قال أليستر سلون الكاتب البريطاني في مقاله بموقع ميدل إيست آي البريطاني إن حكام
الإمارات يتصرفون مثل الصبية المدللين تجاه الخلافات الخليجية بشأن الإخوان المسلمين، وأنهم يتجاهلون التهديد الحقيقي وهو تهديد
داعش.
وشبه سلون حكام الخليج المعارضين للتصالح مع
قطر بالشباب الخليجي المدلل الذين يزورون لندن كل صيف كي يستعرضوا سياراتهم الفارهة في شوارع حي نايتسبريدج، ويدفعون من أجل ذلك ملايين الدولارات. حيث يقول أن النموذج الأشبه بهؤلاء الصبية -الذين تربطهم صلة قرابة بالأسر الحاكمة في أغلب الأحيان- هم حكام الإمارات من آسرة بن زايد الذين يسيطر عليهم دوافع الحفاظ على السلطة والصراعات القديمة بينهم وبين الأسر الحاكمة الأخرى في الخليج، ويظهر ذلك في تصميمهم على إفشال جهود المصالحة بين أعضاء
مجلس التعاون الخليجي والأسرة الحاكمة في قطر، وهو الخلاف الذي استمر حتى الآن لمدة ستة أشهر.
وأضاف أن الخلاف الخليجي القطري بدأ في الظهور العلني منذ قيام البحرين والإمارات والسعودية بسحب سفرائهم من الدوحة في مارس الماضي بعد قمة جمعتهم اليوم السابق، حيث رفض القطريين اتفاق خليجي يقضي بحظر الإخوان المسلمين وفرض القيود على الشيخ يوسف القرضاوي وتقييد تحركات عملاء إيران في الخليج.
ويوضح سلون أن استمرار تواجد الشيخ القرضاوي في قطر هو مصدر إزعاج كبير للإماراتيين بسبب خطابه السياسي، كما حكمت الإمارات بالسجن على ما يقرب من مئة إسلاميين على صلة بالإخوان المسلمين.
ويضيف سلون أنه بعد مرور ستة أشهر على القمة الخليجية لم تعد جماعة الإخوان تمثل أي تهديد فعلي للإمارات وحلفائها الخليجيين، فالسيسي المعادي للإخوان قد أصبح رئيسا وانهالت عليه الأموال الخليجية وأصبح الإخوان مشتتين في المنفى أو السجن أو حكم عليهم بالإعدام. كما أن تهمة السماح للعملاء الإيرانيين بالسفر إلى دول الخليج لم تعد على نفس المستوى من الخطورة مثلما كانت منذ ستة أشهر، فتزايد تهديد داعش في العراق بالقرب من دول الخليج دفع العاهل السعودي إلى التقارب مع إيران، كما أن أبوظبي ودبي رحبتا برفع العقوبات على إيران بسبب المنافع التجارية التي عادت عليهم بعد هذا القرار.
ويتابع سلون قائلا إن السعودية كانت أول دولة تجهز تقرير ينتقد أخطاء القطريين وإنه طُلب من القطريين أن يوقعوا على هذا التقرير من أجل المضي قدما، ولكن قطر رفضت بطبيعة الحال، ولكن ممثلين عن آل سعود زاروا الأسرة الحاكمة في قطر فيما أسموه "الزيارة الأخوية القصيرة"، وقبل ذلك بشهر زار رئيس دولة قطر السعودية لعقد محادثات مع الملك عبد الله، فهناك نية لدفع الأمور إلى الأمام، ويقول بعض المحللين أن السعودية بدأت في التراجع عن مواقفها، على حد قول الكاتب.
ويوضح سلون أن الضغينة بين أسرة بن زايد وأسرة أل نهيان ترجع إلى القرن التاسع عشر، وأنها ظهرت مجددا عام 1992 عندما قتل شخصان في اشتباك على الحدود، وبعد ذلك بعقد من الزمان سحبت أبوظبي سفرائها من الدوحة بسبب محتوى نشرته قناة الجزيرة. وقد استمرت الخلافات حتى الآن ولكنها لازالت غير معلنة. ويشير الكاتب إلى السياق الأوسع لخلاف قطر مع دول الخليج وهو بشكل رئيسي بسبب سياستها الخارجية فيما يتعلق بدعم الجماعات الإسلامية وخاصة حماس.
ولكن الكاتب ينصح الحكام الإماراتيين بعدم التصرف كالصبية المدللين وأن يلتفتوا إلى تهديد داعش والذي يتطلب الوحدة بين دول الخليج لمواجهته، على حد قوله. ويقول أن هذا الأمر ممكن: "إذا نظر الإماراتيين إلى تقارب الغرب الآن مع إيران وحتى بشار الأسد وانفتاح السعوديين على التصالح حتى مع خصمهم اللدود إيران، فربما يمكنهم مسامحة آل ثاني؟".