ملفات وتقارير

"من نزوح إلى نزوح".. فلسطينيون يتركون رفح رفضا لـ "كذبة المنطقة الآمنة"

يشهد الطريق الساحلي عمليات نزوح جماعية مرة أخرى من رفح إلى أماكن أخرى في النصيرات والبريج ودير البلح- جيتي
اتجه العديد من النازحين في محافظة رفح، إلى الرحيل العكسي باتجاه مناطق المحافظات الوسطى، على وقع التهديد بتنفيذ عدوان غاشم على رفح، والمجازر التي ارتكبت خلال الأيام القليلة الماضية، وراح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح.

ويشهد الطريق الساحلي عمليات نزوح جماعية مرة أخرى من رفح؛ التي دعا الاحتلال للنزوح إليها مع بداية حربه، إلى أماكن أخرى في النصيرات والبريج ودير البلح يرون فيها ملاذا من الجرائم الإسرائيلية.

وترصد "عربي21" حركة نزوح جديدة من جنوب قطاع غزة إلى منطقة الوسط:










ويقول محمد (34 عاما) إنه سيتوجه إلى منطقة دير البلح بحثا عن الأمان بعد ليلة صعبة على مدينة رفح التي لجأ لها منذ شهرين.

ويضيف محمد لـ"عربي21" بالقول: "عشنا ليلة صعبة من ضرب وإطلاق نار، الأمان بوجه ربنا واحنا بناخد بالأسباب".

ويكشف أنه نزح سابقا من غزة إلى خانيونس ثم رفح والآن يعود إلى دير البلح.

من جهته، يقول أبو عبدالله إنه نزح أيضا من غزة إلى خانيونس ثم رفح والآن يعود إلى المنطقة الوسطى، مضيفا: "أصبح هذا عملنا وشغلنا ولا أحد يهتم بنا من الدول والأنظمة".

وعمل أبو عبدالله على جمع عائلته وكل أمتعته بشاحنة كبيرة تحسبا لسوء الأوضاع وعدم توفر أي مواصلات حال اتساع العملية العسكرية في رفح.

ومع اتساع العملية البرية في خانيونس نهاية العام الماضي أصبحت رفح الملجأ الرئيسي للنازحين من مختلف مناطق قطاع غزة ووصل تعداد المقيمين بها إلى 1.5 مليون بينما كان العدد سابقا لا يتجاوز 300 ألف.

من جهته، يؤكد أبو محمود (55 عاما) أنه قرر الإخلاء من مدينة رفح بعد القصف الإسرائيلي العنيف عليها ودخول بعض القوات الإسرائيلية في عملية خاصة.

ويقول أبو محمود لـ"عربي21"، إن "الجيش يهدد منذ فترة على محور فيلادلفيا وخليهم يجوا ياخدوا اللي بدهم ياه".

ويذكر أنه نزح نحو أربع مرات منذ بداية الحرب من منطقة الشاطئ في غزة إلى القرارة ثم المواصي في خانيونس ثم إلى رفح، مضيفا: "الآن الله أعلم وين بدنا نروح".

أما أبو حسن (66 عاما) فيقول: "أعطونا الأمان في رفح ونحن الآن في رفح والليلة ما عرفنا ننام، حملنا عفشنا ومش عارفين وين بدنا نروح".

ويضيف أبو حسن لـ"عربي21"، إنه "لا منطقة آمنة نروح عليها، لا نعرف ماذا نفعل، إحنا عند الحدود ومتحاميين بجمهورية مصر وعلى الفاضي فش حد حامينا".

من ناحيته، يوضح محمد (47 عاما) أنه نزح من منطقة البريج قبل 50 يوما، والآن يتجه للعودة إلى هناك بعد تزايد الأخبار عن عملية عسكرية واسعة في رفح.

ويؤكد محمد لـ"عربي21" أنه "من واقع التجربة خلال الحرب أصبح لا يوجد منطقة آمنة في رفح، وهناك حديث عن اجتياح شرق وحتى غرب رفح، لذلك نعود إلى مكان ميلادنا أفضل واللي كاتبه ربنا بصير".

ويضيف: "زرت منطقة البريج اليوم قبل الذهاب مع عائلتي هناك وأعرف أنه لا يوجد منطقة آمنة، وين مكتوب لنا نعيش بنعيش ولو مكتوب لنا نموت بنموت".