أفاد ناشطون من ريف طرطوس، بأن شخصية العقيد سهيل حسن بدأت تصبح أسطورية بين
العلويين في الساحل السوري، بعد فقدانهم العديد من شبّانهم، وانشغالهم بلقمة العيش وأزمة الطاقة التي تتضخم يوما بعد يوم، وفي محيط يغزوه فساد مسؤوليهم وسط تصاعد حدّة الانتقادات لبشار الأسد رئيس الطائفة وحاميها.
وقال ناشط من الريف فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية في حديث خاص، إن "الحسن بدأ أعماله العسكرية "الأسطورية" في حماة ومن ثم في إدلب. وأوّل قصّة بدأت تنعش آمال العلويين بقائدٍ نظيف، هي إعدامه لعدد من "مقاتلي الشبيحة"، لأنّهم قاموا بأعمال السرقة والنهب، وكان إعدامهم على الملأ أمام أعين مقاتليه، ليعلن صراحةً أن "من يحارب معه سيحارب من أجل النصر لا من أجل السرقة".
وحول الصلاحيات الواسعة التي يتمتع، بيّن أنه "لا أحد يعلم، لكن الأسطورة العلوية تقول إنّ بشّار الأسد هو من منحه كافة الصلاحيّات، لكنّ الجميع يعلم أن بشار لا يستطيع أن يتجاوز الحجاج الإيرانيين، ولا يستطيع أيّ من ضبّاطه فرض أمر عليهم، أو ردعهم عن فعل أيّ شيء".
وبحسب الناشط، فإنها عندما وقعت
كسب بيد قوّات المعارضة السوريّة أسرع إليها، ويتداول العلويون كيف أن الحسن هو من قام بتصفية
هلال الأسد لكثرة فساد هذا الأخير. ومن حسن حظّه أن المعارضة تعرضت لضغوط سياسية، ما أدّى لانسحابها من كثير من المناطق هناك، فكان للعقيد سهيل حسن النصر.
واتجه الحسن بعدها إلى حلب، مع قواته التي أتته من كل الجهات المقاتلة مع
النظام، من الجيش والأمن والدفاع الوطني. وراح الموالون يحلمون بـ"تحرير" حلب القريب، لكنّه لم يفلح في هذا الأمر.. ما استطاع فعله هو أنّه أمّن الطريق الشرقي إليها، وذلك باتباع سياسة الأرض المحروقة.
يقول الناشط: "لا شيء يخلفه الحسن على قيد الحياة بعد مروره بالمكان، وعرف عنه أنّه استمال أهل السفيرة في حلب، عندما أغدق عليهم بالغاز والمازوت والمواد الغذائية، لكن هذا الوفاق لم يدم طويلاً ودخلها وارتكب العديد من المجازر فيها".
ولفت إلى أن الحسن بقي في حلب عدّة أشهر لم يستطع فيها أن يحدث خرقا في معادلة الصراع هناك، حتّى إن سياسته الإجرامية في التدمير والحرق لم تفلح معه، إذ إنّ الثوار أوقفوه وراحوا يتقدمون أحيانا. فالرجل الأسطورة كان يبحث عن نصرٍ كلّما خمد نجم نصره السابق. لذا فإنه ترك حلب واتجه إلى ريف حماة، مورك بالتحديد، ما أدّى لانسحاب الجيش الحر من هناك.
وقال الناشط إن الحسن تعرّض لمحاولة اغتيال مدبّرة ومدفوع عليها أكثر من مئة مليون دولار، تورط فيها أكثر من خمسة ضبّاط علويين رفيعي المستوى، حيث تقول القصّة إنّه اكتشف حقيقة أمرهم وقام بإعدامهم ميدانيّا في مطار حماة العسكري.
كما أنّ هناك قصّة تحكي عن محاولة اغتياله في حلب، حيث إنه أصيب في يده وقتل أحد مرافقيه، وفي إحدى القصص يقال إن هناك خمس نسخ عن العقيد سهيل حسن، وإنّ كل نسخة شبيهة لحد كبير بالأصل، ومنه نسخة إيرانيّة تتعلّم على مدى شهور اللكنة العلوية في الحديث.
وبحسب الناشط، فقد "اختفى الآن الحسن، وأصبح من ماضي الصراع في
سوريا. وبعدما ذهب إلى درعا أعيد على الفور من هناك وجرى تجميده بشكل كامل. ربما لم توافق الولايات المتحدة عليه كبديل، فهل سيطلع علينا الإيرانيون بأسطورة جديدة بالتنسيق مع الأمريكان هذه المرّة؟".