على غير ما جرت عليه عادة أهالي الأسرى في استقبال أبنائهم المحررين من سجون الاحتلال، تستعد عائلة الأسير علي دوفش لوداعه مرةً أخرى قبل الإفراج عنه.
ومن المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال الأحد، عن الأسير علي دوفش من مدينة
الخليل بعد ثلاث سنوات ونصف من الاعتقال.
واستبق جهازا "الأمن الوقائي" و"المخابرات العامة" التابعان للسلطة
الفلسطينية الإفراج عن دوفش بالتوعد باعتقاله في سجونها.
وتعود جذور القصة وحيثياتها إلى يوم اعتقال قوات الاحتلال للشاب دوفش بعد اتهامه بالمشاركة في عملية "سيل النار" القسامية التي نفذها الشهيدان نشأت الكرمي ومأمون النتشة قرب بلدة بني نعيم في الخليل بتاريخ 31\8\2010، وأسفرت عن مصرع أربعة مستوطنين، وداهمت قوةٌ من جهاز الأمن الوقائي منزل عائلة دوفش بعد اعتقاله، وقام عناصرها بتحطيم محتويات المنزل، وحفر الجدران وخلع الأبواب، بحجة البحث عن أشياء ممنوعة.
وتواصل جهازا المخابرات والوقائي مع عائلة دوفش قبل أيام من الإفراج عنه من السجون الصهيونية، وأبلغوا العائلة أنهم سيكونون في طليعة مستقبليه لاعتقاله.
وبين أخذٍ وردٍ، تعهد الأمن الوقائي "باستضافة" علي "لحمايته من جهاز المخابرات"، على حد وصف الجهازوبعد تدخلاتٍ ومحاولاتٍ لثني الأجهزة عن نيتها، وافق الأمن الوقائي على أن يمكث دوفش ثلاثة أيام في بيته بعد الإفراج عنه تحت عيون الأمن الوقائي وحمايته بالمنزل وبعدها يتم اعتقاله.
وأثار الموقف الغريب من الجهاز حفيطة الأهالي في محافظة الخليل الذين اعتبروا هذا السلوك خارجاً عن الأعراف الاجتماعية، والقواعد الوطنية التي تكرم المحررين من سجون الاحتلال بدلاً من اعتقالهم والتنغيص عليهم.
وتداعى أهالي
الأسير المحرر وأصدقاؤه والمتضامنون معه للخروج واستقباله عسى أن يحول ذلك دون اعتقاله مجدداً من قبل أجهزة
السلطة.
وإلى أن يتضح مصير المحرر علي، تحبس عائلته الأنفاس في ثلاثة أيامٍ تحل فيها أجهزة السلطة كابوساً بثوب زائرٍ ثقيل الظل على عائلته.