سياسة دولية

هل ترد روسيا على هجوم موسكو في سوريا؟- تحليل

تبنى تنظيم الدولة الهجوم الدامي في موسكو- جيتي
استبعد المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف، أن تكون سوريا وجهة محتملة للرد من بلاده على الهجوم المسلح الذي نُفذ في قاعة للحفلات الموسيقية بضواحي موسكو مساء الجمعة، والذي خلف العشرات من القتلى والجرحى، وذلك على الرغم من إعلان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن الهجوم، الذي يعد الأكبر من نوعه في روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وفي حديث خاص لـ"عربي21"، رجح المحلل الروسي أن ترد بلاده على الهجوم في أوكرانيا، مشيراً إلى أن كل التصريحات الرسمية الروسية بعد الهجوم تدور حول احتمال تورط أوكرانيا في تدبير الهجوم.

وكانت أوكرانيا قد نفت أي صلة لها بالهجوم، وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك عبر "تليغرام": "لنكن واضحين، أوكرانيا ليست لها أي علاقة بهذه الأحداث".


كما اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بوتين بالسعي إلى إلقاء اللوم على أوكرانيا.

لكن مع ذلك، اعتبر أونتيكوف، أن من المبكر الجزم بمكان الرد الروسي قبل انتهاء التحقيقات، وقال إن "إعلان داعش مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي لا يعني أن التنظيم هو من نفذه".

وأوضح أن "التحقيقات ستكشف الجهة التي نفذت الهجوم"، وتحديداً المعلومات حول وجود تواصل بين الجهة المنفذة للهجوم، إن كانت من التنظيم، ولديها اتصالات مع أوكرانيا، معتبراً "أن من غير الممكن معرفة مكان الرد الروسي، في سوريا أو أوكرانيا، قبل معرفة نتائج التحقيق".

والسبت، أعلنت السلطات الروسية عن توقيف 11 شخصاً، بينهم المهاجمون الأربعة المشتبه فيهم، في منطقة بريانسك الواقعة عند الحدود مع أوكرانيا وبيلاروسيا، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن "الأربعة المشتبه في قيامهم بالهجوم كانوا يخططون للسفر إلى أوكرانيا".

بدوره، قال الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد، إن من "غير الواضح بعد مكان الرد الروسي على الهجوم الإرهابي"، مستدركاً: "لكن التصريحات الروسية التي تلت الهجوم جميعها أشارت إلى عامل أوكراني، وفي الغالب الرد سيكون في أوكرانيا".


وأضاف لـ"عربي21"، "يمكن القول كذلك إن روسيا سترد في سوريا في مناطق انتشار تنظيم داعش في سوريا، أي في البادية، وعلى مقربة من القواعد الأمريكية، وفي مناطق أخرى، منها إدلب التي تتحدث روسيا عن تواجد لـ"الإرهابيين" فيها".

وقال عبد الواحد، إن "الظرف الذي أوجده الهجوم يبرر ردود روسيا".

روسيا لا تحتاج الذرائع في سوريا
وتنتشر خلايا تتبع لـ"تنظيم الدولة" في البادية السورية، حيث المناطق المفتوحة والمساحات الصحراوية الشاسعة التي تعطي لأفراد التنظيم القدرة على الاختفاء، بعد الهزيمة التي لحقت بالتنظيم في آخر معاقله في قرية الباغوز عند الحدود السورية- العراقية في آذار/مارس 2019.

وتتحدث روسيا كذلك عن تواجد لـ"الإرهابيين" في إدلب، التي تخضع لسيطرة "هيئة تحرير الشام" شمال غربي سوريا.

من جانبه، قال المحلل العسكري العقيد عبد الجبار العكيدي، إن روسيا لا تحتاج الذرائع لمواصلة قصف المناطق المدنية في إدلب، وأساساً هي أخذت دور طائرات النظام الممنوعة من التحليق في مناطق يتواجد بها الجيش التركي.

وأضاف لـ"عربي21" أن روسيا لم تلتزم يوماً باتفاقات التهدئة أو "خفض التصعيد"، مشككاً برواية تنظيم الدولة التي تخص تبني الهجوم.

واتهم العكيدي جهات روسية رسمية بافتعال وتدبير الهجوم، قائلاً: "لا تحتاج روسيا للذرائع في سوريا، وغالباً الهدف من كل ذلك أوكرانيا".


ويتفق مع العكيدي المحلل السياسي باسل المعراوي، الذي يرى أن "روسيا لا تحتاج للحجج للتصعيد في إدلب"، مضيفاً لـ"عربي21":  "لكن هذه المرة إن صعدت روسيا على إدلب، فإن ذلك لن يخدم توجهها نحو اتهام أوكرانيا".

وعليه، لا يعتقد المحلل بوجود أي مصلحة روسية بالرد والتصعيد في سوريا، في مناطق تواجد خلايا التنظيم أو في إدلب.