ترددت مؤخرا شائعات حول عن نيّة النظام السوري بيع مصفاة بانياس لتكرير النفط، وهي إحدى أهم المراكز الاقتصادية ذات الصبغة الاستراتيجية في الساحل، بالإضافة لمينائي
طرطوس واللاذقيّة، والمحطّة الحراريّة في بانياس، ومعمل إسمنت طرطوس، أحد أكبر معامل الإسمنت في الشرق الأوسط.
وقال أحمد، وهو ناشط من ريف اللاذقية لـ"عربي21"، إنه "من المرجح أن يقوم النظام بمثل هذا الأمر ليستطيع الالتفاف على
العقوبات الأوروبيّة المفروضة على جميع مؤسسات النظام، وبالتالي فإنّ الأسماء المطروحة هي شخصيّات اقتصاديّة وسياسيّة تستطيع أن تكون حلقة ربط بين النظام والاتحاد الأوروبي".
وبحسب أحمد، تشير الأنباء إلى أن نجيب ميقاتي المدير التنفيذي لشركة (MTN) للاتصالات الخلوية وشريك رامي مخلوف ابن خال رأس النظام بشار الأسد، يبدو أكثر الشخصيّات ملاءمة لمهمةٍ من هذا النوع.
وبيّن أن سليمان فرنجيّة مطروح على لائحة خيارات النظام، ويبدو أنّ الأقدر على كسر العقوبات سيكون الأكثر نجاحاً في الحصول على مركز رئيس تنفيذي لشركة مصفاة بانياس التي قد تباع بعقد شراكة من نوع مختلف، بحيث تبقى اليد الطولى للإيرانيين فيها ولو كان ذلك من تحت الطاولة.
شعلة مصفاة بانياس التي استمرت أكثر من ثلاثين عاماً مطفأة الآن، لأنّ المصفاة متوقفة عن العمل بالكامل، ومعظم الوقود المطروح في السوق السورية تأتي من السوق السوداء.
يقول أحمد: "رجل الأعمال القريب من النظام والذي يعدّ ابنه المدلل، علي شاهين، الضالع في الكثير من الصفقات المشبوهة مع علي دوبا رئيس شعبة الاستخبارات السابق؛ يقوم الآن بمهمة شراء النفط من السوق السوداء، لكن هذه السوق على ما يبدو لا تدرّ على النظام ما يسدّ الرمق".
وأضاف أنه في كثير من الأحيان يقوم هذا الأخير باستيراد المازوت أو البنزين بمواصفات سيئة للغاية، ومن المرجح أنّ هذه السوق تقع تحت ناظر الدول الغريبة التي تستطيع في أي لحظة القضاء عليها، لكنّها تبقي على هذا النذر اليسير لأنّ القرار بإسقاط النظام السوري لم يتخذ بعد في محافل السياسة الغربيّة، إلّا أنّ تعويم شركة مصفاة بانياس لتصبح بيد الإيرانيين بشكل غير مباشر قد يتم ضمن صفقة أخرى من صفقات الغرب مع إيران ضمن الملف السوري المعقّد.
وأشار إلى أن الإيرانيين يشرفون الآن على تحويل المحطة الحرارية الموجودة في بانياس أيضاً إلى العمل بالغاز بدل الفيول. الغاز الذي يستجرّه النظام من الجزائر هو أقل موارد
الطاقة تأثرّاً بتحولات مصادر الطاقة، إذ إنّ استخدامه بات مضاعفاً مع ذلك تجد في كثير من الأحيان أنّ هذه المادة تتوفر بين الحين والآخر، ويظهر الغاز كبديل حيوي لنظام يسيطر الإيرانيون أيضاً على مفاصله بشكل كامل.
وقد تصل القدرة الإنتاجية للمصفاة حاليا، في حال وصول إمداد نفطي، إلى ما يقارب 20 في المئة من الطاقئة الكاملة.
وانعكس هذا الأمر على مصادر الطاقة في المناطق التي يسيطر عليها النظام، التي شهدت انخفاضاً حادّاً هذا العام، بعد أن فشل النظام في السيطرة على أزمة المحروقات والطاقة وانتشرت النقمة العامّة بين الناس على النظام وانتهت هيبة الدولة، بحسب الناشط أحمد.