أعاد تقدم قوات النظام السوري شمال مدينة
حلب، إحياء الخطر المتمثل بحصار المدينة بعد فصلها عن الريف الشمالي وبالتالي عن الحدود مع تركيا.
وسيطرت قوات بشار الأسد الجمعة على قريتي سيفات وحندرات وأجزاء من قرية باشكوي بالقرب من مخيم
حندرات في حلب، وذلك بعدما نفذت عملية تسلل من قرية الجبيلة.
في المقابل، تصدت كتائب الثوار لمحاولة قوات الأسد التقدم باتجاه تلة حندرات ومخيمها ومنعتها من التقدم، حيث دارت اشتباكات لا زالت مستمرة؛ أسفرت عن مقتل عدد من عناصر قوات الأسد.
كما صد الثوار هجوما على منطقة الملاح (عرب سلوم)، وتمكنوا من استعادة مناطق ومزارع تسللت إليها عناصر من قوات النظام. وأظهرت تسجيلات فيديو قيام الثوار بمطاردة قوات النظام التي ظهر عشرات من عناصرها وهم يقومون بالانسحاب، في حين ظهر في التسجيلات جثث لعدد من جنود النظام قتلوا خلال العملية بعد مطاردات بين الأبنية كما تم استهداف القوات المنسحبة بالقناصة.
وذكرت وكالة "مسار برس" أن قوات الأسد مدعومة بمليشيات عراقية قامت باعتقال عدد من المدنيين بعد قطع طريق باشكوي ــ حندرات.
من جهته، قال الإعلام التابع للنظام السوري إن قوات الأسد سيطرت على ثلاثة قرى شمال حلب. وأضافت أن هذه القوات دخلت قرى المضافة وحندرات وسيفات و"أربع مفارق غربي سيفات وقتلت أعدادا كبيرة من الارهابيين" ودمرت عشرات السيارات، حسب التلفزيون التابع للنظام.
ويحاول النظام السوري انتزاع آخر طريق
إمداد رئيسي للثوار في حلب، مما يهدد بتعطيل آخر طريق إمداد رئيسي لهم ومحاصرة المقاتلين والمدنيين في الداخل، حيث تحتل منطقة حندرات موقعا استراتيجيا هاما، كونها مرتفعة وتشرف على الطريقين الرئيسين الذين يصلان إلى مدينة حلب بريفها، وهما طريقا
كاستيلو وحندرات. ووزع الثوار تسجيلات فيديو تؤكد أن طريق "كاستيلو" ما زال مفتوحا، حيث بدا في التسجيل مقاتلين يراقبون الطريق لكنهم يسمحون للسيارات بالمرور دون عوائق.
وعلى الرغم من وجود طرق أصغر تؤدي الى حلب، إلا أن السيطرة على هذا الطريق سيقلص بشدة قدرة قوات المعارضة على الحصول على إمدادات، كما سيسمح لقوات الأسد بمحاصرة مناطق في المدينة سيطرت عليها المعارضة منذ عامين.
وقال محمد بيدور (25 عاما) وهو نشط مناهض للأسد: "الطريق أغلق تماما وأقام النظام المتاريس. رفاقنا كانوا هناك واضطروا لأن يسلكوا طريقا آخر أطول كثيرا يستغرق ساعات". وذكر ان الاشتباكات مستمرة في قريتي سيفات ودوير الزيتون على بعد نحو ثماني كيلومترات شمالي مدينة حلب.
وكانت قوات النظام السوري قد بدأت تقدمها باتجاه شمال حلب انطلاق من الشمال الشرقي، بعدما سيطرت على مدنية الشيخ نجار الصناعية فجأة في تموز/ يوليو الماضي، عندما انسحبت عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش في قرى شرق وجنوب المدينة الصناعية دون قتال، ما أتاح لقوات بشار الأسد المرور دون عوائق، بالتزامن مع هجوم شنه "داعش" في ريف حلب الشمال في محاولة للسيطرة على المناطق الحدودية مع تركيا، وهو ما يهدد بفصل الريف الشمال عن تركيا، في حين يسعى النظام السوري لفصل المدينة عن الريف.
ومع قيام الطائرات الأمريكية وأخرى منخرطة في التحالف الدولي؛ بقصف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شرق سورية، شددت قوات الأسد حملتها ضد مناطق غير خاضعة للتنظيم وإنما للجيش الحر والفصائل الأخرى.
وفي مدينة حلب تجددت الاشتباكات بين الطرفين على جبهتي العامرية وصلاح الدين، وتزامن ذلك مع قصف الثوار بصواريخ محلية الصنع مواقع لقوات الأسد في حي صلاح الدين، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى في صفوفها.
وتواصل القصف بالبرامي المتفجرة على حلب، حيث تعرض حي طريق الباب للقصف، إضافة إلى الحندرات.