أعلن الإعلامي
المصري الساخر باسم يوسف، الاثنين، وقف برنامجه الذي يحمل اسم "
البرنامج" لأجل غير مسمى، مشيرا إلى أن "المناخ الذي تحياه مصر الآن غير مناسب لوجود نوعية البرامج الساخرة التي أقدمها"، دون مزيد من التفاصيل عن المناخ الذي تحدث عنه.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمسرح "راديو" في القاهرة، والذى كان يسجل فيه حلقات برنامجه الشهير، قال يوسف بأسلوب غلب عليه التلميح لا التصريح: "قرار إيقاف البرنامج اتخذ قبل أن نقوم بتسجيل أي حلقات جديدة لأن المشكلة لم تعد مع المضمون الذى نقدمه بل مع استمرار البرنامج بنفس الشكل الذي يقدم به الآن؛ لذلك أصبح من المستحيل أن يقدم من خلال أي شاشة مصرية أو عربية أخرى؛ لأن نفس الضغوط التي مورست على قناة mbc مصر، (آخر قناة عرض عليها البرنامج) لإيقافه كانت ستمارس على أي قناة جديدة ننضم إليها".
وتابع: "مللت من التنقل بين القنوات ومن تحمل الضغوط العصبية التي أتعرض لها مع فريق عملي؛ فرغم أنني لست مناضلا ثوريا وكل ما أقدمه هو برنامج سياسي ساخر، تم استدعائي لمكتب النائب العام لأكثر من مرة وتعرضت القناة التي تبث برنامجي لتشويش متعمد"، دون تحديد وقت استدعائه.
وأضاف يوسف: "كثيرا ما تم حصار المسرح الذى أسجل فيه، وكان من الممكن أن يتم اقتحامه في أي لحظة ما يعرض حياتي وحياة أسرة البرنامج، بل وحياة عائلتي للخطر؛ لذلك فإن المناخ الذي تحياه مصر الآن غير مناسب لوجود نوعية البرامج الساخرة التي أقدمها، وأعلن عن وقف برنامجي لأنني تعبت من المعافرة (الدخول في مشكلات) من أجل استمرار بقائه".
وقال إن "الإجازة التي حصل عليها البرنامج قبيل الانتخابات الرئاسية المصرية (التي جرت أيام 25و26و27 أيار/ مايو الماضي) كانت فرصة أخيرة لإنقاذه واستمراره، لكن هذه الفرصة لم يكتب لها النجاح".
وكان برنامج باسم يوسف تعرض في الفترة الأخيرة إلى انتقادات من أنصار قائد الانقلاب ووزير الدفاع المصري السابق عبدالفتاح السيسي، والذي أظهرت مؤشرات غير رسمية بفوزه في الانتخابات الرئاسية، بدعوى "إساءته للجيش"، كما حوصر مقر تسجيل البرنامج أكثر من مرة من قبل محتجين.
ورفض يوسف أن يتعرض هو أو فريق البرنامج، الذي حظي بشهرة واسعة، لأي مزايدات قائلا: "هؤلاء المزايدون لن يفيدونا بشيء إذا ما تعرضنا لأي مكروه، وأقصى ما بوسعهم فعله من أجلي سيكون إطلاق هاشتاج للتضامن معي عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي".
وأشار إلى أن هناك فرق بين تراخيه عن آداء رسالته الإعلامية بكامل إرادته وبين عدم قدرته على أداء رسالته الإعلامية رغما عنه، وهو ما تعرض له، على حد قوله.
وكشف الإعلامي الساخر عن أنه تلقى عروضا لبث برنامجه من خلال قنوات أجنبية، لكنه رفضها "تجنبا لاتهامات التخوين والعمالة"؛ مشيرا إلى أن عروض أخرى توالت عليه لبث البرنامج من خارج مصر، لكنه رفض "حتى لا يفقد البرنامج مصداقيته لدى الشعب المصري".
ولفت يوسف إلى أن البرنامج لن يعود للبث "إلا إذا تغيرت الظروف السياسية الراهنة وأصبح لا يملك أحد الحق في إيقافه أو التضييق عليه".
ورفض يوسف الإفصاح عن الجهة التي تحركت لإيقاف برنامجه، غير أنه قال ساخرا: "أنا مش قادر أديك تفاصيل؛ مش عايز؛ لا مش قادر"، في إشارة منه إلى إجابة المشير السيسي، مرشح الانتخابات الرئاسية التي أظهرت نتائج غير رسمية بفوزه بها، على إحدى الأسئلة التي طرحت عليه في حوار تلفزيوني قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية.
واستدرك يوسف: "البرنامج تعرض لضغوط شديدة (لم يكشف من قبل من) منذ أول حلقة عرضت على شاشة mbc مصر، وإدارة القناة حاولت كثيرا التصدي لهذه الضغوط لكنها فاقت التوقعات وأصبح من المستحيل معها استمرار البرنامج".
وسخر يوسف من سؤال عن إمكانية تقديمه لبرنامجه ذات يوم من خلال شاشة التلفزيون المصري الرسمي قائلا :"هذا السؤال يندرج تحت بند الخيال العلمي؛ وأتمنى من الله أن يمد في عمري حتى أرى اليوم الذى ينتج فيه تلفزيون الدولة برامج ناقدة لنظام الحكم".
وكانت "فضائية mbc مصر"، أعلنت الثلاثاء الماضي ، تأجيل عودة بث حلقات الموسم الثالث لبرنامج "البرنامج" للإعلامي الساخر باسم يوسف، التي كانت مقررة الجمعة الماضي، دون أن توضح أسباب ذلك.
وفي بيان سابق، تقدمت القناة المملوكة لرجل أعمال سعودي، وأسرة البرنامج باعتذار للجمهور عن تأجيل استئناف بث حلقات "البرنامج" في الوقت الذي سبق الإعلان عنه.
ولم تفسر القناة وأسرة البرنامج في بيانها سبب تأجيل استئناف حلقات البرنامج، لكنها وعدت بإعطاء المزيد من التفاصيل في المرحلة المقبلة.
وبدأ البرنامج موسمه الثالث في شباط/ فبراير الماضي، قبل أن يتوقف منذ أكثر من شهر، حيث بررت إدارة القناة ذلك، في وقتها، بـ"عدم التأثير على خيارات الناخبين في الانتخابات الرئاسية في مصر".
ويتعرض برنامج "البرنامج" للأوضاع السياسية في مصر بشكل ساخر، حيث يتناول تصريحات سياسيين وإعلاميين خرجت خلال الأسبوع، واستمر البرنامج على مدار العام الذي حكم فيه الرئيس المنتخب الشرعي محمد مرسي البلاد (من 30 حزيران/ يونيو 2012 حتى 3 تموز/ يوليو 2013)، رغم ما لاقاه من انتقادات من أنصار مرسي خلال هذا العام، لتعرضه لمرسي، إلا أنه تم استدعائه للتحقيق معه في بلاغات قدمت ضده.