مساره المتعرج يجعل منه سباق الزلاجات التي تجرها الكلاب الاصعب في اوروبا ويتواجه في "لا غراند اوديسيه سافوا-مون بلان" سنويا نحو عشرين من اهم سائقي هذه العربات في العالم في قلب جبال الالب.
في نسخته العاشرة التي بدأت الاحد ، تتنافس هذه الطواقم على طول 700 كيلومتر وتمر في 22 محطة تزلج ومن بينها 30 الف متر من الانحدار الشديد قبل خط النهاية في 22 كانون الثاني/ينايرا في لانسلبرغ في منطقة اوت-موريين في جبال الالب قرب الحدود مع ايطاليا.
وكان الثلج قليلا هذه السنة لا سيما عند انطلاق المرحلة الثانية الاثنين في سيكست فير-آ-شوفال (جنوب شرق
فرنسا). وقد اضطر المنظمون الى تعديل مسار السباق في بعض الامكان.
وقد سجلت عمليات سقوط وانسحاب ثلاثة فرق الاحد.وسائقو الزلاجات المعروفون باسم "ماشرر" وبينهم نحو عشرة فرنسيين، تدربوا طوال السنة للمشاركة في الحدث.وقبل دقائق من الانطلاق تحدث دانييل جياغيه بعينين تلمعان عن شغفه بهذه الرياضة المتطلبة والمكلفة.
ففي سن السابعة والاربعين لم سبق لهذا الفرنسي ان فوت اي نسخة من السباق الذي تعتبره اطراف كثيرة في هذه الاوساط على ان سباق الزلاجات التي تجرها كلاب "الاصعب في العالم" تقنيا بسبب الانحدار الكبير في مساره.
ويستمر سباق "غراند اوديسيه" اسبوعين على ثماني مراحل من بينها سبع مراحل سرعة.
و70 % من مسافة السباق تتم خارج مدرجات التزلج ونصفها خلال الليل.
ويخيم المشاركون في اعالي الجبال.ويملك كل فريق 14 كلبا لجر العربات من فصائل مثل الهاسكي والمالاموت والاسكان وغرينلاند.وشأنه في ذلك شأن كثيرين لا يؤمن دانييل جياغيه لقمة العيش من هذه الرياضة "حيث حب الكلاب يسمو فوق كل شيء".
وهو ينفق سنويا قرابة 15 الف يورو لصيانة معداته وتقديم الطعام لكلابه ومعالجتها.ويضيف "غالبا ما استفيق في الساعة الرابعة صباحا للتدرب وتدريب كلابي ومن ثم ابدأ يوم العمل".
حتى تأسيس سباق "غراند اوديسيه" العام 2005 ، كانت اعرق السباقات الجبلية تقام في الاسكا والسويد والنروج على مساحات مسطحة لا تضاريس فيها.
وقد تصور السباق هنري كام وهو رئيس شركة سابق قريب من المغامر نيكولا فانيه في العام 2003 ، واطلقه بعد سنتين على ذلك . وقد اشتهر السباق منذ ذلك الحين بطابعه التقني الكبير وقد جذب جمهورا في ظل وضع اقتصادي مستقر لكنه هش.
وعلى هامش السباق يمكن للمتابعين الذين يتوقع ان يصل عددهم الى مئة الف شخص المشاركة في اكثر من 50 حدثا مثل تذوق النبيذ الساخن والتدرب على قيادة اللزلاجات التي تجرها الكلاب او بناء اكواخ الاسكيمو.تمول بلديات المناطق التي تستضيف محطات السباق، هذا الحدث فضلا عن حفنة من الشركاء من القطاع الخاص.
وتبلغ ميزانية السباق حوالى مليون يورو وهو عليه دائما تجاوز عقبات ادارية اذ انه يمر 20 الى 25 بلدة.ويوضح انطوني شموير المدير العام للسباق "الحصول على التصاريح امر معقد. ويجب علينا ان نتكيف مع الكثير من العناصر المقيدة مثل مناطق الانهيارات الثلجية او المناطق الطبيعية المحمية".
ويقول هنري كام ان من الصعوبات ايضا "ضرورة تكييف الزلاجات لكي تتماشى مع الجبال وتدريب الكلاب بطريقة مختلفة وادخال تعديلات على المعدات".
وقد جذب السباق في بداياته متبارين من العالم باسره الا ان الاميركيين تخلوا بعد ذلك عن المشاركة بسبب الصعوبات المالية واللوجيستية الكبيرة لعبور الاطلسي.
ويشارك في سباق العام 2014 نحو 20 متباريا من عشر جنسيات مختلفة.ويعمل على طول السباق ستة اطباء بيطرييين يسهرون على صحة الكلاب ويتم خلال السباق اجراء فحوصات لكشف تناول المنشطات على
الحيوانات والمتبارين على حد سواء.وفاز بسباق العام الماضي التشيكي جيري فوندراك (44 عاما) الذي قطع مسافة الف كيلومتر في 42 ساعة و22 دقيقة.