نشرت مجلة
"
فورين بوليسي" تقريرا لمراسلتها كريستينا لو قالت فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو
بايدن، فرضت
عقوبات على موقعين استيطانيين إسرائيليين في الضفة الغربية وثلاثة إسرائيليين الخميس الماضي، مشيرة إلى العنف ضد الفلسطينيين باعتباره الأساس
المنطقي للقيود الاقتصادية الأخيرة.
وقالت
وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: "لا يوجد مبرر للعنف المتطرف ضد المدنيين،
مهما كان أصلهم القومي أو العرقي أو العنصري أو الديني. إن الإجراء يؤكد أيضا
التزامنا بتعزيز السلام والأمن والاستقرار للمدنيين في الضفة الغربية ومساءلة
الأفراد والكيانات المشاركة في هذه الإجراءات".
تمثل هذه
الإجراءات المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على البؤر
الاستيطانية - وليس فقط الأفراد - وتأتي وسط انقسام متزايد بين المشرعين
الأمريكيين والمسؤولين الإسرائيليين حول اتجاه الحرب على
غزة، والأزمة
الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
وأفادت
تقارير أن الاتحاد الأوروبي يقترب أيضا من تحديد العقوبات التي سيتم فرضها على
المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، بعد تراجع المجر – وهي واحدة من أشد
المعارضين لهذه الإجراءات – عن مقاومتها الأولية، بحسب ما نقلته وكالة رويترز
للأنباء.
في نفس
اليوم الذي تم فيه الإعلان عن العقوبات الأمريكية، وجه زعيم الأغلبية في مجلس
الشيوخ تشاك شومر أقسى انتقاداته العلنية حتى الآن لرئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين
نتنياهو، ووصفه بأنه أحد "العقبات الرئيسية" أمام السلام ودعا
إلى إجراء انتخابات جديدة في خطاب ألقاه يوم 23 أيلول/ سبتمبر في مجلس الشيوخ
الأمر الذي أثار غضب المسؤولين الإسرائيليين.
وقال شومر: "إن إجراء انتخابات
جديدة هو السبيل الوحيد للسماح بعملية صنع قرار صحية ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل،
في الوقت الذي فقد فيه الكثير من الإسرائيليين ثقتهم في رؤية حكومتهم واتجاهها".
تعكس مثل
هذه الانتقادات العلنية الصريحة من قبل شومر مدى التغيير الذي
أحدثته الحرب بين إسرائيل وحماس في وجهات النظر في واشنطن.
قال ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق:
"بالنسبة لسيناتور يهودي من نيويورك، زعيم الأغلبية، وصديق نتنياهو وهو
الديموقراطي الأكثر وسطية، بل ويميل للتشدد لصالح إسرائيل، للتعبير عن انتقادات
كهذه؟.. إذا فقدت تشاك شومر، فقد خسرت أمريكا".
وبدا أن
الرئيس جو بايدن الجمعة، يدعم تعليقات السيناتور، واصفا إياها بـ"الخطاب
الجيد" الذي "يعبر عن القلق الخطير الذي لا يشاركه فيه هو فحسب، بل الكثير
من الأمريكيين كذلك".
وفي هذه
الأثناء، من المقرر أن تستمر المفاوضات بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار. وبعد أن
اقترحت حماس خطة جديدة لوقف إطلاق النار، أعلنت إسرائيل إرسال وفد من المسؤولين إلى
قطر للمشاركة في جولة جديدة من المحادثات، على الرغم من أن
المسؤولين الإسرائيليين وصفوا أيضا مقترحات حماس بأنها "غير واقعية".