أمريكا تسابق
فرنسا على التهامنا.. ليس سباق تنافس وعراك، ولكنه سباق تفاهم وتنسيق.
في الشرق
العربي.. تُسابق أمريكا الزمن وهي تضع اللمسات الأخيرة على التحالف الدولي الجديد الذي ستقوده؛ لإثخان الجسد العربي ضرباً وتقطيعاً وفرماً، وإعادة تقسيمه بما يضمن لها إحكام الهيمنة، وتحصين الكيان الصهيوني وتأمينه.
وفي الغرب العربي.. تُسابق فرنسا الزمن لترتيب تحالف آخر لغزو ليبيا، على قاعدة أن الانقلابي "حفتر" هو رجل السلام والأمان في ليبيا، بينما ثوارها الذين يحمون ثورتها هم "داعش" المغرب العربي!
وبينما أنهى وزير خارجية أمريكا جولة في الشرق لوضع آخر ترتيبات حلفه الجديد؛ بتوزيع الأدوار والتكليفات انتظاراً لشارة البدء من "البيت الأبيض".. بدأ وزير الدفاع الفرنسي جولته في المنطقة لصناعة تحالف جديد ضد ليبيا، وتعبئة الدول المحيطة والقريبة منها لوأد ثورتها.
هي حملة صليبية جديدة على العالم العربي، يجري الإعداد لانطلاقها تحت سُحب دخان "خطر داعش"، و"مقاومة الإرهاب"، و"تحقيق الأمن في المنطقة".. ولقد رفعوا تلك الشعارات وغيرها في حملات سابقة لدغدغة عواطف الجماهير، وكانت النتيجة دماراً وخراباً واستعماراً.. ألا تتذكرون ما جرى للعراق وأفغانستان؟! نفس السيناريو حدث تحضيراً للغزو، ثم كانت النتيجة الماثلة أمامنا اليوم!
مرة أخرى، هي حملة صليبية جديدة، ولكنها من نفس النوع الغريب والشاذ الذي حدث من قبل..
فالسلاح المستخدم في الحملة عربي، وينطلق من أراضٍ عربية وبدعم لوجستي، والجسد الذي سينهالون عليه تقطيعاً وتمزيقاً.. عربي!! ثم يقوم عرب بتقديمه على طبق من ذل ومهانة للسيد الأمريكي.. وتلك مصيبتنا الكبرى.
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضاً عياناً
كاتب مصري ـ مدير تحرير مجلة "المجتمع"