حذر برنامج الأغذية العالمي من أن
الحرب الدائرة
في
السودان منذ قرابة الـ11 شهرا، قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم، في بلد يشهد
أساسا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.
وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين
إن المعارك التي أوقعت آلاف القتلى وأدت الى نزوح ثمانية ملايين شخص، "تهدد
حياة الملايين كما أنها تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بكاملها".
وأضافت ماكين أنه "قبل عشرين عاما، شهد
دارفور أكبر أزمة جوع في العالم، ووحد العالم (آنذاك) جهوده لمواجهتها ولكن
السودانيين منسيون اليوم".
وأكدت ماكين أنه ما لم يتوقف العنف "فقد
تخلف الحرب في السودان أكبر أزمة جوع في العالم"، مشيرة إلى
أن أقل من 50% من السودانيين يستطيعون توفير وجبة كاملة لأنفسهم في الوقت الراهن.
وتقول منظمة "أطباء بلا حدود" إن طفلا يموت كل
ساعتين في مخيم زمزم للاجئين في دارفور.
في جنوب السودان إلى حيث لجأ 600 ألف شخص نازح
من الحرب، "يعاني طفل من كل خمسة أطفال في مراكز الإيواء عند الحدود من سوء
التغذية"، بحسب ماكين.
في مطلع العقد الأول من القرن الحالي، أطلق
الرئيس السوداني حينها عمر البشير الذي أطيح به عام 2019، مليشيا الجنجويد في إقليم
دارفور في غرب السودان، حيث مارست سياسة الأرض المحروقة.
واليوم باتت هذه الميليشيا ضمن قوات الدعم
السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، الذي يتواجه في حرب مع
الجيش بقيادة الفريق
أول عبد الفتاح البرهان منذ 15 نيسان/ أبريل 2023.
وأصبح قصف المدنيين وتدمير البنى التحتية والنهب
والاغتصاب، والتهجير القسري وإحراق القرى، من الممارسات اليومية التي يتكبدها 48
مليون سوداني.
ويعاني 18 مليون سوداني من انعدام الأمن
الغذائي الحاد، وصار خمسة ملايين من منهم على شفا
المجاعة، في حين يعاني العاملون
في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يساعدونهم، من صعوبات في التنقل ونقص كبير في
التمويل.