتظم ومدروس ظهر في توزيع ساعات المراقبة والدوام على عدة أشخاص؛ ليكونوا مسؤولين عن التواصل مع الخفر التركي أو اليوناني في حال ورود أي نداء استغاثة للمجموعة.
غيث الشامي، وهو آدمن سابق في غروب كراجات المنشططين وساعد على إنقاذ عشرات "البلمات" من الغرق، يقول في حديث خاص لـ"عربي21": "هذه الخدمة التي أساعد فيها من على الفيسبوك، والواتسآب واجب إنساني وأخلاقي، فإني لا أقدر أن أرى عائلات بأكملها تغرق دون أن أقدم أي مساعدة".
وأوضح الشامي أن "المساعدة كانت عبارة عن استلام إحداثيات "البلم" الغارق، وبدوري أتواصل مع الخفر اليوناني، بالإضافة لمجموعة من الشباب التي تتواصل مع الخفر التركي، والحمد لله كانت الأمور تتيسر وفي غالبية الحالات يتم إنقاذ الحالات"، حسب قوله.
وأشار الشامي إلى أن تحديد الموقع يتم عن طريق أحد برامج "جي بي أس" عبر أحد الأجهزة الذكية ضمن البلم، مع إعطاء رقم أي خلوي ضمن البلم لإيصاله للخفر، وهو الأمر الذي يسهل عملية الإنقاذ.
ويرى الشامي أن التجاوب كان مقبولا من خفر السواحل، إن كان اليوناني أم التركي، مع اختلاف في بعض الحالات من ناحية سرعة التجاوب. فعندما يكون نداء الاستغاثة لبلم محركه متوقف، سيكون التعامل بشكل أبطأ، بينما عندما يكون النداء لبلم غارق فإن التعاون يكون أسرع.
وذكر الشامي أن لغته الإنكليزية القوية نسبيا ساعدته على التواصل مع الخفر، وشرح حالات أي نداء استغاثة يصل إليه؟ وقال إن أكثر من 12 حالة إنقاذ لبلمات تمت عن طريقه.