سياسة عربية

احتجاجات في جامعة بغداد على نقل جماعي للأساتذة السنّة

يشكو الأساتذة والطلاب السنّة من الاجتياح الطائفي لجامعة بغداد - عربي21

تظاهر المئات من الطالبات في جامعة بغداد احتجاجا على قرار نقل الكوادر التدريسية من السنّة إلى وظائف أخرى بعيدة عن اختصاصاتهم.

وفي هذا السياق، أبدى الأستاذ في جامعة بغداد، علاء سلمان النصار، استياءه من قرار النقل الجماعي الذي شمل 15 أستاذا إلى كليات بعيدة جدا عن اختصاصهم. فعلى سبيل المثال، شمل القرار "الغريب" نقل دكتور في اختصاص تغذية الأطفال الرضع في كلية البنات إلى اختصاص البستنة وهندسة الحدائق في كلية الزراعة، مبيناً أن هذا الأمر يدل على "العشوائية وعدم المنطقية" التي اتبعها من أصدر هذا القرار.

وقال النصار في تصريح خاص لـ"عربي21": "القرار الحالي يأتي منسجماً مع مجموعة أخرى من الإجراءات السابقة التي أقصت أكثر من 30 أستاذا سنيا من مناصب عليا في جامعة بغداد، بالإضافة إلى أعداد أكبر من الأساتذة السنة الذين نقلوا إلى أماكن نائية، أو مناطق شيعية، الأمر الذي اضطرهم لطلب إجازة مفتوحة لحين التوصل إلى تسوية معقولة، فيما اضطر البعض الآخر إلى التقدم بطلبات تقاعد".

ولفت النصار إلى أن بعض وسائل الإعلام حاولت تصوير التظاهرة في جامعة بغداد على أنها احتجاج على محاولات تأنيث المناصب التدريسية في الجامعات التي تختص بتدريس الطالبات فقط، مشددا على أن "القرار في جوهه استهداف طائفي للطبقة التدريسية، وهو شيء يعلمه الجميع، ويحاول البعض تصويره بشكل مختلف"، حسب قوله.

من جهته، بيّن عضو سابق في الاتحاد الطلابي في جامعة بغداد أن قرار نقل الكفاءات السنيّة من المناصب القيادية والتدريسية إلى وظائف ثانوية هي مرحلة ثانية، وسبقتها مرحلة التصفيات الجسدية شملت العشرات من الأساتذة والطلبة في جامعتي بغداد والمستنصرية.

وأشار همام كامل الصفار إلى أنه كان شاهدا خلال أربع سنوات ماضية على التغييرات التي شهدتها أروقة جامعة بغداد، ومنها سيطرة الميليشيات الشيعية على الاتحادات الطلابية ومنظومة الحراسات الجامعية، التي تم تقسيمها بشكل رئيسي بين ميليشيا "جيش المهدي" التابعة لـمقتدى الصدر، وعصائب "أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي، فيما نالت منظمة "بدر" حصة أقل من هذه المناصب.

وقال الصفار، في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن الجامعات العراقية تتحول بشكل متسارع إلى مؤسسات طائفية "مع الإصرار"، كم أنه يتم تحويلها إلى مقرات أساسية لإقامة الاحتفالات والشعائر الشيعية، والعمل المستمر على تجنيد طلبتها في الميليشيات المسلحة، كاشفاً عن خشية أغلب الأساتذة والمدرسين من الاحتكاك مع الطلبة القياديين في هذه الميليشيات.

وأضاف الصفار أن المخطط الطائفي استولى على حصة كبيرة من القاعدة الطلابية، وتحول الآن إلى تصفية الكادر التدريسي بقرارات النقل وبحجج واهية، واستبدال الكفاءات السنيّة بعناصر تدريسية من الأحزاب الشيعية وبحصص محددة بشكل مسبق لكل حزب.

مظاهرة

وفي سياق متصل، ذكرت طالبات مشاركات في المظاهرة الاحتجاجية أن الحرس الجامعي انتزع الهواتف الخلوية منهن لمنع التصوير، وأجبر جميع المشاركات على توقيع تعهد خطي بعدم المشاركة في أي حركة احتجاجية داخل الحرم الجامعي في المستقبل.

وقالت الطالبة في كلية العلوم بجامعة بغداد، انتصار بليبل الزبيدي، إن المئات من طالبات كلية التربية للبنات تجمعن بشكل عفوي داخل الساحة الرياضية ورفعن شعارات كتبنها على عجل، لمطالبة وزارة التعليم العالي بالكف عن الممارسات الطائفية بحق السلك التدريسي في عموم الجامعات العراقية، وجامعة بغداد على وجه الخصوص.

وأضافت الزبيدي لـ"عربي21" أن عميدة الكلية شروق كاظم قامت بالإيعاز إلى الحرس الجامعي من أجل سحب جميع الهواتف النقالة من الطالبات لمنع توثيق التظاهرة ونشرها في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى إجبار الطالبات على توقيع تعهد بعدم تنظيم أي احتجاجات أو تظاهرات مستقبلية.

وأشارت الزبيدي إلى أن "نقل الكفاءات التدريسية السنية من جامعة بغداد بدأت بعد تسنن شخصيتين محسوبتين على الأحزاب الإسلامية الشيعية، وهما الوزير السابق علي الأديب والوزير الحالي حسين الشهرستاني، مشيرة إلى رفع مذكرة احتجاجية على هذه التصرفات إلى لجنة التربية والتعليم في البرلمان العراقي.